شهدت أسماء النساء في الخمسين سنة الأخيرة أكبر نقلة نوعية خلال الخمسين سنة الأخيرة، وبالنظر إلى لاأسماء القديمة سنجد أنها كانت على وتيرة: فهيمة وخيرية وعفيفة وشريفة وأنيسة ورضية وروة ومعصومة ونعيمة وسعيدة ومسعدة وفتحية وكريمة وسيدة وعطيات وفتكات وكاميليا وفريدة. وبالطبع كانت هذه الأسماء براقة وجديدة في الزمن الذي مضى، لكنها لا تبدو كذلك في زمن ظهرت فيه اسماء أخرى الآن مثل: نانسي ورولا وجومانة وريتاج وروان وجنى وكنزي وسولا وراماج، وإن بدأت تقليعة جديدة الآن تعود إلى الأسماء القديمة مجدداً مثل أسماء زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) وبخاصة خديجة وعائشة وجويرية وحفصة. المرأة المصرية والموضة تحولات أخرى مرت بالمرأة المصرية في المظهر الخارجي فبعد أن ظلت سنوات طويلة حبيسة البرقع أو "اليشمك" الذي يغطي الوجه ما عدا العين والعباءة السوداء و"الملاية اللف" كما كان ذلك سائداً في الأرياف والأحياء الشعبية، أصبحت الآن ترتدي أحدث صيحات الموضة وبات لدينا في مصر مصممو أزياء ينافسون على المستوى العالمي مثل هاني البحيري ومحمد داغر وإيمان إيف وحتى العباءة القديمة لم تعد بشكلها التقليدي الذي كان ترتديه المرأة في الأربعينيات والخمسينيات وحتى قبل ذلك، بل أصبحت لها أشكال وتصاميم مبتكرة يتنافس المصممون في كل موسم. وأصبح "البنطلون" زيا عادياً يمكن أن ترتديه الفتاة المصرية في زماننا هذا دون أن تجد اعتراضاً من أحد.. ولكن في فترة الأربعينات كان الأمر مثيراً للجدل، ويكفي أن نذكر أن مجلة مصرية معروفة هي "مسامرات الجيب" شنت هجوماً عنيفاً على بعض النساء المصريات لارتدائهن البنطلونات وتشبههن بالرجال. وقالت المجلة في عددها الصادر في 17 فبراير عام 1974 "أن هذا التحرر المزيف قد يمهد الطريق للاسترجال وعبودية الرجل"!. ومن اهتمام المرأة بأزيائها إلى اهتمامها بماكياجها ففي زمن مضى اهتمت المرأة بجمالها ولكن في حدود ما كان رائجاً وقتذاك من أدوات الزينة أو "التواليت" كما كن يطلقن عليها، أما الآن فالجمال لم يعد مقتصراً على استخدام الماكياج بماركاته العالمية الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى بل امتد الأمر إلى جراحات التجميل لتعديل حجم الأنف أو "نفخ" الشفاه أو حقن البشرة ب"البوتكس". وانتشرت حقن البوتكس والفيلرز بين النساء في السنوات الأخيرة باعتبارها الحل السريع لمشكلة تجاعيد البشرة عند المرأة، ولا تحتاج إلا إلى عدة وخزات بإبره دقيقة جداً ودون تخدير في مكان العضلة المسببة للتجاعيد، ولا يستغرق ذلك سوى عدة دقائق. وعلى مستوى الإكسسوار ارتدت المرأة قديماً الخلخال من الذهب أو الفضة واهتمت بالكردان والغوايش كبيرة الحجم، بينما تراجع اهتمام فتيات اليوم بالذهب ولجأن إلى الإكسسوار الفالصو وظهر الذهب الصيني وانتشر بقوة بتصاميم جديدة ومبتكرة تناسب جميع الأعمار وبأسعار زهيدة جداً تناسب الوضع الاقتصادي من ناحية وتقاليع الموضة الحديثة من ناحية أخرى حتى أن واحدة مثل مصممة الإكسسوار الشهيرة د. وهاد سمير صنعت من الخردوات إكسسوارات تناسب فتاة الجامعة والفتاة العشرينية عموماً. *** وهكذا فإن المرأة المصرية بتطورات كثيرة ورحلات صراع ونضال لنيل حقوق عدة وكانت رمزاً للتناقض في بعض الأحيان لكنها في النهاية تبقى حواء النيل التي لا يمكن لأحد أن ينكر دورها في تاريخ مصر القديم أو الحديث، وهي ماضية في طريق تحقيق مزيد من الحقوق الدستورية والسياسية التي طالما حلمت بها.