حتى هذه اللحظات وهى تشعر انها تعيش في كابوس غير مصدقة ان ولديها قتلا ابنتها وفلذة كبدها ومنذ هذه اللحظة وهى تقول: «أنا مش مصدقة اللي حصل.. بنتي اللى تعبت فى تجهيزها وفرحة بيوم زفافها قدر جوزها فى فترة قليله إنه يقنع أشقاءها أنها ماشية على حل شعرها.. بس أنا عارفة كل دا ليه لأنه بيخونها فعايزها تبقى زيه.. اللى هيجننى انه قدر يقنع اخوتها أنهم يقتلوها».. ومازالت الأم لا تعرف أن ما فعله أبنائها هو جريمة فعلا.. أم انه دفاع عن الشرف، الأوجاع تقتحم صدرها فالقاتل والمقتول فلذة كبدها وتملأ قلبها قائلة: اسمى منى ابراهيم محمد.. صدقوني أنا المجنى عليها فى هذه القضية.. فأنا أم فى النهاية.. ولا يمكن لقلب بشر أن يتحمل ما أنا فيه فأولادى كسروا كبريائي وكرامتي أمام الناس. وتضيف: حكاية ابنتى بدأت قبل عدة سنوات.. عندما كان زوجها يبحث عن بنت الحلال التي يتزوجها.. ودلوه علينا فنحن أسرة تعيش يوماً بيوم وكل همنا فى الحياة هو سترة البنات كانت تصلنا بعض الشائعات التى رفضنا أن نصدقها أثناء فترة خطوبة ابنتى عن خطيبها وسوء سلوكه حيث إنه متعدد العلاقات وكنت دائما أقنعها بأن هذا طيش شباب وسينتهي بعد الزواج وكانت دائما ما ترضخ لى وتستجيب لأوامرى وتتابع الأم المكلومة على فقدان أبنائها عندما كنت أواجهه بما يصلنا من أخبار عنه لم ينكرها مما بث داخلى نوعاً من التفاؤل على استقامة حاله وعقب ذلك انتهينا من تجهيز الشقة والعروسة وتم زفافهما تقليديا وكانت حياتهما فى بداية الأمر بعيدة عن أى مشاكل أو أحداث سيئة باختصار كانت حياة عادية كأى زوجين فى مقتبل حياتهما. تتنهد الأم ثم تكمل كلامها قائلة: منذ عدة شهور بدأت أسمع كلاماً غريباً ينهش فى عرضى وشرفى، وعندما حاولت معرفة سر هذا الكلام أخبرنى زوج ابنتى بأن ابنتى على صلة بالعديد من شباب المنطقة، وأن الناس يتحدثون عن أفعالها السيئة مع تلك الشباب وقتها شعرت بالصدمة وأن حلمى الوحيد فى الحياة كان مجرد خيال وانفجرت الدماء فى عروقى واتجهت فوراً إلى منزلي وعندما وصلت انهلت على ابنتى بالضرب والسباب حتى خارت قواها وسقطت على الأرض من الإعياء وكانت تؤكد لى بأعلى صوتها أنها من أشرف بنات المنطقة وتقسم بأنها لم تتحدث مع أى شاب ولم تفعل أى شىء يغضب ربها ولذلك تركتها من بين يدى قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وكنت بجوارها حتى شفيت تماما من مرضها. تسكت الأم قليلا ثم تقول: أيام قليلة وفوجئت بزوج ابنتى يطرق باب منزلى ومُصِر على مقابلتى فى أمر مهم وعندما التقيت به أخبرنى بالعديد من المشاكل بينه وبين ابنتى وأنها مصرة على الطلاق وطلب منى تهدئتها لأنه يحبها وقال لى كلمات غريبة لم أفهمها إلا الآن «ماتخليش بنتك تسمع كلام الناس دول عايزين يخربوا عليها وأنا مش هعدى الموضوع على خير وطلاق مابطلقش» ذهبت لابنتى وأطلعتنى على بعض المشاكل التى بينها وبين زوجها وأخبرتنى بأنه يتلقى اتصالات هاتفية بعد منتصف الليل، وكما أن إحدى سكان المنطقة أخبرتها يوما بأنها شاهدت زوجها مع احدى السيدات بمحطة المترو وعندما أخبرته بما علمت نهرنى بشدة. وتكمل الأم كلامها قائلة: فى ذلك الوقت زادت ثقتى بابنتى فليس من المعقول أن تكون سيرة ابنتى سيئة السمعة وأن ما يتردد من بعض الناس عنها بفعل زوجها للتخلص منها دون الالتزام بنفقة الطلاق أو المتعة. «صدقوني مش عارف إزاى دا حصل كيف أسجن لسنوات طويلة أو ربما يقضى علىَّ بالاعدام لقتل شقيقتى بعد أن أوهمنا زوجها بسوء سلوكها» بهذه الكلمات بدأ صابر علي عبد الكريم المتهم بقتل شقيقته, اعترافاته بقتل شقيقته «كوثر على عبدالكريم» 18 سنة وتابع قائلاً: أنا شعرت بالندم لأول مرة عندما شاهدت جثتها هامدة أمامى ولم أصدق كيف فعلت تلك الجريمة الشنعاء كيف سيطر الشيطان على عقلى واقتادنى الى تلك الفعلة النكراء وأتمنى أن يعود بى الزمن لأصحح ما فعلت وأرفع رأسى وأسرتى الذى وضعته بالتراب. وأضاف: إن شقيقته تحترم العرف والتقاليد ولم تخرج على المألوف ولكن زوجها الشيطان وسوس لنا أنا وشقيقى، وقال: «إن أختكم أصبحت سيرتها على كل لسان من أهالى المنطقة ولو مش قادرين تتخلصوا من عاركم قلولى وأنا أتصرف»، كانت كلماته تقع على أذنى وقع الصاعقة، ولم يخيل ولو للحظة واحدة أنه يكذب فكيف يكذب وهو زوجها كما أنها أيضا شرفه. كاد عقلى يجن وعندما لاحظ الحيرة على وجهى طلب منى أن أذهب معه فى تلك اللحظة إلى المنطقة وأن اسأل الأهالى بنفسي فذهبت معه ثم أشار لى على أحد الأهالى وقال لى «إسال اللى واقف دا من غير ما تعرفه إنك أخوها» فسألته عنها وأجابنى بأبشع الكلمات عنها التى لم أصدقها، على الفور عدت إلى منزلى لأخبر شقيقى بما حدث لأقرر داخل نفسى بضرورة التخلص منها ومن عارها حتى أرتاح منها وأنقذ رجولتى وشرف عائلتى بعد أن جعلته شقيقتى سيرة على كل لسان. ويأخذ أحمد جمال عيد سالم «28 سنة، عامل» شقيق المجني عليها طرف الحديث ما قاله زوج شقيقتى وما أخبرنا به أحد الاهالى كان ذلك كافيا ليشعل بداخلنا نار الانتقام من فعلتها والانتهاء منها ومن سمعتها إلى الأبد ولم نفكر ولو للحظة بأن يكون كل ذلك من تدبير زوجها ليتخلص منا جميعا ويهنأ هو بزيجته الثانية بعيدا عن النفقات ومتاعب الطلاق، وعن يوم الحادث يقول اصطحبناها الى منزل مهجور بأبو النمرس وقمنا بخنقها بإيشارب وعندما حاولت الفرار قمت بإخراج مطواة من ملابسى وطعنها 3 طعنات حتى فارقت الحياة. وبعد تأكدنا من موتها تركناها وخرجنا إلى الشارع ونحن فى حالة هيستيرية قائلين «انتهينا منها وقتلناها لكن سرعان ماشعرنا بالندم وأدركنا بأننا كنا لعبة شيطان». كان اللواء محمود فاروق مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة قد تلقى بلاغا بوجود جثة بقطعة أرض زراعية ولم يتعرف أحد أهالى المنطقة عليها وتبين من التحريات أن المجنى عليها ليست من البلد وأن وراء الحادث صابر شقيقها.