يكشف تاريخ الإخوان منذ قيام الشيخ حسن البنا بدعوته عن طبيعتهم التسلطية الإقصائية وعدم إيمانهم بالوطن وتركيزهم علي التسلط علي الحكم دون برنامج حكم رشيد، وحفل تاريخهم باغتيالات عديدة مثل قتل الدكتور أحمد ماهر باشا والنقراشي باشا والمستشار الخازندار والشيخ الذهبي والرئيس السادات والدكتور فرج فودة وغيرهم مما يعارضونهم سياسياً ومازال مسلسل الاغتيالات للضباط والجنود مستمراً، ومحاولة اغتيالهم نجيب محفوظ ووزير الداخلية الفاشلة واعتمدت سياستهم دائماً علي العمالة لإنجلتراوأمريكا. ولقد منحهم شعب مصر ثقته في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة والانتخابات الرئاسية كرهاً في البديل وبكل غباء تصرفوا خلال سنة حكمهم بديكتاتورية وإقصاء ينبئ عن طبيعتهم الدالة علي عدم حبهم لمصر فقط يستغلونها لتحقيق وهم دولة الخلافة، وقد تواترت أنباء عن محاولات للتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان وضم جزء من سيناء لغزة وقد أجهضت هذه المحاولات بقيام ثورة 30 يونية، وسقوط حكم الإخوان وقد تأخر الإخوان عن اللحاق بثورة 25 يناير لمدة ثلاثة أيام ثم ركبوا موجتها، وقاموا خلال الأشهر الماضية بعمليات إجرامية كثيرة خلال التظاهرات والاعتصامات مثل قتل النساء في المنصورة وغيرهن من المتظاهرين بالخرطوش ومحاولة إلصاق التهمة بالشرطة، وقد ظهر في اعتصامي رابعة والنهضة كثير من الجرائم مثل قتل وتعذيب بعض الأشخاص ووجد تحت المنصة ما يدل علي ذلك من جثث واستخدام النساء والأطفال دروعاً بشرية وأطفال الأكفان وقيام بعض أنصارهم بعدة جرائم مثل إلقاء الأطفال من فوق أسطح المنازل بالإسكندرية لأنهم يعارضونهم، وظهر اتفاقهم مع حماس والإرهابيين علي استباحة مصر، فضلاً عن القيام بأعمال غير قانونية مثل اقتحام السجون وإطلاق المساجين واتفاقهم مع جهات خارجية للعمل علي تحطيم الدولة المصرية، وظهر عداؤهم لكل مؤسسات الدولة واتجاههم لتفكيكها مثل القضاء والشرطة والجيش والإعلام والأزهر الشريف، كما أصاب موقفهم وإساءتهم للأزهر وشيخه الجليل جموع الشعب بالغثيان. إن من أخطر سقطات حكم الإخوان السماح لحماس بالعبث بمقدرات مصر من حفر آلاف الأنفاق لتهريب المواد البترولية وغيرها وإدخال الإرهابيين الحمساويين سيناء ومشاركتهم في الأعمال الإرهابية بمصر ووصل عدد الإرهابيين بسيناء لعدة آلاف. إن اختيارهم محمد مرسي مرشحاً رئاسياً كان اختياراً سيئاً فقد اشتمل حكمه علي سلبيات كثيرة منها إعلانه الخروج علي حكم المحكمة الدستورية في حفل حلف اليمين بميدان التحرير وقرار إعادة مجلس الشعب وأعادت المحكمة الدستورية حل المجلس، وإصداره إعلانات دستورية ديكتاتورية الطابع، الغرض منها انتقامي من بعض الأشخاص مثل أعضاء المحكمة الدستورية للخلاص من عدد من أعضائها وإقالة النائب العام بخلاف الدستور، وأعادته المحكمة الدستورية وكذلك تحصين قراراته في هذا الإعلان وإصدار العديد من القرارات التي تراجع عنها وأدار الدولة إدارة سيئة لا هدف منها إلا أخونة هيئات الدولة دون النظر للكفاءة، وإطلاق سراح المسجونين من الإرهابيين والسفاحين وتجار المخدرات بقرار رئاسي من محمد مرسي، الذين توجهوا لسيناء للانضمام للإرهابيين الجهاديين بها ومحاربة هيئات الدولة وارتكابهم كثيراً من العمليات الإجرامية مثل قتل الجنود في رمضان وقتل 25 جندياً غير مسلحين بدم بارد وغيرهم. ووعد محمد مرسي في أوائل رئاسته بإنهاء عشر أزمات مثل: المرور والبوتاجاز والأمن والقمامة وغيرها في 100 يوم وانتهت رئاسة محمد مرسي بعد سنة ومازال الحال كما هو عليه. وكان وزراؤهم الذين تولوا المسئولية فاشلين ويعملون كالبطة العرجاء وتدهور الاحتياطي النقدي في عهدهم ولم يظهر من أفكارهم أي أمل وثقة وعدم صحة ادعائه عند الترشح للرئاسة بوجود مشروع النهضة لمصر، سوف يطبقه، ولقد استعان بجيش من المستشارين لم يضيفوا له شيئاً واستقال كثير منهم لعدم جديته في الاستفادة منهم. لقد بدا الإخوان مستعدين لبيع مصر مقابل تربعهم علي كرسي الحكم مضحين بكل من يقف في طريقهم، وعمالتهم لأمريكا واضحة واستعدادهم لتحقيق أهداف أمريكا المشبوهة في مشروع الشرق الأوسط الجديد ودعم باراك أوباما لهم مالياً واضح، ونتج عن كل ذلك تحول الشعب الذي أعطاهم ثقته في الانتخابات لظنه أنهم ظلموا، ولقد منحهم الشعب فرصة العمر للوصول للحكم فأضاعوها لتحجر أفكارهم علي معطيات خاطئة، ولقد كانت مواجهتهم في الماضي للنظام وأمنه وأصبحوا الآن في مواجهة الشعب يقابلهم بكراهية شديدة وأصبح الشعب يقف في وجه اتجاهاتهم الضارة، خصوصاً اكتشافه أنهم ليس لهم برنامج سياسي أو اقتصادي، ولكن همهم تنفيذ سياسة إقصائية تسلطية.. إن سياسة السمع والطاعة التي أنتجتها جماعة الإخوان تلغي عقول وتفكير الأتباع وليس هناك سمع وطاعة إلا لرسول الله. إن قول البلتاجي في رابعة إن الإرهاب في سيناء يتوقف فور إعادة محمد مرسي للرئاسة، دليل قاطع علي أن الجماعات الجهادية الإرهابية بسيناء فرع من جماعة الإخوان، وأن دعوة الدكتور عصام العريان لليهود بالعودة لمصر تدل علي جهل بحال اليهود وحال المجتمع المصري، فاليهود خرجوا من مصر للالتحاق بكيان متعصب يعادي مصر والعرب وحاربوا مصر أربع حروب ولا مجال للنسيان في ذلك، وقول أحد قادتهم إن من يرش محمد مرسي بالماء نرشه بالدم، يدل علي عدوانيتهم. إن استمرار الإخوان في حشد الأطفال والسيدات في مظاهرات تخريبية مدفوعة الأجر يدل علي أنهم يتصرفون دون خلق مصممين علي تحطيم الدولة المصرية ولن ينالوا ذلك. إن الأوصاف التي يطلقها مرشدو الجماعة وقادتها علي مصر مثل «طز في مصر» أو «تتحرق مصر» أو «أن أرض مصر الوطن قطعة تراب نتنه» وعدم احترامهم للعلم والنشيد الوطني، ينبئ بأن أعضاء هذه الجماعة لا يحبون ولا يحترمون مصر وكل انتمائهم الأعمي للجماعة وذلك يدفع الشعب لعدم ائتمانهم علي مقدرات مصر وأرضها. إن الإخوان يريدون من الشعب أن يمنحهم سلطة لا يملكون مقوماتها، إن الجماعة يجب أن تراجع منهجها وأهدافها، فقد فشلت سياسياً واقتصادياً ولو اكتفت بتوجيه جهودها للدعوة الإسلامية في كل العالم لكان أفضل لها وانتشر الإسلام ويجب أن ينبذوا العنف نهائياً، فإن طريق الإرهاب مسدود ولا يتفق مع الإسلام، وأعتقد أن الإخوان بعد رفض الشعب المصري لهم عليهم القيام ببيات شتوي طويل للتفكير في أسباب ما حدث ويصلحون من أمرهم وإذا رغبوا أن يعودوا للمسرح السياسي عليهم أن يعتنقوا الديمقراطية منهاجاً ويتقبلوا الآخر وحب الوطن إذا أرادوا أن يعيشوا فيه وإن الله حامي مصر التي تجلي لها ويجب أن يكون عندهم برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي حقيقي ينهض بمصر ولن يفيدهم ادعاؤهم أنهم يحكمون بحكم الله والرسول. إن الدين لله نعبده ونتبع سنة رسوله ولا دخل للمتسلطين المدعين المتاجرين بالكلمات الدينية، ولا مكان في الحكم، بل يولي الشعب الحكم لمن يرتضيه ويثق به له القول الفصل لحكم الوطن له، افصلوا الدين عن السياسة فبينهما اختلافات كثيرة، إن الإخوان كانوا مهادنين للقصر الملكي والدول الكبري إنجلتراوأمريكا وقد ينقلبون علي أصدقائهم في بعض الأوقات، وإن جنون ولهفة باراك أوباما علي مساندة الإخوان بعد سقوطهم بعد 30 يونية أكبر دليل علي ذلك وإن اتصالاتهم بالدول المعادية لمصر وتآمرهم معهم بدأ قبل الثورة واستمر بعد وصولهم الحكم واستعدادهم لتنفيذ توجيهات الدول الكبري في تفتيت مصر وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد واضح للعيان. دعونا نتخطي هذه السقطات التي تعرض لها الحكم في مصر، وكادت تؤدي بمصر للتهلكة والتقسيم وتلاعب الدول الخارجية بمصيرها بمعاونة بعض أبنائها ولنتجه لبناء مصر المستقبل العظيمة مؤمنين بأن الدين لله والوطن للجميع يحميه إرادة الله كما ذكر في قرآنه المجيد وكما أوصي بأهلها رسول الله. إن حكم مصر اليوم بيد الشعب، والرئيس والحكومة مكلفان من قبيل إن أحسنوا لهم الشكر، وإن تقاعسوا فإن الشعب كفيل بإزاحتهم وميدان التحرير والميادين الأخري سوف تظل تحت الطلب عند الحاجة.. يا شباب الإخوان احترموا عقولكم وفكروا فيما حدث أنتم بشر مثلنا يمكن أن تكونوا زملاء في وطن عظيم كريم لنا جميعاً.. إن حب الوطن من الإيمان راجعوا إيمانكم ولا تشردوا عن جموع المصريين. إن مصر تفتح ذراعيها لتضم جميع المصريين الفخورين بمصريتهم وكلنا متدينون مسلمين وأقباط والدين لله يحاسبنا علي أعمالنا والوطن للجميع.. إننا مسلمون نؤدي فرائض الإسلام ونوافله وننفذ أوامره نعيش في سلام مع إخوة أقباط كما عاملهم الرسول وعمر بن الخطاب يجب أن نعيش في سلام في دولة مدنية ديمقراطية مؤمنة بالإسلام ولا تشيع فيها الإرهاب والقتل علي الهوية باسم الإسلام ومرشدنا القرآن الكريم والرسول. أشكر الله علي الشدائد نعرف بها الصديق من العدو، ومصر فيها خير كثير مصر أم الدنيا مصر محروسة مصر تجلي لها الله، أهل مصر خير أجناد الأرض، إن القرن الحالي لابد أن يكون قرنها دون إرهابيين. إن المتاجرين بالكلمات الدينية ليس لهم مكان في الحكم بل يولي الشعب الحكم من يرتضي ويثق به، إن جماعة الإخوان تريد أن تشتري السياسة بالدين وهذه الجماعة تتعامل بسياسة ميكيافيلية إرهابية وتقوم بما يستنكره الدين. لقد ثبت أن هذه الجماعة ليس لديها أي ولاء لمصر ولكن هدفها عفا عليه الزمان وهو الخلافة الإسلامية، وليس لديها برنامج سياسي أو اقتصادي ولكن تصرفاتها إقصائية تسلطية، في حين أن الإسلام لم يأت بنظام متكامل لحكم العباد ولكنه تركه لاجتهاداتهم يأخذون بالأصلح لهم، وشعب مصر قرر أن يأخذ بالحكم المدني الديمقراطي ومتمسك بالحرية والعدالة الاجتماعية.