القمة العربية التي تعقد اليوم في الكويت، استبعدت مناقشة الموقف القطري الشاذ من الأمة العربية، ولست أدري أي موضوع يستحق المناقشة أهم من الكارثة التي ترتكبها قطر في حق العرب، لقد أعدت القمة ثمانية عشر مشروع قرار لعرضها علي القمة ليس من بينها جرائم قطر التي ترتكبها وشرودها عن الصف العربي وارتماؤها في حضن الصهيونية العالمية وتنفيذ مخططاتها ضد الأمة العربية. كان يجب علي القمة أن تناقش هذا الملف القطري الخطير، وأن تكون هناك عقوبات مشددة علي الدوحة التي نسيت نفسها تماماً وتخيلت أنها «مارد» لا يقوي عليه أحد.. كلنا يعلم أن رعاية قطر للإرهاب ودعمها الدائم له ومشاركتها في ارتكاب جرائم ضد الدول العربية وعلي رأسها مصر والسعودية والبحرين والإمارات، تحتم أن يتم فتح هذا الملف الخطير، ومناقشة عقوبات رادعة، توقف هذه الدويلة عند حدها، ولا تأخذ الأمة العربية رأفة بهذه الدويلة التي فاقت تصرفاتها كل حد وتصور. الذي يثير الاشمئزاز أن الدوحة خرجت مؤخراً علينا، معلنة أنها لن تغير من سياستها، وأنها تعمل في إطار ما يحقق لها مصالحها الوطنية وكأن رعاية الإرهاب ودعمه والعمالة والخيانة باتت تحقق المصالح الوطنية لهذه الدويلة!! كنت أتوقع أن الحرب التي تشنها قطر علي الأمة العربية، تكون كفيلة علي الفور بأن يتم طرد الدوحة من اجتماعات القمة وفرض عقوبات مشددة عليها حتي تعود إلي رشدها وتبتعد عن هذا الغيّ الذي تمارسه، ماذا ننتظر كأمة عربية بعد ما فعلت، فهي تعترف صراحة بأن خيانة العرب والعمل ضدهم وممارسة الإرهاب ضد الشعوب العربية، تحقق لها المصالح!!! حرام أن تنتسب هذه الدويلة إلي الأمة العربية فتاريخها كله منذ نشأتها وحتي الآن قائم علي العمالة والخيانة وليس موقف «حمد» و«تميم» والأسرة الحاكمة يحتاج إلي تفسير أكثر من اعترافهم بأنهم عملاء للمنظمات الإرهابية التي تشن الحرب علي الشعوب العربية، وقد بحثت عن تفسير لاستبعاد القمة مناقشة تصرفات قطر الإرهابية فلم أجد سوي الحيرة من الموقف العربي في هذا الشأن.. ويوم اتخذت السعودية والبحرين والإمارات قراراً بسحب السفراء احتجاجاً علي تبني قطر الإرهابيين وتحويل الدويلة إلي مأوي لجماعات التطرف والإرهاب، والمشاركة في تنفيذ المخطط الأمريكي لتفتيت الأمة العربية، كان القرار صائباً، وفعلت هذه الدول الثلاث ما لم تفعله مصر حتي الآن التي تكتوي بنار الإرهاب الذي تقوم به الدوحة. كان يجب علي القمة العربية ألا تغفل هذا الملف القطري الخطير.. ومتي ستتم مناقشة إرهاب قطر وقد كانت هذه الفرصة في القمة العربية الأنسب الآن.. لكن هذه عادة العرب في الهروب من المواجهة من اتخاذ موقف موحد تجاه «دويلة» اختارت لنفسها أن تكون عميلة وخائنة!!