«خالف.. تعرف».. هكذا يقول المثل الشعبي المعروف، فهل عرفت من الذي اقصده؟ أظن أنك عرفت أنه مقدم البرامج نجم النجوم باسم يوسف، في البداية راح يسخر بكل الأشكال من المعزول مرسي العياط، وكان الناس قد فاض بها الكيل، فتجاوبت معه وضحكت من غروره وجهله وشمتت فيه، لكنها أيضا كانت ثائرة علي كل قراراته وكانت المحكمة تبدأ جلساتها حول هروبه من سجن وادي النطرون مع غيره بقوة السلاح. والشبهات تحوم حول خيانته.. فراح النجم يوجه سهام السخرية ضده وأحيانا ضد من حوله، وكان في ذلك محميا من الشعب والرأي العام، فلما ذهب المعزول للمحكمة، تلفت مقدم البرامج يبحث عن شخص آخر بنفس الحجم يوجه له سهام النقد ويكون له نفس المكانة، فلم يجد إلا المشير السيسي الذي يحظى بتقدير الشعب وحبه واحترامه ويضع عليه كل آماله!. فماذا يفعل المضروب بمرض البارانويا وجنون العظمة إلا هذا؟ راح يعمل ما يعمله أقزام الإخوان الذين يكتبون علي الحوائط والأشجار وأي جدران أقبح العبارات التي تبدأ من «السيسي خائن» في حين أن العياط هو من يحاكم الآن بتهمة الخيانة وغيرها، فالأمر المهم عند النجم هو لفت الأنظار لكن هذه المرة عن طريق الخروج عن الإجماع الشعبي ليصبح حديث الناس، كأنه يتعرى من كل ملابسه ليلفت الأنظار، ولتصبح المعادلة هي أنا وبطلكم السيسي وجها لوجه بنفس المكانة، فهذا هو ما يميزه كشخص فوق المجموع، بينما الشوارع كما قلت مليئة بالهجوم علي السيسي ولم أر أي جهة تمسح البذاءات والافتراءات التي توجه له، والنجم مثلهم، وقد وضع الآن نفسه في مربع الإخوان شاء أم أبي، فالإخوان يضربون بل يذبحون الأهالي البسطاء بل الأطفال ممن يرفع صورة السيسي أو يغني «تسلم الأيادي» دون أن يوجههم أحد، ولا يطلبون نجومية، وفي حين كان أحمد آدم يقدم برنامجا مماثلا ضد جماعة مرسي لكنه يفتقد الترف وجيش المعدين الذي يساعد المهرج، لكن مهمة باسم صعبة هذه المرة، ولم يبق إلا أن يرشح نفسه ضده! مثل حمدين صباحي، مع فرق أن الأخير حصل علي المركز الثالث في انتخابات الرئاسة حتى لا يصوت الناس لمرسي، اما الآن فلن يتكرر الأمر وسيحصل علي أصوات أقل، فما أكثر المحسوبين علي المثقفين وعلي النخبة، الذين أعلنوا امتناعهم عن التصويت لأي أحد، أو صوتوا لمرسي ثم عادوا وتابوا وقالوا إنهم كانوا حميرا، أي نعم قالوها بالنص علي شاشات التليفزيون، وقد حصل حمدين علي المركز الثالث لأن الناس أعطوه أصواتهم لأنهم لا يعرفون مهنته أو خبرته وإنجازاته وما هو تاريخه الذي من الصعب أن يذكره! فيخطب ببعض شعارات جوفاء ويشبه نفسه بعبدالناصر ويلف ميدان التحرير بعربة مكشوفة مثله ويحيي شعبه!. ولكن هل علم الناس تاريخ أغلب المرشحين فعلا؟ وهل علموا وقتها أن الانتخابات زورت لصالح مرشح الإخوان؟ وأنهم هددوا بحرق البلد إذا لم يعلن فوز مرسي؟ بالطبع عرف الناس لكن بعد فوات الأوان، فالإخوان يحققون الآن ما قالوه بالفعل فهم يحرقون البلد والناس يوميا بلا رحمة وبلا سبب إلا إعادة العياط للحكم، فالفرق واضح بين أن يسخر النجم من السيسي كما فعل مع العياط، ولا شك أن الناس لو أمسكت به، سيكون موقفه حرجا، وسيسمع منهم ما لم يسمعه في حياته، فالتهريج في مثل هذه القضايا لن يمر، وبعد أن كان يبدو وكأنه يملك قضية يدافع عنها، أصبح أكبر مفخرة له أن يستدعي النجم الأمريكي الذي يقلده لمصر وأن يسافر له ليحتفلوا به، وهو يريد الآن أن يغطي علي ما تفعله أمريكا من مؤامرات ضدنا وضد السيسي بشكل خاص لأنه تصدي لهم، بينما أصبح هو مجرد مهرج يضحك الناس ومتعاليا يظن نفسه علي قدم المساواة مع السيسي! ومثله حمدين الذي أشك في أنه واثق في فوزه لكنه يريد أن يظل في الصورة بأي شكل، كل منهما يريد أن تكون هناك مقارنة بينه وبين السيسي وبأي وسيلة، ليصبح حديث الناس، ولكن الاثنين مرشحان لدخول التاريخ من باب المصابين بمرض جنون العظمة.