أثار حكم الإعدام الصادر بحق 528 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ردود افعال دولية رافضة خلال الساعات الماضية ، حيث اعتبر مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ان الحكم يتنافى مع القانون الدولي،مبديا قلقه على آخرين يواجهون نفس التهم، وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة في تصريحات في جنيف: «الحكم الجماعي بالاعدام بعد محاكمة مليئة بالمخالفات الإجرائية يعتبر خرقاً للقانون الدولي لحقوق الانسان». وانتقدت الولاياتالمتحدة بشدة الحكم وقالت ماري هارف متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «نحن قلقون بشدة، ويمكنني القول إننا مصدومون» لصدور هذا الحكم. وأضافت «ببساطة، لا يبدو لي ممكناً أن يتم خلال يومين من المحاكمة النظر في شكل عادل إلى الأدلة والشهادات بالنسبة ل528 متهماً بما ينسجم مع المعايير الدولية» ، واضافت أن مثل هذا الحكم «هو نوع من التحدي للمنطق»، مضيفة «لا نزال ندعو الحكومة المصرية إلى ضمان محاكمات عادلة ولاحترام الحريات لجميع من هم معتقلون في مصر». وتابعت هارف «قلنا مراراً إن ما يعتبر بمثابة اعتقالات وتوقيفات وإدانات لأسباب سياسية سيؤدي ببساطة إلى تراجع الانتقال الديمقراطي في مصر بدلاً من الدفع به إلى الأمام كما نأمل». كما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن «قلقها الشديد» من الحكم، مذكرة بأن عقوبة الإعدام «لا يمكن أن تبرر على الإطلاق». وقالت اشتون في بيان «تلقيت بأقصى درجات القلق الشديد الحكم بالإعدام على 528 عنصراً من الإخوان المسلمين» من قبل محكمة في المنياجنوبالقاهرة. وأضافت في بيانها «مهما كانت خطيرة الجرائم التي أدينوا على أساسها، فإن حكم الإعدام لا يمكن أن يبرر على الإطلاق». وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يعارض عقوبة الإعدام «تحت أي ظرف كان» لأنها «قاسية وغير إنسانية ولا تشكل رادعاً فعالاً وتمثل نكراناً غير مقبول لكرامة الإنسان». ودعت اشتون السلطات المصرية الى «العمل بالتوافق مع القوانين الدولية لكي يحظى المتهمون سريعاً بمحاكمة عادلة قائمة على اتهامات واضحة وتحقيق صحيح ومستقل، وليكونوا قادرين على الاتصال بمحاميهم وعائلاتهم». كما اعربت فرنسا عن «قلقها» لصدور هذا الحكم، مؤكدة «معارضتها المبدئية لعقوبة الإعدام» ، فيما فتح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان النيران على مصر ، وحاول استخدام الحكم كورقة للدعاية الانتخابية له فى بلاده، ووصف الحكم بالديكتاتورية، وقال اردوجان أمام تجمع شعبي في العاصمة أنقرة تحضيرا للانتخابات المحلية: «على الذين يتهموننا بالديكتاتورية أن ينظروا إلى ما يحصل في مصر.. لقد أصدروا حكما بالإعدام على 528 شخصا.. أحكام الإعدام لا تنسجم مع القوانين الأوروبية فلماذا تصمت أوروبا عن هذا القرار؟ واضاف اردوغان ان امريكا لا يمكنها ان ترضى بمثل هذه الاحكام. وكانت محكمة في المنيا قد أصدرت حكما بالإعدام على 528 شخصا لصلتهم بجماعة الإخوان المسلمين، بقضية تتعلق بهجوم تعرض له مركز للشرطة في المحافظة بعد فض الاعتصامات في ميداني «رابعة العدوية» و«النهضة» مما أدى إلى مقتل وجرح ضباط في الشرطة.