الرئيس السيسي يوجه بالتحقيق في مخالفات انتخابات مجلس النواب    الاثنين 17 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    مصر وتشاد تبحثان سبل تعزيز التعاون في مجالات الكهرباء    وزير الخارجية يبحث سبل دعم جهود الوصول لتسوية شاملة للأزمة السودانية    إعلام فرنسي عن الرئيس الأوكراني: كييف ستطلب الحصول على 100 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز "رافال"    الأهلي يستعيد قوته الضاربة الأربعاء استعدادًا لشبيبة القبائل    معتدل الحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس    اندلاع حريق بمكتب بريد في الشيخ زايد بسبب ماس كهربائي    سيارة مجهولة تدهس مزارع بالبساتين    القضاء على عصابة سرقة المواطنين بالإكراه بسوهاج.. وإصابة ضابط شرطة    اليوم... العرض العالمي الأول ل "ثريا حبي" ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    انطلاق جائزة القراءة الكبرى لمكتبة الإسكندرية    ضبط شبكة بث تلفزيوني بدون ترخيص بالدقهلية    البوكليت للإعدادية، تعليم بني سويف تستعد لامتحانات الفصل الدراسي الأول    هيئة البث الاسرائيلية: 100 من مقاتلي الحركة المحاصرين بأنفاق رفح يرفضون الاستسلام    فى ودية كاب فيردى .. عمر مرموش يقود التشكيل المتوقع لمنتخب مصر الليلة    التأمين الصحي: إضافة 25 نوعا حديثا من أدوية السرطان لبروتوكولات العلاج المجانية    جاتزو بعد السقوط أمام النرويج: انهيار إيطاليا مقلق    رئيس مصلحة الجمارك: منظومة «ACI» تخفض زمن الإفراج الجمركي جوًا وتقلل تكاليف الاستيراد والتصدير    «التضامن» تقر توفيق أوضاع 3 جمعيات في محافظتي القاهرة والمنيا    الصحة تطلق برنامج «قادة الأزمات والكوارث» بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب    وزارة العمل: تحرير 437 محضر حد أدنى للأجور    الجيش السودانى يستعيد السيطرة على مدينة بارا بولاية شمال كردفان    الاثنين 17 نوفمبر 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    ضبط 137 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    أزواج وقتلة.. سيدة الإسكندرية تنهي حياة شريك حياتها داخل غرفة النوم.. عروس كفر الشيخ من شهر العسل إلى المشرحة.. الإدمان والشك يقودان أسرة للمجهول بالدقهلية.. وخبراء: هذه الجرائم تحتاج إلى معالجة شاملة    توفير 1000حاوية مجهزة خصيصا لجمع المخلفات بسيناء    مدرب نيجيريا يتهم الكونغو الديمقراطية بأستخدام «السحر» خلال ركلات الترجيح    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    أمير سعيود يغيب عن مواجهة منتخب مصر الثاني    جامعة حلوان تنظم ورش فنية دامجة لاكتشاف مواهب الطلاب من ذوي الهمم    أسعار الذهب في مصر اليوم الإثنين 17 نوفمبر 2025    أبو الغيط: القمة الصينية العربية الثانية علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية مع الصين    كلية دار العلوم تنظم ندوة بعنوان: "المتحف المصري الكبير: الخطاب والمخاطِب"    توم كروز يتسلم جائزة الأوسكار الفخرية بخطاب مؤثر (فيديو)    نجمات فضلن الهدوء على الزفة: زيجات سرية بعيدا عن الأضواء    وزير الري يتابع تنفيذ مشروع إنشاء قاعدة معرفية للمنشآت الهيدروليكية فى مصر    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    وزارة العمل تعلن عن فرص عمل جديدة بقطاع الإنشاءات والبناء بالأردن..اعرف التفاصيل    وزير الصحة يشهد الاجتماع الأول للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض.. ما نتائجه؟    جامعة الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون لتجهيز وحدة رعاية مركزة بمستشفى المواساة الجامعي    التخصيب المتعدد الأبوى.. برازيلية تلد توأما من أبوين مختلفين    لمواجهة الصعوبة في النوم.. الموسيقى المثالية للتغلب على الأرق    مسؤول بحرس الحدود يشيد باعتقال مهاجرين في كارولينا الشمالية رغم اعتراضات محلية    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    بعد صلاة الفجر.. كلمات تفتح لك أبواب الرحمة والسكينة    أحمد سعد: الأطباء أوصوا ببقائي 5 أيام في المستشفى.. أنا دكتور نفسي وسأخرج خلال يومين    رئيس شعبة الذهب: البنك المركزي اشترى 1.8مليون طن في 2025    ياسمينا العبد: شخصيتي في ميدتيرم هي الأصعب.. مركبة من عدة شخصيات في آن واحد    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 17 نوفمبر 2025    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    #جزيرة_الوراق تتصدر مع تحوّلها لثكنة عسكرية .. ودعوات للتصدي بالثبات في الأرض    تريزيجيه: فضلت منتخب مصر على أستون فيلا.. والقرار أنهى رحلتي في إنجلترا    الدفاع الجوي الروسي يسقط 31 مسيرة أوكرانية خلال ساعات    عاجل- الفصائل الفلسطينية تؤكد شروطها تجاه أي قوة دولية محتملة في قطاع غزة    أوروبا تعلن أوائل المتأهلين إلى مونديال 2026 وتكشف ملامح الملحق الأوروبي    مروة صبري تعتذر ل دينا الشربيني: "أنا غلطت وحقك عليا.. بحبك"    أحمد صالح: محمد صبري كان موهوبًا ويرفض المجاملة والواسطة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يتخذونه ستاراً للتحريض على الفتنة وتفريق الشمل
الدين.. فى " فخ" السياسة


«من يطلب السلطة.. لا تولوه»!
هكذا قالها رسول الله صلي الله عليه وسلم صريحة وكأنه يضع الحد الفاصل بين السياسة والدين..
الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.. رفض أيضاً أن يولى الصحابى الجليل أبى ذر الغفارى حكماً وهو من هو في فقه الدين.
.. محمد رسول الإنسانية نظر إلي الكعبة المشرفة قائلاً: «ما أبهاك وما أعظمك.. لكن النفس البشرية أعز علي الله منك.
قالها الرسول صلي الله عليه وسلم ليعلى النفس البشرية ويحرم إزهاق روحها، فكل المسلم علي المسلم حرام، دمه وماله وعرضه.. لكن في السياسة تباح المحظورات.
وقضية خلط الدين بالسياسة يثيرها المشهد السياسي المصرى الذي اقتنصته جماعة تتخذ من الدين ستارًا راحت تبحث خلفه عن السلطان.. فعرضت البلاد للفتنة ووضعتها علي حافة الهاوية.
ما تشهده مصر الآن من متاجرة بالدين لصالح «مصالح» السياسة هو أبعد ما يكون عن الإسلام الصحيح.. وقد جر خلط السياسة بالدين الفتنة علي الأمم وفرق شملها.
كما يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق فإن الدين يحدد العلاقات بين الناس بعضهم بعضًا وعلاقات الخلق بالله تعالي.. أما السياسة فتتعلق بأمور الحياة.. والدين تنزيل من عند الله فيه من الصفاء والنقاء وعدم التوغل في أمور الحياة والعيش لها.. واستخدام الدين في شأن من شئون الدنيا يفسد كليهما وإذا كنا نريد من الدنيا شيئاً نتجه لله تعالي ولا نجعل الدين مضغة في فم الناس بهدف الحصول على مغانم دنيوية لأن ذلك حرام شرعاً ولا يجوز، وبالتالى لا يصح أن يكون الدين هدفاً أو شعاراً لفئة تصل به إلي ما تريد من مناصب وسلطان لأن ذلك خارج الإطار الدينى الصحيح، وفي الحديث الشريف سأل أحد الناس رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يوليه علي حر فقال له إنك إن سألتها وكلت إليها وإن أعطيتها عنت عليها.
وقال الدكتور محمود عاشور إن سيدنا أبو ذر سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم الولاية.. فقال النبى: إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزى وندامة.. وأبو ذر كان حبيب الرسول صلي الله عليه وسلم ورغم تمتعه بكل صفات الأولياء الصالحين فإنه افتقد القدرة علي الإدارة.. وعلي ذلك لا يستخدم الدين أبداً في أمور دنيوية.
الطمع في السلطان
وتري الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر أن قضية خلط السياسة بالدين منهج عانت منه البشرية منذ القرون الأولى في الخلافة الإسلامية إلي القرون الوسطى في أوروبا لأن السياسة يطلق عليها الغرب الأعمال القذرة وفيها من ذلك الكثير، ومن الخطأ تطويع الدين لتسويغ هذه الأعمال وفي هذا خطر كبير علي الدين الذي يجب أن نتحلى به في سلوكنا وأعمالنا وهذا هو الدور الحقيقى للدين وعندما يتم تأويله لكي يبرر للنفس البشرية من الطمع في المناصب فهذا خطأ كبير لابد أن ننزه ديننا عن هذه الحماقات، فالسياسة لها أبعادها و«عدم نظافتها» وعندما يتم خلطها فلا نحن أعفينا الدين من أدران السياسة ولا اشتغلنا السياسة بآلياتها وهنا يكمن الفشل كما رأيناه في العالم العربى. وما رأيناه في معركة حطين وخروج الخوارج الذين ادعوا أنهم يتمسكون بالنص القرآن ورفعوا رايات كتب عليها: «لا حكم إلا حكم الله».
وهكذا تم إدخالنا في الفِرق الكلامية الفلسفية وتعرضت النصوص القرآنية لمآرب وأهواء الطامعين في السلطان.
أصل الحكاية
وتشير الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر إلي أن ما حدث في السنوات الأخيرة هو نفس ما حدث من قبل، فقد رأينا الآن الفرق المتأسلمة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وحدث حتي بينها وبين بعضها خلافات واختلافات.. ورأينا جراء ذلك لهاثًا وراء المناصب والاستحواذ علي ما يمكن الاستحواذ عليه رافعين راية الإسلام والدعوة إلي الشريعة.. كأننا من قبلهم لم نكن نعرفها أو نطبقها.
وأصل الحكاية كما ترى الدكتورة آمنة نصير أن فريقًا استحوذ وجار علي فريق آخر وهنا تتضح لعبة السياسة التي لا علاقة لها ولا أساس لها من الدين، بل رأينا تطرفًا وذبحًا واستخدام مصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان باسم الدين ورأينا نماذج تنشر الخلاف في المجتمع وبين طوائفه مما قلب النفوس علي بعضها وأفسد تدين الشعب الوسطى الجميل المتحضر.. ونسى المتاجرون بالدين أن هذا الدين نفسه بقيمه وأخلاقه له مبادئ لا يجب أن تخرج على مضمونها. ومثال علي ذلك استباحة الدماء والنفس البشرية ونسوا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ينظر إلي الكعبة الشريفة: ما أبهاك وما أعظمك ولكن النفس البشرية أعز علي الله منك.. لكن رأينا المتاجرين بالدين يقترفون أفعالاً لا يرضى عنها الله ورسوله وشاهدنا صاحب اللحية الكثيفة يلقي بالغلمان من فوق المبانى في المظاهرات.
فباسم أي دين فعلها؟
وتتساءل الدكتورة آمنة نصير: أين الدين من ذلك وأين الدين من عدم الاستحواذ والأنانية التي انقلبوا علي بعضهم بعضًا بسببها عندما تضاربت المصالح. وتضيف: نرجو من الله أن تستعيد مصر عافيتها بقوة القانون الناجز لإعادة الاستقرار والعدالة السياسية لهذا الوطن واحترام حضارة المصريين المتراكمة منذ عهد الفراعنة وتلتها الحضارة الرومانية حتى جاء الإسلام ليستوعب هذا كله ويجب أن يحترم الجميع حضارة مصر وتاريخها وأن يوضع هذا في حسبان أي قرار أو قانون أو دستور.
الجماعة لا تعترف بأن الخلاف سياسى وتُلبس الحق بالباطل
المجتم يدفع ثمن حالة التوحش والإقصاء
كثرت أحداث العنف والإرهاب والتطرف التي لجأت إليها جماعة الإخوان المسلمين ضد الشعب دون تفرقة ولا تمييز، بعد أن تحول الأمر من صراع سياسى للسيطرة على مفاصل الدولة إلي صراع مسلح لعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلي سلطة الحكم مرة أخرى حتى لو تم الزج بمصر إلى الاحتراب والاقتتال الأهلى لكى تسير علي درب سوريا والعراق.
فالجماعة تلبس الحق بالباطل لأغراض سياسية لا علاقة لها بالإسلام، وتحاول تصوير عزل رئيسهم بأنه انقلاب على الدين، حتي يمكنهم تنفيذ مخططاتهم من وراء فكرهم الدموى، مثلما قامت بالاعتداء علي قوات الحرس الجمهورى منذ أيام لإقحام الجيش المصرى كطرف في صراعهم السياسي على السلطة، بمساندة بعض المتطرفين الذين لهم تاريخ دموى فى القتل والترويع والذين لا يعترفون بحرمة دماء الأبرياء أو قدسية أوطان، يردون الجميل للرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى الذي أخرجهم من ظلام السجون ليتنفسوا نعيم الحرية ويرهبون شعب مصر بأكمله ويستبيحون دماءه الطاهرة التي لها حرمتها.
كم هائل من العنف والإرهاب والتطرف لدرجة أفزعت الناس فى البيوت وخاف الكل علي أولاده بعد أن ألقوا الشباب من أعلى الأسطح بالإسكندرية قتلوهم في «الاتحادية» وقنصوهم في منطقة «بيت السرايات» بل وصل الأمر إلي ضرب مطار العريش بالصواريخ وضرب الكمائن وإشعال الحرائق.. وكأن الشعب المصرى عدو للإخوان وهم لا يدركون أنهم سوف يلاقون جزاءهم بالقانون ومن انتقام الشعب نفسه.
الدكتور أحمد صقر عاشور -ممثل منظمة الشفافية والفساد فى مصر؛ يقول: أصل حكاية جماعة الإخوان تدور حول صراعهم السياسي للاستيلاء علي مفاصل الدولة وكان هذا الصراع ملتبساً بعقائد دينية علي الأقل من طرف الجماعة وفصائل الإسلام السياسي المتحالفة والمتواطئة معهم، وهي الطامة الكبرى التي وقعت فيها مصر.
وأرجع الدكتور «عاشور» وصول الإخوان لهذا الحد الدموى إلى طمع جماعة الإخوان في السيطرة على جميع مؤسسات الدولة، إضافة إلي عدم وضع قواعد ومبادئ واضحة منذ أعقاب سقوط النظام القديم وبداية حكم الرئيس المعزول لمنع الخلط بين الدين والسياسة، إلي جانب إنشاء أحزاب علي أساس دينى.
وأضاف الدكتور «عاشور»: إننا الآن ندفع ثمن توحش الجماعات الإسلامية والأحزاب الدينية المعبرة عنها لكوننا سمحنا لجماعة الإخوان وغيرها من التيارات الدينية من البداية بأن تخرج عن دائرة عملها في المجال الدعوى والاجتماعى لتنتهج العمل السياسى ولتنشئ الأحزاب الإسلامية مثل الحرية والعدالة والنور والأصالة التي تنادى بتطبيق الشريعة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين، وهو ما يختلف عن مفهوم الديمقراطية الحديثة التي تقوم فكرته علي المشاركة لا الإقصاء.
ويشير الدكتور «عاشور» إلي أنه في بداية ظهور الإسلام ونحن لا نتقدم إلا بالعلم والمعرفة والحرية وبنظام سياسي يرسخ مبادئ المواطنة والمساواة والمشاركة وعدم الإقصاء، بينما هذه الأحزاب والجماعات الدينية تقوم علي الإقصاء العقائدى وتقسيم المجتمع علي أسس دينية، مع أن مجالها الوحيد هو العبادات وليس العمل السياسى، ولكنها تحاول أن تفرض نفسها علي الساحة بعنف وقتل المصريين.
ويوضح الدكتور «عاشور» أنه لابد أن يوقف العنف فوراً وهو ما يتطلب اتباع مجموعة من الإجراءات الحازمة والقاطعة تجاه كل من يتجاوز القانون وينادى بالعنف ويستخدم أدوات العنف مهما صغرت، كما أنه لابد أن يتم إخضاع هؤلاء العابثين بأمن الوطن للقانون والقضاء.
الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى -رئيس تحرير جريدة الأهالى- تؤكد أن الإخوان مارسوا العنف من نشأة تنظيمهم وهم الذين قاموا بعمليات اغتيالات واسعة للسياسيين والخصوم الذين اعتبروهم أعداء لهم، وهم الذين قتلوا القاضى الجليل «الخازندار» وقتلوا رئيس الوزراء «النقراشى باشا» وأيضاً رئيس الوزراء أحمد ماهر، بخلاف ضلوعهم في حريق القاهرة عام 1952 قبل ثورة يوليو بشهور قليلة، ناهيك عن محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سنة 1954، كلما أُغلقت خلايا إرهابية تابعة لهم سنة 1965 تبين أنهم يخزنون أسلحة هائلة أعدم علي أثره سيد قطب وعدد من قادتهم.
وأشارت «النقاش» إلي أن الإخوان يحاولون الآن إرهاب الشعب المصرى لإرغام الجيش علي إعادة الدكتور محمد مرسى إلى الحكم.
وترى «النقاش» أن العمليات الإرهابية التي قام بها عناصر الإخوان فى الإسكندرية والمنيل وبين السرايات وأمام الحرس الجمهورى ليست إلا حلاوة روح كما يقول المصريون.. فالإخوان يحاولون الدفاع عن وجودهم بإرهاب الشعب كله، كما أن هناك شكوكاً كثيرة بأن المعتصمين المؤيدين للرئيس المعزول في منطقة رابعة العدوية يخزنون الأسلحة في سيارات الإسعاف، وهو ما يؤكد أنهم يشنون صراعاً مسلحاً ضد الشعب المصرى الذي نجح في إسقاط نظام الحكم الإخوانى بمظاهرات ومليونيات سلمية ولم يستجب لما يقومون به، ولذلك وقفوا بكل قوتهم إلي جانب القوات المسلحة.
وأكدت «النقاش» أنه لن يمكن ردع عنف الإخوان المسلح إلا بعمل مسلح أقوى منه، وذلك من أجل وقف المهازل التي تحدث الآن ولعدم تكرار ما شهدته مصر من أعمال عنف وشغب في كل المحافظات لأن العنف الدموى للخارجين يجب معاملته بعنف مثله، مشيرة إلي أن هذه العمليات الإرهابية هي علامات لنهاية نظام الإخوان، فإذا كان الرئيس المعزول محمد مرسى قد سقط يوم 30 يونية.. فإن نظام الإخوان قد سقط بأكمله يوم 8 يوليو 2013.
الدكتور أحمد يحيى عبدالحميد -أستاذ الاجتماع السياسى- يقول: تصاعد أزمة الصراع السياسي لجماعة الإخوان في الشارع المصرى تؤكد نهاية حكمهم للأبد، وهو ما أدى إلي وجود حالة من القلق والتوتر لدي المصريين نتيجة لهذه الحرب الدموية التي أشعل فتيلها الإخوان بعد أن فشلت مخططاتهم في الهيمنة على كل مفاصل الدولة.
ويستنكر الدكتور «عبدالحميد» استخدام الإخوان للعنف ضد خصومهم، وهو ما جعل المصريين يقتلون بعضهم بعضًا، وأصبح الأخ يرفع السلاح في وجه أخيه المسلم ويتهمه بتهمة الخيانة العظمى ويطعن فى وطنيته بل وصل الأمر إلي أن يستقوى عليه بالخارج، وأصبح التوتر والقلق والخوف هو سيد الموقف ليس من العدو الخارجى ولكن من أعدائه داخل الوطن الذين يعيثون في الأرض فساداً والذين علي استعداد أن يبيعوا كل مصر من أجل مصالحهم والحصول علي السلطة والاستمرار فيها.
وأكد الدكتور «عبدالحميد» أن عصر الإخوان انتهى وقضى عليها سياسيًا واجتماعيًا، وعليهم أن يدركوا أنه لم تعد إليهم عقولهم فإن الشعب المصرى لن يتسامح مع من قاموا به من قتل وترويع وسفك للدماء، وأن مصيرهم خزى في الدنيا وعذاب الآخرة، كما أن المحرضين سوف يلاقون نفس المصير.
وناشد الدكتور «عبدالحميد» شباب الإخوان أن يكونوا أكثر وعيًا وفهمًا وإدراكًا لمصلحة الوطن، وألا ينساقوا وراء قياداتهم من أجل الحصول علي سلطة هم أبعد ما يكونون عنها، مؤكداً أن الإخوان لا يمثلون الإسلام، لأن الإسلام أكبر وأجل من أي فصيل سياسى.. كما أنه علي المصريين جميعًا أن يكونوا على حذر ولا يأملون خيرًا في هؤلاء الإخوان.. الذين أكدوا لنا أنهم ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين بعدما تلطخت أيديهم بدماء المصريين.
ليسو شهداء
مازالت جماعة الإخوان وأنصارها تصر علي تجاهل التاريخ وتحاول بكل ما تستطيع إيهام الشعب بأن ما يحدث الآن علي أرض مصر خلاف دينى يستهدف المشروع الإسلامى.. وإذا عدنا إلي أزمة الفتنة سنجد أنها يرتكب أكبر خطأ سياسي ودينى في العصر الحديث.. وعودة إلي العصر الإسلامي الحقيقى فقد كان مقتل عثمان بن عفان أولى الفتن في الدولة الإسلامية والتي عُرفت بالفتنة الأولى وهي بداية لأحداث جسيمة عرفت في التاريخ الإسلامى بالفتنة الكبرى أدت إلي مقتل الخليفة عثمان بن عفان وتسببت في اضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب.
وما نعيشه الآن من فتنة وتلبيس السياسة بالدين وتصدير الأمر علي أنه صراع لنصرة الدين ما هو إلا فتنة ودعوة باطلة يراد بها جرجرة البلاد إلي فتنة كبرى بدعاوى كاذبة.
الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف وصف ما يحدث بأنه صراع علي كراسى وليس صراعاً دينياً.
وأضاف أن عثمان بن عفان كان رجلاً طيب القلب، وحينما تولى الخلافة شارك بعض أقاربه في الحكم وكانت النتيجة أن تسلق المعارضون له أسوار بيته حتي تمكنوا من سيدنا عثمان وقتلوه وكانت هذه فتنة كبرى للمسلمين وهكذا بدأت الفتنة الكبرى التي قضت علي دولة الخلافة.
وأضاف: من يقتل في هذه الفتنة ليس شهيداً لأن الشهيد هو من يقاتل لإعلاء كلمة الله وهؤلاء قتلوا في سبيل أشخاص وعلي صراعات دنيوية علي كراسى.
وأضاف: الاستشهاد أن يقاتل المسلم كافراً لتحرير أرضه أو عرضه أو ماله، فإذا ما قتل المسلم مسلماً فهذا ليس بشهيد.
وأشار رئيس لجنة الفتوى الأسبق إلى أن عمر بن الخطاب حينما رشح مجموعة للخلافة رفض أن يكون عبدالله ابنه ضمن المختارين وقال: كفى من آل الخطاب رجل واحد لأن الإمارة في حد ذاتها ليست مغنماً لمن يعرف مكانتها.
ووصف أن من يرفع السلاح في وجه أخيه المسلم بأن الإسلام منه براء وأن من يقومون بإشعال نار هذه الفتنة هم المتنافسون علي الكراسى.
الشيخ علي أبو الحسن رئيس هيئة بيت العائلة المصرية بأسيوط أشار إلي أن الفتنة في الإسلام بدأت بمقتل سيدنا عمر بن الخطاب ومقتل سيدنا عثمان بن عفان أحد المبشرين بالجنة وذلك بسبب تعدد الآراء والخلافات وتنوع الرؤى.
وأضاف أن مصر منذ قدوم الحملة الفرنسية بدأت تشهد اختلافات في المفاهيم والأفكار وتعددت الثقافات وبالتالى نشبت الخلافات بين المصريين.
ووصف ما يحدث الآن بأنه خلاف في السياسة وليس خلافاً دينياً.
83 عاماً يرفعون شعار " الإسلام هو الحل "
الخطاب الدينى لم يحل أزمة
على مدى تاريخها لم يكن في جعبة الجماعات الدينية سوى شعارات إسلامية.
الجماعة الإسلامية والجهاد والسلفيون، وحتى الجماعات التكفيرية.. كلها رفعت شعار تطبيق الشريعة وقالوا إن من لا يحكم بما أنزل الله فهو كافر.
أما الإخوان فرفعوا شعار «الإسلام هو الحل» وعندما كان يهاجمهم أحد قائلاً بأن هذا الشعار عام ومبهم، كان ردهم «الإسلام دين ودنيا، وفيه حل لكل المشاكل والأزمات الحياتية.
وعلي مدى 83 عاماً تمسك الإخوان بشعارهم، وكان الطبيعى بعد كل هذه السنوات أن يكون لدى الجماعة مشروع إسلامى شامل ومتكامل ولكن عامًا كاملاً من حكم الإخوان كشف أن الإخوان لا يملكون مشروعًا إسلامياً ولا غير إسلامى، فلما وصلوا للحكم لم يجد المصريون منهم «إسلامًا» ولا حلاً لأزماتهم!
قبل أن يصل إلي الحكم قال الدكتور محمد مرسى إن الإسرائيليين هم أحفاد القردة والخنازير ويجب محوهم من خريطة الوطن العربى وتحرير فلسطين من دنسهم.. وكان أنصار «مرسى» يهتفون بأقصى ما تستطيع حناجرهم «علي القدس رايحين شهداء بالملايين».
وكان الإخوان جميعاً يعتبرون الولايات المتحدة شيطاناً أكبر لا ينبغي أبداً أن يكون بيننا وبينهم أية علاقة أو تعامل.
وبعد أن جلس «مرسى» علي عرش مصر اعتذر للصهاينة عن حكاية أحفاد القردة والخنازير وتعاون مع الإسرائيليين بشكل جعلهم يحزنون علي عزله من الرئاسة!
نفس الأمر تكرر مع الولايات المتحدة التي كانت في نظر الإخوان «شيطان أكبر» ثم تحولت بعدما وصلوا للحكم إلي حليف حميم!
ووصل الأمر بين واشنطن وجماعة الإخوان لدرجة أن أحد مساعدى د. محمد مرسى قال لصحيفة الجارديان قبل ساعات من عزل «مرسي» إن الرئيس المصرى (يقصد مرسي) سيظل في أمان بسبب علاقته القوية بالإدارة الأمريكية!
والواضح أن ما قاله مساعد مرسى للجارديان لم يكن مجرد رأى شخصى، بل كان انعكاساً لرأي محمد مرسى نفسه وجماعة الإخوان كلها بدليل أن عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسى استغاث بأوروبا وأمريكا وطالب بأن ترسل هذه الدول جيوشها إلي مصر لكي تواجه ثورة 30 يونية وتثبت حكم محمد مرسى.. فهل هذا دين أم سياسة أم خيانة؟
الرئيس المصلى
لو سألت أحدًا ممن أيدوا الرئيس المعزول: لماذا تؤيدون محمد مرسى سيقولون لأنه يصلى الفجر جماعة ويصلى الجمعة فى المسجد ويحفظ القرآن كله.
وهذه الإجابة تجسد بوضوح أن مرسي حكم مصر ليس بسبب كفاءته ولا قدرته السياسية ولا وطنيته وإنما باستغلال الدين.
وهذا الأمر تجسد بشكل كامل في الشعارات التي رفعها مؤيدو مرسي بعد عزله، فهؤلاء جميعاً قالوا: «لن نتخلي عن الرئيس المصلى».
والكارثة أن مرسى نفسه لم يلتزم طوال حكمه لا بالدين ولا بالسياسة.
فطبقاً لآيات قرآنية عديدة وأحاديث نبوية صحيحة فإن المسلم لا يكذب أبداً، ولكن الغريب أن محمد مرسى الذي قدم نفسه علي أنه حاكم مسلم مصلٍّ وملتزم بالدين، ارتكب مخالفات حواها حديث شريف للنبى صلي الله عليه وسلم، يحدد فيه سمات المنافق، والمنافق حسب الشريعة الإسلامية أكبر ذنبًا وإثمًا من الكافر.
يقول الرسول في حديثه الشريف: «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان» وهذه الخطايا جميعًا ارتكبها محمد مرسى.
فعندما فاز برئاسة مصر عام 2012 قال «مش هأقابل ولا رئيس من رؤساء الدول اللي بتساند بشار الأسد».. وبعد شهور قليلة قابل أحمدى نجاد رئيس إيران -آنذاك- ثم قابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمعروف أن إيران وروسيا هما أكبر دول العالم دعماً لبشار الأسد.
وأقسم علي احترام الدستور والقانون ثلاث مرات وبعد أسابيع قليلة أصدر إعلاناً دستورياً يجعل من نفسه إلهًا لا معقب لقراراته ولا يُسأل عما يفعل.. فهل هذه سياسة أو حتى دين؟
وقبل انتخابه رئيسًا تعهد بإعادة التحقيق في قضايا قتل المتظاهرين.. ولما وصل للسلطة لم ينفذ عهده.. وتعهد أيضاً بألا يصدر الدستور بدون توافق شعبى كامل، ولم يفعل، وتعهد بتغيير اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، وأيضاً لم يفعل.
51٪ من الناخبين الذين شاركوا في انتخابات الرئاسة الأخيرة ائتمنوا الدكتور محمد مرسى علي ثروات مصر، وعلي شعبها وعلي مستقبلها، فلم يحمل الأمانة وراح يعين أعضاء الإخوان في مناصب الدولة، وشغل نفسه بأخونة مصر كلها، ووضع أهل الثقة في مناصب عديدة، ليس بسبب كفاءتهم ولا خبرتهم، وإنما لانتمائهم لجماعة الإخوان، وهكذا أسند الأمر إلي غير أهله فخان الأمانة التي حملها، وتحولت مصر إلي ثلاث شرائح، أكبرها تضم أغلب المصريين وكان علي هؤلاء أن يرتضوا بأن يكون رئيس مصر يصلي الصلوات الخمس في جماعة فقط، ويعتبرون ذلك هو غاية المنى.. والشريحة الثانية تضم مؤيدى جماعة الإخوان وهؤلاء كانوا أعلى قدرًا وحصلوا علي وعود بتولى مناصب عديدة في الدولة، ووعود بأن يفعلوا ما يشاءون دون مساءلة ولهذا حاصروا المحكمة الدستورية ولم يعترضهم أحد، وحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى ولم يجرؤ مسئول واحد على أن يعترض.
أما الشريحة الثالثة فكانت قيادات جماعة الإخوان التي اعتبرت مصر «عزبة» خاصة بهم يفعلون بها ما يشاءون متى يشاءون وكيف يشاءون.
فأى سياسة وأي إسلام في ذلك؟
ورغم أنه ردد كثيرًا «أنا رئيس كل المصريين» إلا أن محمد مرسى لم يكن أبداً إلا مندوبًا لمكتب الإرشاد في رئاسة الجمهورية، فلم يصدر قراراً إلا بعد موافقتهم، ولم يتخذ موقفًا إلا بإذنهم، ووصل الأمر لدرجة أنهم كانوا يحددون له ما يقوله وما يسكت عنه، حتي حواراته الصحفية والتليفزيونية كانت تعرض علي مكتب الإرشاد ليحذفوا منها ما يشاءون، وارتضى الرجل ذلك وكأنه بلا حول ولا قوة رغم أنه أكبر رأس في مصر طبقًا للدستور والقانون.
وكان طبيعياً والحال هكذا أن يتم قتل 16 ضابطًا وجنديًا في سيناء ويمر الأمر كأن شيئاً لم يكن وتتحول الجريمة إلي لغز لم يتم كشفه لمدة تزيد على عام!
وكان طبيعيًا أيضاً أن يتم الاعتداء علي كاتدرائية الأقباط بالعباسية، لأول مرة في التاريخ، ثم لا تتحرك أية جهة رسمية في الدولة ربما لأن المعتدين كانوا من أهل الرئيس وعشيرته وأنصاره.
وكانت الطامة الكبرى أن رئاسة مصر غضت الطرف طوال عام كامل عن جرائم جماعات إرهابية جعلت من سيناء موطناً لها وحولوها إلي ما يشبه الإمارة، وعندما خطفوا 7 جنود مصريين في المنطقة الحدودية كان أول قرار يصدره د. محمد مرسى إلي الجيش والشرطة هو «حافظوا علي أرواح الخاطفين والمخطوفين»!
وعلي طريقة الدراما الهندية كتب د. محمد مرسى نهايته السياسية، فرغم أنه أكد أنه سيستمع لكل المصريين، ولو خرج عليه 10 مصريين في مظاهرة سيذهب إليهم ويتحاور معهم ليعرف لماذا غضبوا وثاروا.. رغم أنه قال كل ذلك إلا أن 33 مليون مصري تقريباً خرجوا إلي الشوارع والميادين يوم 30 يونية الماضى وقالوا ل«مرسي» ارحل ولكنه أصم أذنيه وأغمض عينيه وقال أنا الرئيس الشرعى وأمامى 3 سنوات أخرى في حكم مصر!
كانت مصر تغلى غضبًا، بينما الدكتور محمد مرسى يصر علي البقاء رئيسًا ويردد «أنا الشرعية.. والشريعة أنا»!
وبعدما انتصرت الإرادة الشعبية، استنفرت جماعة الإخوان أنصار كل التيارات الدينية في مصر برغم أن المشروع الإسلامى في خطر.
والعجيب أن كل من يساند محمد مرسى حالياً لا يجد مبرراً لتلك المساندة إلا قوله بأن سقوط «مرسى» هو سقوط الإسلام، وهذا هو السلاح الأخير الذي ترفعه جماعات ارتضت بأن تمارس السياسة ولكنها لم تلتزم بقواعد اللعبة فراحت ترتدى عباءة الدين لكي تكفر معارضيها وتستبيح قتلهم، وهكذا توارت السياسة ولم نجد للدين أثرا.. فقط وجدنا بحورا من الدم ومحيطات من الإرهاب والرعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.