ونحن على أبواب الانتخابات الرئاسية وفي ظل حكومة ابراهيم محلب التي تحاول اثبات وجودها وأنها تختلف عن الآخرين.. يخرج علينا وزير الكهرباء رجل الأعمال والاستاذ الجامعي الدكتور محمد شاكر بانذار شديد اللهجة يبشرنا فيه بأن معدل انقطاع التيار سيزيد الى 3 أضعاف المعدل الحالي خلال شهور الصيف القادمة.. بمعنى أن الوزير والخبير العالمي في مجال الكهرباء والطاقة سيزيد من «تدليعنا» شويتين ثلاثة فبدلاً من قطع التيار من بين ساعة وثلاث ساعات يومياً سيزيد المعدل الى 3 ساعات و9 ساعات يومياً وكله يدلع نفسه.. وبدلاً من أن نلعن الظلام نوقد شمعة.. وكذلك علينا اللجوء الى «الموبايلات» كوسيلة للإنارة ونشكر الله على نعمة الحكومة التي زادت خلال فترة توليها معدلات انقطاع التيار الكهربائي الى 3 مرات يومياً في الوقت الحالي وستتضاعف المعدلات خلال فترة الصيف.. لقد رضى الناس بالهم وقطع التيار ساعة يومياً.. ولكن أن يصل معدل فصل التيار الى 3 ساعات ونحن في فصل الربيع.. فماذا سيفعلون بنا في عز شهور الصيف بشمسنا الحارقة التي ستشهد شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك؟ إذا كانت وزارة الكهرباء تجرب فينا خطة الصيف التي سيزيد فيها معدلات استهلاك التيار من خلال الاستخدامات المتزايدة لأجهزة التكييف والمراوح ومبردات المياه فنحن على صيف أسود ومظلم.. وبدلاً من أن يطرح الخبير العالمي رؤيته لتوفير الكهرباء وترشيد الاستخدام يستسهل الحل بقطع التيار مما يجعلنا نترحم على أيام حكم حسني مبارك وأيام المجلس العسكري التي كانت نادراً ما يتم انقطاع التيار إلا لظروف اضطرارية.. لقد نسى وزير الضلمة أن قطع الكهرباء يعني قطع التيار عن المستشفيات العامة والخاصة؟.. هل يعلم مدى الضرر على مريض اثناء اجراء عملية جراحية أو مرضى غسل الكلى وأطفال الحضانات؟.. هل يعلم الوزير تأثير قطع التيار عن المصانع والورش.. ومحلات جزارة وبقالة قد تتعرض سلعها للتلف ومدى الخسائر التي تتعرض لها؟ كل الحرف مهددة في ارزاقها محلات الكاوتشوك والميكانيكية والسمكرة وافران البوية والمكوجية والترزية.. ماذا سيفعل هؤلاء مع الوزير الهمام الذي جاء ليساعدنا وهو في حاجة الى المساعدة بسبب عقم الفكر واستسهال الحل بقطع التيار. هل يتركنا رئيس الوزراء لقدرنا في مواجهة وزير الكهرباء الذي جاء ليضلمها أكثر وليجعل حياتنا أكثر سواداً.. هل هذه رؤية الحكومة لحل المشكلة وهل هذه سياستها لتخفيف الأعباء عن المواطنين؟.. الحلول كثيرة ولكن وزارة الكهرباء دائما ما ترمي بفشلها على العجز في الكهرباء بعدم صيانة المحطات.. اتهامات متبادلة ورئيس الحكومة يتفرج والضحية هم المواطنون مستهلكو التيار الكهربائى.. ماذا فعلت الوزارة للحد من سرقات التيار في الأكشاك بالشوارع والعمارات الحديثة التي لم يتم توصيل التيار لها؟.. ماذا تفعل جيوش الكشافين والمحصلين ولماذا لم يبلغوا عن السرقات التي تتم جهاراً نهاراً محققة خسائر بمليارات الجنيهات سنوياً؟ ماذا تفعل مباحث الكهرباء ولماذا لا تكثف حملاتها لضبط المخالفين ولصوص الكهرباء في الشارع والمنازل والمحلات؟.. ماذا فعلت الوزارة مع بعض المفسدين الذين يقومون ببيع الكهرباء لصالحهم من خلال طرح عدادات إنارة على المحتاجين وتحصيل الاستهلاك لصالحهم؟.. لماذا تلجأ الوزارة الى تعيين رؤساء محطات توليد الكهرباء بعقود فلكية دولارية ولماذا لا يطبق عليهم الحد الأقصى للأجور؟.. لماذا تستعين وزارة الضلمة بشركات اجنبية لصيانة تلك المحطات وأين المهندسون والخبراء المصريون هل المسألة كتر فلوس أم ضعف كفاءات رغم أن المحطات طول عمرها تعمل بقيادة وصيانة المهندسين المصريين؟.. لماذا لا يقنع وزير الكهرباء رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية لكي يتم احلال انارة الأعمدة من الكهرباء الى الطاقة الشمسية.. يتم خلالها استبدال انارة الشوارع بالطاقة الشمسية بطرح تلك الأعمدة لشركات الدعاية والاعلان لتركيب الأعمدة الجديدة مقابل انتفاع مجاني لمدة خمس سنوات لتوفير ما يعادل انتاج محطة كهرباء يوميا. لماذا تتجاهل وزارة الكهرباء اجبار العمارات الجديدة والفلل باستخدام السخانات الشمسية وعدم توصيل التيار لتلك العمارات والفيلات الا بعد التأكد من تركيب الخلايا والسخانات في اماكنها على الأسطح.. هل تعلم الوزارة كم يوفر أكثر من 6 ملايين سخان في المنازل هل ساعتها ستحتاج الى تخفيف الأحمال؟ لماذا لا تتوسع الوزارة في نشر محطات توليد الكهرباء من قوة الرياح لتمثل نسبة مؤثرة وكبيرة في الانتاج.. فهى طاقة متجددة لا نهاية لها وطاقة نظيفة بعيدة عن ملوثات السولار وانبعاثات الغاز.. ومشكلات وتكاليف انشاء محطات توليد بالطاقة النووية؟ الى متى يستمر دعم وزارة الكهرباء للأغنياء والسفارات والبعثات الدبلوماسية وفروع المنظمات الدولية؟ لماذا لا يتم رفع الدعم عن هؤلاء ولماذا تساويهم الحكومة مع فقراء الوطن.. أفهم أن يتم وضع حد أدنى للاستهلاك يتم دعمه الى حد مائة كيلو شهرياً.. وما زاد على ذلك يتم التعامل معه بسعر التكلفة.. هل يتساوي سكان الزمالك والفيلات والقصور مع سكان العشوائيات الغلابة؟ لماذا لا تدفع الشركات الأجنبية مثل شركات الأسمنت والأسمدة وشركات المحمول والمصرية للاتصالات والهيئات الاقتصادية فاتورة استهلاكها بالسعر الحقيقي وكفانا دعماً لمن لا يستحق. الأفكار كثيرة والحلول ممكنة إذا خلصت النوايا في الحكومة فالأيدي المرتعشة لا تبني وطناً.. و«اللي خايف يروح».. ليقل لنا رئيس الوزراء ما الفارق بين وزير الكهرباء الحالي عن السابقين وحتى نرى له انجازاً غير زيادة معدلات قطع التيار؟.. لقد تمردنا وتأففنا من قطع التيار ساعة في عصر مرسى وشركاه.. فماذا تريدون لنا أن نفعل ونحن مقبلون على الصيف والاستهلاك في ازدياد مستمر؟ ارحل يا وزير الكهرباء فقطع التيار وإظلام البلاد لا يحتاج وزيراً.. لماذا تحبطوننا ونحن ننتظر الأمل على يد رئيس جديد ينقل للبلاد نقلة نوعية للأمام بعيداً عن سياسات الضلمة وخفافيش الظلام.. الوطن يحتاج رؤى وبعثا للأمل في نفوس كفانا عقما في الفكر وأهلاً بمن هو قادر على انارة مصر.