ربما كان «قارون» أغني رجل في الدنيا القديمة.. فقد وهبه الله سبحانه وتعالي الثروة والجاه.. وجاء ذكره في القرآن الكريم.. ولكن في الدنيا الجديدة نجد الآن رجالاً كل واحد منهم في حجم دولة، وربما أكبر من عدد من الدول! ولكن ذلك تم بفضل العلم.. والعمل، ولا يمكن الفصل بين العلم والعمل، فالحروف هي هي.. واحدة.. والمؤكد أن الحظ وحده لا يصنع الأغنياء لأن معظم أثرياء العصر حققوا ثروتهم بالعمل الجاد.. الذي يستند إلي العلم.. ** وتؤكد قائمة أغني الأغنياء التي أعلنتها مجلة فوربس العالمية ما نقول.. هاهو بيل جيتس الذي يحتل المركز الأول هذا العام عن ثروة قفزت إلي 76 مليار دولار حقق ذلك بفضل عقله عندما اخترع علم البرمجيات.. ميكروسوفت وهو العلم الذي يسيطر الآن علي كل شيء.. وهذه الثروة تبلغ قيمتها بالجنيه المصري أكثر من 532 مليار جنيه.. هو المليار فيه كام قرش يا وله؟! أما رئيس شركة البرمجيات أوركل واسمه لاري إيلسون فقد بلغت ثروته 48 مليار دولار وبذلك احتل المركز الخامس، علي أثرياء العالم.. كذلك من أبرز وجوه الأثرياء نجد مارك زوكربيرج مؤسس موقع فيس بوك بثروة تصل إلي 28.5 مليار دولار بفضل ارتفاع أسهم شركته ليحتل المركز 21 وكذلك مؤسسا موقع أو برنامج واتس اب جان الكوم وبريان اكتون بثروة 19 مليار دولار. الخلاصة إن من يعمل عقله ويتعامل مع العلم بعقول مفتوحة يحقق المستحيل!! ** وليس غريباً أن نجد قريباً أثرياء من الهند ومن الصين بعد أن دخلت عقول الدولتين عالم البرمجيات.. القائم علي الاختراعات والعلوم.. ومن المؤكد أن كوريا الجنوبية، سوف تلحق بهما. وليس الأمريكان وحدهم هم سادة المال والأعمال.. هناك الآن 152 مليارديراً من الصين و111 مليارديراً من روسيا وسرعان ما يحتلون مراكز متقدمة بين أثرياء العالم. ** وإذا كان في الولاياتالمتحدة الآن 492 مليارديراً أغلبهم في عالم ازدهار التكنولوجيا وسوق الأوراق المالية.. فإن في قائمة مجلة فوربس نجد مليارديرات من لتوانيا إحدي دول البلطيق واللافت للنظر وجود مليارديرات هذا العام من الجزائر.. ومن تنزانيا.. بل ومن أوغندا التي كانت تعد من أفقر دول العالم، وأفقر دول افريقيا. ولكن المثير أن نجد مواطناً مسلماً من نيجيريا هو «الحاج علي دانجوني» ويمتلك 25 مليار دولار، هذا الرجل المعجزة السمراء تعلم إدارة الأعمال بجامعة الأزهر بالقاهرة!! وتمتلك مؤسسته العديد من مصانع الأسمنت والسكر الضخمة والمطاحن ومصافي البترول، ليس فقط في بلده نيجيريا ولكن في العديد من الدول الافريقية، فكيف فعل ذلك.. وهل هو من «طينة» أخري صقلتها دراسته بجامعة الأزهر.. وماذا عن رفاقه الذين درسوا معه.. في جامعة الأزهر؟! ** ولكن في المقابل نجد أن قائمة أغني الأغنياء تضم أيضاً رجل صناعة الملابس الإسباني أمانسيرو أورتيجا بثروة 61 مليار دولار في المركز الثالث بعد المكسيكي ذي الأصول اللبنانية كارلوس سليم في المركز الثاني بثروة 72 ملياراً! أما في عالم القمار نجد شيلدون اديلسون بثروة قدرها 38 ملياراً، وهو امبراطور أندية القمار. ولا ننسي النساء!! إذ دخل القائمة هذا العام 42 امرأة. ** ولأننا نؤمن بالعمل والعرق والإصرار علي النجاح نضرب اليوم مثلاً بأشهر عائلة مصرية هي عائلة ساويرس.. الأب والأبناء نصيف ونجيب وأنسي، وسميح، وهي مثال حقيقي علي العمل والانتاج تعرضت للمحن والتأميمات في العصر الناصري.. وكان عليها أن تبدأ من جديد.. من تحت الصفر.. كما تعرضت أعمالها لكثير من المحن في الداخل والخارج، في العراق وفي الجزائر.. وفي مصر تحت حكم الإخوان، وكانت علي وشك تصفية أعمالها في مصر.. والحمد لله استعادت العائلة قدرتها علي العمل وعبرت المحن.. وهذا وحده درس يجب أن نتعلم منه الكثير.. هذا إذا أردنا أن نبدأ في إعادة بناء مصر.. ** علينا أن ندرس أسباب نجاح هؤلاء الأثرياء.. ولا نتعلل بأن النظام الأمريكي وحده هو الكفيل بالتقدم، ولكنه العلم والعمل.. وهو التحدي ففي نيجيريا، وفي مصر كل مقومات النجاح.