هل كان عمرو الليثي موفقا عندما اختار أن يستهل برنامجه الجديد «بوضوح» باستضافة الساخر باسم يوسف؟ وهل كان باسم يوسف علي صواب عندما وافق علي الظهور قبل أيام من انطلاق برنامجه من جديد علي قناة «إم بي سي مصر»؟ وهل جاءت الحلقة بجديد؟ أسئلة كثيرة دارت في ذهن المشاهدين للحلقة التي عرضت مساء السبت علي قناة «الحياة». بعض الذين شاهدوا البرنامج خرجوا بانطباع واحد، وهو أن الحلقة لم تأت بجديد علي مستوي الآراء والإجابات التي خرجت من ضيف الحلقة باسم يوسف، وإذا أردنا التأكد علينا بالعودة لحلقة باسم مع صديقه يسري فودة قبل أسابيع علي «أون تي ڤى» نفس الأسئلة ونفس الإجابات ونفس خفة الظل التي كانت تخرج أحيانا من باسم في غير توقيتها وغير موضعها. نعود للحلقة.. عمرو الليثي سأله عن إيقاف «البرنامج» ومن ورائه هل القناة أم الدولة ورأيه في ترشح «السيسي» للرئاسة ومن يحكم مصر الآن؟ وحكايته مع ال«سي بي سي» ولقائه بمحمد الأمين وماذا حدث؟ وهل شاهد الحلقة الممنوعة؟ وهل هو طابور خامس وعميل أمريكاني كما قيل؟ وهل هو إخواني؟ كما سأله عن منتج برنامجه وميوله هل إخوانية؟ وعن القناة الجديدة التي تعاقد معها وهل سيتقبل المصريون سخريته من خلال قناة غير مصرية كما سأله عن شخصية «جماهير» وهل هي رمز لمصر. وكانت إجابات «باسم» تقليدية لا تحمل أي جديد وكأنه جاء لي يجامل «الليثي» كما جامل من قبل يسري فودة، وكنت أظن أن إعلاميا بعقلية «باسم» لن يقع في فخ التكرار وأنه لن يظهر طالما لا يملك الجديد لكي يقوله، وهذه هي بعض إجابات «باسم» وعلي القارئ أن يحكموا علي السؤال هل جاء بجديد؟ قال إنه سيعود علي قناة «إم بي سي مصر» الجمعة القادم الموافقة 7 فبراير، وأضاف: أن مجلس إدارة «إم بي سي مصر» تتعامل بطريقة لطيفة معي وتقدمت بمنتجي وتقبلوه ورحبوا به ولو رفضوا أي حلقة لي سنتحاور علي ذلك وأتمني ألا يرفضوا أي عمل لي. وتابع «يوسف»: «إم بي سي مصر» خاضعة للقوانين المصرية وسأسجل برنامجي من استديو مصر، ومسرح راديو الذي أسجل فيه الحلقات علي بعد 200 متر من التحرير ورفضت التعاقد مع العديد من القنوات الأجنبية والكل يعلم هذا، وأشار الي أن معظم رأس المال الموجود في بعض القنوات المصرية عربي، كما أن مني الشاذلي سبقتني لنفس القناة قبل أن ترحل عنها وكذلك الآن هناك شريف عامر ولا أتصور أنهما عملاء، هذا ردا علي اتهامه بالعمل لدي قناة غير مصرية. لكن علي ما يبدو أن «باسم» تناسي أن هناك فارقا بين ما يقدمه من سخرية للدولة المصرية وما يقدمه «شريف» وقبله «مني» من كلام في السياسة بوجود أطراف تمثل كافة التيارات. وواصل «باسم» أنه لا يؤيد المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية ويري أن يبتعد الجيش عن السياسة ويهتم بحفظ الأمن في البلاد، وهذه هي مهمته الأساسية وقال: من غير الصحيح أن يتدخل الجيش في الأعمال السياسية وأضاف: إذا ترشح «صباحي» أو عمرو موسي سأنظر في برنامجهما الانتخابي، واختار من بينهما، مشيرا الي أنه لو تولي «السيسي» الرئاسة، وأخفق في حل المشاكل سيكره الناس الجيش، وهو كلام أيضا مكرر ولا يعكس فكرا أكثر من كونه موضة يسير في ركابها. وتابع «باسم»: أن قوي الثورة لم تحكم لا بعد 25 يناير أو 30 يونية، مشيرا الي أن ما حدث بعد يناير تم بعد يونية، مشددا علي أن الجيش عزل «مبارك» و«مرسي»، مضيفا: ما حدث ليس انقلابا، ولكنه أيضا ليس ثورة كاملة، مؤكدا أن جماعة الإخوان كانت ستضيع الدولة، ويبدو أن «باسم» أيضا لا يعلم أن قوي الثورة كانت تتحكم في الشارع وهي التي سمحت للإخوان بركوب الثورة لأنهم انشغلوا بالحرب ضد «مبارك» ونظامه. وأضاف «باسم» أن هناك سلبيات كثيرة بعد 30 يونية، منها إعلام موجه ويعبر عن وجهة نظر الأجهزة السيادية. والسؤال الذي نطرحه عليه: إذا كان الإعلام موجها فكيف ظهرت من الأساس، وكذلك للدولة التي منعتك من الظهور تسمح لك بالتعاقد مع «إم بي سي» خاصة أن الدولة تمتلك من الأدوات ما تجعل البرنامج لا يظهر مرة أخري علي الأقل من مصر. وقال باسم يوسف: إن الجميع يتهم كل من عارض السلطة ب«الطابور الخامس» أو أنه إخواني وأنا لست إخوانيا، مضيفا: منتج «البرنامج» من عائلة إخوانية ولكنه لا ينتمي لتكفيرهم وهذا نفس ما قاله مع «فودة». وتابع «يوسف»: معرفش مين بيحكم مصر الآن، عدلي منصور رئيس مؤقت، و«السيسي» الرجل الأقوى في مصر، وحسني مبارك حكم مصر 30 سنة وشهدت البلد الكثير في عهده من السيئات والناس كانت عايشة في فقاعات أما «مرسي» مثال للقيادة الفاشلة والغشومية، والإخوان كلموني في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية واعترفوا بخطئهم ولكني رديت عليهم بأنهم كاذبون واستخدموا الدين في الوصول لأهدافهم وهو أيضا كلام مستهلك من «باسم» وغيره. وأكد «باسم» أنه لا يمكن أن يعتذر لما قاله في حق الإخوان، وأنه لم يذكر الجيش بسوء نهائيا في برنامجه، مضيفا: لست نادما علي أي شيء قدمته، وقال: إن بعض الإعلاميين قالوا إن سخرت من الجيش وروجوا لإساءتي للقوات المسلحة، حتي يغطوا علي انتقادي لهم، وبعض الصحفيين ينقلون أخباري عن صفحات خاطئة علي «الفيس بوك». وأضاف الإعلامي الساخر: يسأل في وقف برنامجي من اتخذ القرار، ولا أعلم ما هي الأسباب التي استند اليها في ذلك، وهو نفس الكلام الذي قاله «باسم» في حلقة يسري فودية، وهذا ما يتضح في علانية كلامه أنه لا يعلم لكن تعبيرات وجهه تقول شيئا آخر. وأشار «باسم» الي أن نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور البرادعي غير مهتم بخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، لافتا الي أن البلاغات المقدمة ضده لم يتم تحريكها، مناشدا القضاء بعدم النظر في تلك القضايا لأنها تسيء لتاريخ القضاء المصري علي حد قوله. أما السؤال الخاصة بشخصية «جماهير» فجاءت أيضا إجابته نفس الإجابة في حلقة «يسري» وهي أنها شخصية لا تعبر عن مصر وأنها كاريكاتيرية ولا يجب أن نحملها نحملها أكثر من حجمها ورفض رد «الليثي» بأنها ترمز لمصر وكان رده أنها كانت تقدم خلال عهد «مرسي» بنفس الشكل فلماذا أصبحت مرفوضة الآن ومقبولة وقت «مرسي»، وأشار الي أن الناس في موضوع جماهيري جري دائما للعادات والتقاليد. وهو أيضا كلام تعليقه الوحيد أن .عليه العودة لتلك الشخصية ومشاهدتها مرارا وتكرارا حتي يعي أن مصر أكبر من تترك شخصية كارتونية بهذا الشكل تسخر ما كشعب ومن الوطن كقيمة وقامة لا يمكن المساس بها ثم إن العودة للعادات والتقاليد. يا أخ باسم: ليست عيبا تحاسبنا عليه، ليت مصر كلها تطبق العادات والتقاليد ولو فعلنا ذلك لأصبحنا أفضل شعوب الكون. الشيء الوحيد في الحلقة الذي لم يجب عليه «باسم» هو مبادرة الصلح من غادة عبدالرازق ويبدو أنه طالب «عمرو» بعدم طرح السؤال عليه بعد أن شاهد التقرير المسجل مع «غادة». الحلقة أراد من خلال عمرو الليثي أن يجذب الأضواء كما فعل يسري فودة قبله لكنها جاءت أضعف من المتوقع، ربما لأن «الليثي» شعر أن ظهور «باسم» معه نوع من الجميل فأراد رده بعدم إحراجه تارة وتارة أخري تمر الأسئلة وكأنها لم تطرح.. يعني الضيف كان هو المسيطر علي الحلقة، الإعداد بصفة عمامة للحلقة لم يكن علي المستوي المطلوب.