من أمي وأمك التي تفترش الأرض في الشارع، لتحصل علي جنيهات معدودة في نهاية اليوم، لتطعم بها أطفالها الجوعي وهي صابرة ومحتسبة، إلي ثائرات 30 يونيو العجائز، اللاتي خرجن في موجة الثورة الثانية ضد "جماعة" اتشحت بالدين زورًا وأرادت بيع الوطن وتقسيمه، نهاية بأساطير الأمهات في عصر الفراعنة، تستحق الأم المصرية "لقب البطولة". الأم المصرية أسطورة قديمة لا زالت حية ، تلتقط أطراف البداية من أسطورة إيزيس وأوزوريس، القصة الفرعونية الخالدة، "كان أوزوريس وإيزيس زوجين، وضعتهما الأسطورة في طور ألهين عاشا بين البشر طويلا فتأثرا بالطباع البشرية، وصار أنصاف بشر، وكان لدي أوزوريس شقيقًا شرير يدعي ست ( أله الشر)، كان يتعقب أخاه الخير، محاولا قتله". كانت البطلة في الأسطورة الفرعونية هي الزوجة والأم ( إيزيس)، تقول الأسطورة إن (ست) إله الشر قيد شقيقه ( أوزوريس) في تابوت حجري وألقي به في النهر، وجابت الزوجة إيزيس البلاد بحثًا عن زوجها، حتي عثرت علي جثته خارج مصر، وعادت به ودفنته في مصر، وتعقب الجثمان (ست) وقام بتقطيع شقيقه الميت أربًا إلي 14 قطعة ووزعه علي الأقاليم المصرية. وتمضي الأسطورة في الحكي عن مثابرة الزوجة ( إيزيس) في جمع أشلاء زوجها المغدور به، تقول " تنجح إيزيس في إعادة إحياء زوجها من خلال جمع أشلائه، بمساعدة شقيقتها ( نفتيس) إلهة السحر؛ التي تمكنت من إعادته للحياة". وتصر الزوجة علي تخليد ذكري زوجها وإنجاب طفل من زوجها، الذي أصبح ألهًا في عالم الموتي، ليحمل اسم والده في عالم الأحياء. وكأنها كانت تعد العدة للثأر ، كمثل ما تفعله نسوة الصعيد المترملات جراء قتل أزواجهن، بسبب عادة الثأر، عندما يربون أبنائهم علي "تخليص الثأر" وحمل السلاح منذ نعومة أظافرهم، تولت ( إيزيس) رعاية (حورس) ابنها الوحيد، حتي اشتد عوده وصار رجلا، وتغلب علي عمه الشرير (ست) وقتله، وتغلب الخير علي الشر في نهاية الأسطورة. من زمن الأساطير إلي الواقع، لا تختلف الصورة كثيرًا، تقف الأم المصرية، شامخة تجاه كل صعوبات الحياة في مصر، وتضرب أمثالا في التضحية والقوة والمثابرة.