تعرض فنان السيرك مدحت كوتة لهجوم من الأسود تسبب في إصابات كثيرة في جسده كادت تودي بحياته، والعناية الإلهية وحدها تدخلت لإنقاذه بعد أن هجم عليه ثلاثة أسود أثناء تقديم فقرته في السيرك القومي. لم يكن هذا هو الحادث الأول ولن يكون الأخير في ظل استمرار غياب وسائل التأمين والتدريب الكافي للحيوانات وعدم دعم الدولة لهذه النوعية من الفنون، فهم فنانون يحملون أكفانهم علي أيديهم في كل ليلة، في دولة لا تحترم الإبداع وتهتم فقط بنجوم السينما والتليفزيون والأغاني. الحالة التي تعرض لها «كوتة» تعرض لها من قبل فنانون كثيرون من بينهم الفنان محمد الحلو الذي هجم عليه الأسد وتوفي بعد نقله للمستشفي بأيام، والأسد توفي بعد إصابته بالاكتئاب وامتنع عن الطعام، أيضاً حوادث بسيطة تعرض لها محمد صلاح الحلو ومحاسن وفاتن الحلو، وتمت السيطرة عليها، سواء بتدخل مدربين آخرين أو بسيطرة المدرب نفسه، وفي السيرك القومي فنانون يعيشون بين الحيوانات يحاولون بأقل الإمكانات أن يرسموا الضحكة علي شفاه الجمهور والأطفال. فنانو السيرك يتم التعامل معهم كموظفين ويطبق عليهم القانون رقم 47 بحيث تطبيق الكوادر الوظيفية ورواتبهم حسب كوادرهم العمرية، ولا يتم صرف بدل مخاطر أو بدل عدوي كما يتم التعامل مع مثلهم في كل أنحاء العالم، ولذلك المطلوب من فنان السيرك أن يسعد الناس وهو يتقاضي الملاليم دون تأمين واضح من قبل الحكومة، ولا يجد من يسعده. حلمي شلبي، مدير إداري بالسيرك القومي، مسئول عن رواتب الفنانين بالسيرك، قال: إن ألعاب السيرك هي الكاوتشوك والمطبخ والساحر والسلالم والكرابيج والطوق المعلق والتوازن علي الدراجة والبسكليت والميزان الطائر والخناجر والحربة، أغلبها ألعاب خطرة، ومع ذلك يتم التعامل مع الفناين الذين يقدمونها بمنطق الموظفين، ورغم أن مطالب الفنانين ذهبت للوزير بضرورة صرف بدل مخاطر وبدل عدوي وتأمين السيرك بشكل يحفظ حقوقنا لكن حتي الآن لم يتم البت فيها. وأضاف أن الرواتب في السيرك ضئيلة جداً، فكل الألعاب يتم التعامل معها بموظفين، أما وزارة الثقافة فتتعاقد مع الفنانين علي رعاية الحيوانات وطعامها، أما السلامة الشخصية فهي غير موجودة. مدرب الأسود مدحت كوتة، قال: إنها ضريبة حب الناس ولست حزيناً علي ما أصابني لكن يحزنني أكثر أن نكون أقل في عيون الناس من الفنانين الذين يظهرون في السينما والتليفزيون. وأضاف أن الحيوانات المفترسة لا يمكن أن نأمن مكرها، بالإضافة إلي أن المبالغ التي تدفع من أجل تقديم هذه الفقرة قليلة للغاية، ونحن نعمل في ظروف صعبة أخطرها أن الإمكانات الموجودة في السيرك من مفروشات وحماية للحيوانات ليست آدمية، فكان سبباً رئيسياً من أسباب تعرضي للخطر «الموكيت» الموجود في الأرض الذي تعثرت فيه ووقعت عرضة للأسد، لذلك أتمني أن يكون هناك اهتمام خاص من قبل الحكومة بالتعامل بشكل أكثر آدمية. قالت أنوسة كوتة، ابنة مدرب الأسود مدحت كوتة، التي تولت تقديم فقرة والدها حتي يسترد صحته: إن أزمة والدها ليست الأولي ولا الأخيرة لكنها واحدة من ضمن مخاطر كثيرة يتعرض لها فنانو السيرك كل يوم في مصر، الأزمة التي نواجهها هي عدم الاهتمام بنا، وتعاملنا كفنانين من الدرجة الثانية دون سبب، الفقرات التي يقدمها السيرك كلها محاطة بالمخاطر وفي كل يوم ونحن نضحك الجمهور من الوارد أن نموت أو نتعرض لمثل هذا الهجوم، فهو كله تعامل مع حيوانات شرسة وارد أن تهجم في أي وقت، فهذه الحيوانات التي تبهر العالم لها طريقة تعامل خاصة ونوعية أطعمة ورعاية خاصة، لكن الميزانيات المطروحة للحيوانات في السيرك القومي ضئيلة جداً، مقارنة بالاهتمام بالحيوانات في العالم كله، أيضاً الرعاية التي يحظي بها فنانو السيرك قليلة جداً، فكان الأولي أن يكون هناك سيارة إسعاف خاصة أثناء إقامة العرض، وأيضاً الإمكانات المادية لابد من تعديلها وأن ينظر لها المسئولون بشكل أكثر أهمية. محمد عصام، لاعب السيرك علي الحبل، قال: إن المهنة بالفعل بها كثير من المخاطر أهمها إذا سقطت علي ظهري أو تأثر العمود الفقري فمستقبلي ينتهي، ولا يوجد تعويض عن هذه الإصابات، ومن الممكن أن أصاب بشلل كامل، وقتها من يصرف علي أبنائي وأسرتي، للأسف المهنة لا تقدم أي ضمانات، وفي نفس الوقت فهي مهنة تربيت عليها وكل أسرتي لعبت فيها ومكسبنا الوحيد فيها حب الجمهور وتقديره لنا.