«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يتخذونه ستاراً للتحريض على الفتنة وتفريق الشمل
الدين.. فى " فخ" السياسة


«من يطلب السلطة.. لا تولوه»!
هكذا قالها رسول الله صلي الله عليه وسلم صريحة وكأنه يضع الحد الفاصل بين السياسة والدين..
الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.. رفض أيضاً أن يولى الصحابى الجليل أبى ذر الغفارى حكماً وهو من هو في فقه الدين.
.. محمد رسول الإنسانية نظر إلي الكعبة المشرفة قائلاً: «ما أبهاك وما أعظمك.. لكن النفس البشرية أعز علي الله منك.
قالها الرسول صلي الله عليه وسلم ليعلى النفس البشرية ويحرم إزهاق روحها، فكل المسلم علي المسلم حرام، دمه وماله وعرضه.. لكن في السياسة تباح المحظورات.
وقضية خلط الدين بالسياسة يثيرها المشهد السياسي المصرى الذي اقتنصته جماعة تتخذ من الدين ستارًا راحت تبحث خلفه عن السلطان.. فعرضت البلاد للفتنة ووضعتها علي حافة الهاوية.
ما تشهده مصر الآن من متاجرة بالدين لصالح «مصالح» السياسة هو أبعد ما يكون عن الإسلام الصحيح.. وقد جر خلط السياسة بالدين الفتنة علي الأمم وفرق شملها.
كما يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق فإن الدين يحدد العلاقات بين الناس بعضهم بعضًا وعلاقات الخلق بالله تعالي.. أما السياسة فتتعلق بأمور الحياة.. والدين تنزيل من عند الله فيه من الصفاء والنقاء وعدم التوغل في أمور الحياة والعيش لها.. واستخدام الدين في شأن من شئون الدنيا يفسد كليهما وإذا كنا نريد من الدنيا شيئاً نتجه لله تعالي ولا نجعل الدين مضغة في فم الناس بهدف الحصول على مغانم دنيوية لأن ذلك حرام شرعاً ولا يجوز، وبالتالى لا يصح أن يكون الدين هدفاً أو شعاراً لفئة تصل به إلي ما تريد من مناصب وسلطان لأن ذلك خارج الإطار الدينى الصحيح، وفي الحديث الشريف سأل أحد الناس رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يوليه علي حر فقال له إنك إن سألتها وكلت إليها وإن أعطيتها عنت عليها.
وقال الدكتور محمود عاشور إن سيدنا أبو ذر سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم الولاية.. فقال النبى: إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزى وندامة.. وأبو ذر كان حبيب الرسول صلي الله عليه وسلم ورغم تمتعه بكل صفات الأولياء الصالحين فإنه افتقد القدرة علي الإدارة.. وعلي ذلك لا يستخدم الدين أبداً في أمور دنيوية.
الطمع في السلطان
وتري الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر أن قضية خلط السياسة بالدين منهج عانت منه البشرية منذ القرون الأولى في الخلافة الإسلامية إلي القرون الوسطى في أوروبا لأن السياسة يطلق عليها الغرب الأعمال القذرة وفيها من ذلك الكثير، ومن الخطأ تطويع الدين لتسويغ هذه الأعمال وفي هذا خطر كبير علي الدين الذي يجب أن نتحلى به في سلوكنا وأعمالنا وهذا هو الدور الحقيقى للدين وعندما يتم تأويله لكي يبرر للنفس البشرية من الطمع في المناصب فهذا خطأ كبير لابد أن ننزه ديننا عن هذه الحماقات، فالسياسة لها أبعادها و«عدم نظافتها» وعندما يتم خلطها فلا نحن أعفينا الدين من أدران السياسة ولا اشتغلنا السياسة بآلياتها وهنا يكمن الفشل كما رأيناه في العالم العربى. وما رأيناه في معركة حطين وخروج الخوارج الذين ادعوا أنهم يتمسكون بالنص القرآن ورفعوا رايات كتب عليها: «لا حكم إلا حكم الله».
وهكذا تم إدخالنا في الفِرق الكلامية الفلسفية وتعرضت النصوص القرآنية لمآرب وأهواء الطامعين في السلطان.
أصل الحكاية
وتشير الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر إلي أن ما حدث في السنوات الأخيرة هو نفس ما حدث من قبل، فقد رأينا الآن الفرق المتأسلمة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وحدث حتي بينها وبين بعضها خلافات واختلافات.. ورأينا جراء ذلك لهاثًا وراء المناصب والاستحواذ علي ما يمكن الاستحواذ عليه رافعين راية الإسلام والدعوة إلي الشريعة.. كأننا من قبلهم لم نكن نعرفها أو نطبقها.
وأصل الحكاية كما ترى الدكتورة آمنة نصير أن فريقًا استحوذ وجار علي فريق آخر وهنا تتضح لعبة السياسة التي لا علاقة لها ولا أساس لها من الدين، بل رأينا تطرفًا وذبحًا واستخدام مصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان باسم الدين ورأينا نماذج تنشر الخلاف في المجتمع وبين طوائفه مما قلب النفوس علي بعضها وأفسد تدين الشعب الوسطى الجميل المتحضر.. ونسى المتاجرون بالدين أن هذا الدين نفسه بقيمه وأخلاقه له مبادئ لا يجب أن تخرج على مضمونها. ومثال علي ذلك استباحة الدماء والنفس البشرية ونسوا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ينظر إلي الكعبة الشريفة: ما أبهاك وما أعظمك ولكن النفس البشرية أعز علي الله منك.. لكن رأينا المتاجرين بالدين يقترفون أفعالاً لا يرضى عنها الله ورسوله وشاهدنا صاحب اللحية الكثيفة يلقي بالغلمان من فوق المبانى في المظاهرات.
فباسم أي دين فعلها؟
وتتساءل الدكتورة آمنة نصير: أين الدين من ذلك وأين الدين من عدم الاستحواذ والأنانية التي انقلبوا علي بعضهم بعضًا بسببها عندما تضاربت المصالح. وتضيف: نرجو من الله أن تستعيد مصر عافيتها بقوة القانون الناجز لإعادة الاستقرار والعدالة السياسية لهذا الوطن واحترام حضارة المصريين المتراكمة منذ عهد الفراعنة وتلتها الحضارة الرومانية حتى جاء الإسلام ليستوعب هذا كله ويجب أن يحترم الجميع حضارة مصر وتاريخها وأن يوضع هذا في حسبان أي قرار أو قانون أو دستور.
الجماعة لا تعترف بأن الخلاف سياسى وتُلبس الحق بالباطل
المجتم يدفع ثمن حالة التوحش والإقصاء
كثرت أحداث العنف والإرهاب والتطرف التي لجأت إليها جماعة الإخوان المسلمين ضد الشعب دون تفرقة ولا تمييز، بعد أن تحول الأمر من صراع سياسى للسيطرة على مفاصل الدولة إلي صراع مسلح لعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلي سلطة الحكم مرة أخرى حتى لو تم الزج بمصر إلى الاحتراب والاقتتال الأهلى لكى تسير علي درب سوريا والعراق.
فالجماعة تلبس الحق بالباطل لأغراض سياسية لا علاقة لها بالإسلام، وتحاول تصوير عزل رئيسهم بأنه انقلاب على الدين، حتي يمكنهم تنفيذ مخططاتهم من وراء فكرهم الدموى، مثلما قامت بالاعتداء علي قوات الحرس الجمهورى منذ أيام لإقحام الجيش المصرى كطرف في صراعهم السياسي على السلطة، بمساندة بعض المتطرفين الذين لهم تاريخ دموى فى القتل والترويع والذين لا يعترفون بحرمة دماء الأبرياء أو قدسية أوطان، يردون الجميل للرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى الذي أخرجهم من ظلام السجون ليتنفسوا نعيم الحرية ويرهبون شعب مصر بأكمله ويستبيحون دماءه الطاهرة التي لها حرمتها.
كم هائل من العنف والإرهاب والتطرف لدرجة أفزعت الناس فى البيوت وخاف الكل علي أولاده بعد أن ألقوا الشباب من أعلى الأسطح بالإسكندرية قتلوهم في «الاتحادية» وقنصوهم في منطقة «بيت السرايات» بل وصل الأمر إلي ضرب مطار العريش بالصواريخ وضرب الكمائن وإشعال الحرائق.. وكأن الشعب المصرى عدو للإخوان وهم لا يدركون أنهم سوف يلاقون جزاءهم بالقانون ومن انتقام الشعب نفسه.
الدكتور أحمد صقر عاشور -ممثل منظمة الشفافية والفساد فى مصر؛ يقول: أصل حكاية جماعة الإخوان تدور حول صراعهم السياسي للاستيلاء علي مفاصل الدولة وكان هذا الصراع ملتبساً بعقائد دينية علي الأقل من طرف الجماعة وفصائل الإسلام السياسي المتحالفة والمتواطئة معهم، وهي الطامة الكبرى التي وقعت فيها مصر.
وأرجع الدكتور «عاشور» وصول الإخوان لهذا الحد الدموى إلى طمع جماعة الإخوان في السيطرة على جميع مؤسسات الدولة، إضافة إلي عدم وضع قواعد ومبادئ واضحة منذ أعقاب سقوط النظام القديم وبداية حكم الرئيس المعزول لمنع الخلط بين الدين والسياسة، إلي جانب إنشاء أحزاب علي أساس دينى.
وأضاف الدكتور «عاشور»: إننا الآن ندفع ثمن توحش الجماعات الإسلامية والأحزاب الدينية المعبرة عنها لكوننا سمحنا لجماعة الإخوان وغيرها من التيارات الدينية من البداية بأن تخرج عن دائرة عملها في المجال الدعوى والاجتماعى لتنتهج العمل السياسى ولتنشئ الأحزاب الإسلامية مثل الحرية والعدالة والنور والأصالة التي تنادى بتطبيق الشريعة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين، وهو ما يختلف عن مفهوم الديمقراطية الحديثة التي تقوم فكرته علي المشاركة لا الإقصاء.
ويشير الدكتور «عاشور» إلي أنه في بداية ظهور الإسلام ونحن لا نتقدم إلا بالعلم والمعرفة والحرية وبنظام سياسي يرسخ مبادئ المواطنة والمساواة والمشاركة وعدم الإقصاء، بينما هذه الأحزاب والجماعات الدينية تقوم علي الإقصاء العقائدى وتقسيم المجتمع علي أسس دينية، مع أن مجالها الوحيد هو العبادات وليس العمل السياسى، ولكنها تحاول أن تفرض نفسها علي الساحة بعنف وقتل المصريين.
ويوضح الدكتور «عاشور» أنه لابد أن يوقف العنف فوراً وهو ما يتطلب اتباع مجموعة من الإجراءات الحازمة والقاطعة تجاه كل من يتجاوز القانون وينادى بالعنف ويستخدم أدوات العنف مهما صغرت، كما أنه لابد أن يتم إخضاع هؤلاء العابثين بأمن الوطن للقانون والقضاء.
الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى -رئيس تحرير جريدة الأهالى- تؤكد أن الإخوان مارسوا العنف من نشأة تنظيمهم وهم الذين قاموا بعمليات اغتيالات واسعة للسياسيين والخصوم الذين اعتبروهم أعداء لهم، وهم الذين قتلوا القاضى الجليل «الخازندار» وقتلوا رئيس الوزراء «النقراشى باشا» وأيضاً رئيس الوزراء أحمد ماهر، بخلاف ضلوعهم في حريق القاهرة عام 1952 قبل ثورة يوليو بشهور قليلة، ناهيك عن محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سنة 1954، كلما أُغلقت خلايا إرهابية تابعة لهم سنة 1965 تبين أنهم يخزنون أسلحة هائلة أعدم علي أثره سيد قطب وعدد من قادتهم.
وأشارت «النقاش» إلي أن الإخوان يحاولون الآن إرهاب الشعب المصرى لإرغام الجيش علي إعادة الدكتور محمد مرسى إلى الحكم.
وترى «النقاش» أن العمليات الإرهابية التي قام بها عناصر الإخوان فى الإسكندرية والمنيل وبين السرايات وأمام الحرس الجمهورى ليست إلا حلاوة روح كما يقول المصريون.. فالإخوان يحاولون الدفاع عن وجودهم بإرهاب الشعب كله، كما أن هناك شكوكاً كثيرة بأن المعتصمين المؤيدين للرئيس المعزول في منطقة رابعة العدوية يخزنون الأسلحة في سيارات الإسعاف، وهو ما يؤكد أنهم يشنون صراعاً مسلحاً ضد الشعب المصرى الذي نجح في إسقاط نظام الحكم الإخوانى بمظاهرات ومليونيات سلمية ولم يستجب لما يقومون به، ولذلك وقفوا بكل قوتهم إلي جانب القوات المسلحة.
وأكدت «النقاش» أنه لن يمكن ردع عنف الإخوان المسلح إلا بعمل مسلح أقوى منه، وذلك من أجل وقف المهازل التي تحدث الآن ولعدم تكرار ما شهدته مصر من أعمال عنف وشغب في كل المحافظات لأن العنف الدموى للخارجين يجب معاملته بعنف مثله، مشيرة إلي أن هذه العمليات الإرهابية هي علامات لنهاية نظام الإخوان، فإذا كان الرئيس المعزول محمد مرسى قد سقط يوم 30 يونية.. فإن نظام الإخوان قد سقط بأكمله يوم 8 يوليو 2013.
الدكتور أحمد يحيى عبدالحميد -أستاذ الاجتماع السياسى- يقول: تصاعد أزمة الصراع السياسي لجماعة الإخوان في الشارع المصرى تؤكد نهاية حكمهم للأبد، وهو ما أدى إلي وجود حالة من القلق والتوتر لدي المصريين نتيجة لهذه الحرب الدموية التي أشعل فتيلها الإخوان بعد أن فشلت مخططاتهم في الهيمنة على كل مفاصل الدولة.
ويستنكر الدكتور «عبدالحميد» استخدام الإخوان للعنف ضد خصومهم، وهو ما جعل المصريين يقتلون بعضهم بعضًا، وأصبح الأخ يرفع السلاح في وجه أخيه المسلم ويتهمه بتهمة الخيانة العظمى ويطعن فى وطنيته بل وصل الأمر إلي أن يستقوى عليه بالخارج، وأصبح التوتر والقلق والخوف هو سيد الموقف ليس من العدو الخارجى ولكن من أعدائه داخل الوطن الذين يعيثون في الأرض فساداً والذين علي استعداد أن يبيعوا كل مصر من أجل مصالحهم والحصول علي السلطة والاستمرار فيها.
وأكد الدكتور «عبدالحميد» أن عصر الإخوان انتهى وقضى عليها سياسيًا واجتماعيًا، وعليهم أن يدركوا أنه لم تعد إليهم عقولهم فإن الشعب المصرى لن يتسامح مع من قاموا به من قتل وترويع وسفك للدماء، وأن مصيرهم خزى في الدنيا وعذاب الآخرة، كما أن المحرضين سوف يلاقون نفس المصير.
وناشد الدكتور «عبدالحميد» شباب الإخوان أن يكونوا أكثر وعيًا وفهمًا وإدراكًا لمصلحة الوطن، وألا ينساقوا وراء قياداتهم من أجل الحصول علي سلطة هم أبعد ما يكونون عنها، مؤكداً أن الإخوان لا يمثلون الإسلام، لأن الإسلام أكبر وأجل من أي فصيل سياسى.. كما أنه علي المصريين جميعًا أن يكونوا على حذر ولا يأملون خيرًا في هؤلاء الإخوان.. الذين أكدوا لنا أنهم ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين بعدما تلطخت أيديهم بدماء المصريين.
ليسو شهداء
مازالت جماعة الإخوان وأنصارها تصر علي تجاهل التاريخ وتحاول بكل ما تستطيع إيهام الشعب بأن ما يحدث الآن علي أرض مصر خلاف دينى يستهدف المشروع الإسلامى.. وإذا عدنا إلي أزمة الفتنة سنجد أنها يرتكب أكبر خطأ سياسي ودينى في العصر الحديث.. وعودة إلي العصر الإسلامي الحقيقى فقد كان مقتل عثمان بن عفان أولى الفتن في الدولة الإسلامية والتي عُرفت بالفتنة الأولى وهي بداية لأحداث جسيمة عرفت في التاريخ الإسلامى بالفتنة الكبرى أدت إلي مقتل الخليفة عثمان بن عفان وتسببت في اضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب.
وما نعيشه الآن من فتنة وتلبيس السياسة بالدين وتصدير الأمر علي أنه صراع لنصرة الدين ما هو إلا فتنة ودعوة باطلة يراد بها جرجرة البلاد إلي فتنة كبرى بدعاوى كاذبة.
الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف وصف ما يحدث بأنه صراع علي كراسى وليس صراعاً دينياً.
وأضاف أن عثمان بن عفان كان رجلاً طيب القلب، وحينما تولى الخلافة شارك بعض أقاربه في الحكم وكانت النتيجة أن تسلق المعارضون له أسوار بيته حتي تمكنوا من سيدنا عثمان وقتلوه وكانت هذه فتنة كبرى للمسلمين وهكذا بدأت الفتنة الكبرى التي قضت علي دولة الخلافة.
وأضاف: من يقتل في هذه الفتنة ليس شهيداً لأن الشهيد هو من يقاتل لإعلاء كلمة الله وهؤلاء قتلوا في سبيل أشخاص وعلي صراعات دنيوية علي كراسى.
وأضاف: الاستشهاد أن يقاتل المسلم كافراً لتحرير أرضه أو عرضه أو ماله، فإذا ما قتل المسلم مسلماً فهذا ليس بشهيد.
وأشار رئيس لجنة الفتوى الأسبق إلى أن عمر بن الخطاب حينما رشح مجموعة للخلافة رفض أن يكون عبدالله ابنه ضمن المختارين وقال: كفى من آل الخطاب رجل واحد لأن الإمارة في حد ذاتها ليست مغنماً لمن يعرف مكانتها.
ووصف أن من يرفع السلاح في وجه أخيه المسلم بأن الإسلام منه براء وأن من يقومون بإشعال نار هذه الفتنة هم المتنافسون علي الكراسى.
الشيخ علي أبو الحسن رئيس هيئة بيت العائلة المصرية بأسيوط أشار إلي أن الفتنة في الإسلام بدأت بمقتل سيدنا عمر بن الخطاب ومقتل سيدنا عثمان بن عفان أحد المبشرين بالجنة وذلك بسبب تعدد الآراء والخلافات وتنوع الرؤى.
وأضاف أن مصر منذ قدوم الحملة الفرنسية بدأت تشهد اختلافات في المفاهيم والأفكار وتعددت الثقافات وبالتالى نشبت الخلافات بين المصريين.
ووصف ما يحدث الآن بأنه خلاف في السياسة وليس خلافاً دينياً.
83 عاماً يرفعون شعار " الإسلام هو الحل "
الخطاب الدينى لم يحل أزمة
على مدى تاريخها لم يكن في جعبة الجماعات الدينية سوى شعارات إسلامية.
الجماعة الإسلامية والجهاد والسلفيون، وحتى الجماعات التكفيرية.. كلها رفعت شعار تطبيق الشريعة وقالوا إن من لا يحكم بما أنزل الله فهو كافر.
أما الإخوان فرفعوا شعار «الإسلام هو الحل» وعندما كان يهاجمهم أحد قائلاً بأن هذا الشعار عام ومبهم، كان ردهم «الإسلام دين ودنيا، وفيه حل لكل المشاكل والأزمات الحياتية.
وعلي مدى 83 عاماً تمسك الإخوان بشعارهم، وكان الطبيعى بعد كل هذه السنوات أن يكون لدى الجماعة مشروع إسلامى شامل ومتكامل ولكن عامًا كاملاً من حكم الإخوان كشف أن الإخوان لا يملكون مشروعًا إسلامياً ولا غير إسلامى، فلما وصلوا للحكم لم يجد المصريون منهم «إسلامًا» ولا حلاً لأزماتهم!
قبل أن يصل إلي الحكم قال الدكتور محمد مرسى إن الإسرائيليين هم أحفاد القردة والخنازير ويجب محوهم من خريطة الوطن العربى وتحرير فلسطين من دنسهم.. وكان أنصار «مرسى» يهتفون بأقصى ما تستطيع حناجرهم «علي القدس رايحين شهداء بالملايين».
وكان الإخوان جميعاً يعتبرون الولايات المتحدة شيطاناً أكبر لا ينبغي أبداً أن يكون بيننا وبينهم أية علاقة أو تعامل.
وبعد أن جلس «مرسى» علي عرش مصر اعتذر للصهاينة عن حكاية أحفاد القردة والخنازير وتعاون مع الإسرائيليين بشكل جعلهم يحزنون علي عزله من الرئاسة!
نفس الأمر تكرر مع الولايات المتحدة التي كانت في نظر الإخوان «شيطان أكبر» ثم تحولت بعدما وصلوا للحكم إلي حليف حميم!
ووصل الأمر بين واشنطن وجماعة الإخوان لدرجة أن أحد مساعدى د. محمد مرسى قال لصحيفة الجارديان قبل ساعات من عزل «مرسي» إن الرئيس المصرى (يقصد مرسي) سيظل في أمان بسبب علاقته القوية بالإدارة الأمريكية!
والواضح أن ما قاله مساعد مرسى للجارديان لم يكن مجرد رأى شخصى، بل كان انعكاساً لرأي محمد مرسى نفسه وجماعة الإخوان كلها بدليل أن عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسى استغاث بأوروبا وأمريكا وطالب بأن ترسل هذه الدول جيوشها إلي مصر لكي تواجه ثورة 30 يونية وتثبت حكم محمد مرسى.. فهل هذا دين أم سياسة أم خيانة؟
الرئيس المصلى
لو سألت أحدًا ممن أيدوا الرئيس المعزول: لماذا تؤيدون محمد مرسى سيقولون لأنه يصلى الفجر جماعة ويصلى الجمعة فى المسجد ويحفظ القرآن كله.
وهذه الإجابة تجسد بوضوح أن مرسي حكم مصر ليس بسبب كفاءته ولا قدرته السياسية ولا وطنيته وإنما باستغلال الدين.
وهذا الأمر تجسد بشكل كامل في الشعارات التي رفعها مؤيدو مرسي بعد عزله، فهؤلاء جميعاً قالوا: «لن نتخلي عن الرئيس المصلى».
والكارثة أن مرسى نفسه لم يلتزم طوال حكمه لا بالدين ولا بالسياسة.
فطبقاً لآيات قرآنية عديدة وأحاديث نبوية صحيحة فإن المسلم لا يكذب أبداً، ولكن الغريب أن محمد مرسى الذي قدم نفسه علي أنه حاكم مسلم مصلٍّ وملتزم بالدين، ارتكب مخالفات حواها حديث شريف للنبى صلي الله عليه وسلم، يحدد فيه سمات المنافق، والمنافق حسب الشريعة الإسلامية أكبر ذنبًا وإثمًا من الكافر.
يقول الرسول في حديثه الشريف: «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان» وهذه الخطايا جميعًا ارتكبها محمد مرسى.
فعندما فاز برئاسة مصر عام 2012 قال «مش هأقابل ولا رئيس من رؤساء الدول اللي بتساند بشار الأسد».. وبعد شهور قليلة قابل أحمدى نجاد رئيس إيران -آنذاك- ثم قابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمعروف أن إيران وروسيا هما أكبر دول العالم دعماً لبشار الأسد.
وأقسم علي احترام الدستور والقانون ثلاث مرات وبعد أسابيع قليلة أصدر إعلاناً دستورياً يجعل من نفسه إلهًا لا معقب لقراراته ولا يُسأل عما يفعل.. فهل هذه سياسة أو حتى دين؟
وقبل انتخابه رئيسًا تعهد بإعادة التحقيق في قضايا قتل المتظاهرين.. ولما وصل للسلطة لم ينفذ عهده.. وتعهد أيضاً بألا يصدر الدستور بدون توافق شعبى كامل، ولم يفعل، وتعهد بتغيير اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، وأيضاً لم يفعل.
51٪ من الناخبين الذين شاركوا في انتخابات الرئاسة الأخيرة ائتمنوا الدكتور محمد مرسى علي ثروات مصر، وعلي شعبها وعلي مستقبلها، فلم يحمل الأمانة وراح يعين أعضاء الإخوان في مناصب الدولة، وشغل نفسه بأخونة مصر كلها، ووضع أهل الثقة في مناصب عديدة، ليس بسبب كفاءتهم ولا خبرتهم، وإنما لانتمائهم لجماعة الإخوان، وهكذا أسند الأمر إلي غير أهله فخان الأمانة التي حملها، وتحولت مصر إلي ثلاث شرائح، أكبرها تضم أغلب المصريين وكان علي هؤلاء أن يرتضوا بأن يكون رئيس مصر يصلي الصلوات الخمس في جماعة فقط، ويعتبرون ذلك هو غاية المنى.. والشريحة الثانية تضم مؤيدى جماعة الإخوان وهؤلاء كانوا أعلى قدرًا وحصلوا علي وعود بتولى مناصب عديدة في الدولة، ووعود بأن يفعلوا ما يشاءون دون مساءلة ولهذا حاصروا المحكمة الدستورية ولم يعترضهم أحد، وحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى ولم يجرؤ مسئول واحد على أن يعترض.
أما الشريحة الثالثة فكانت قيادات جماعة الإخوان التي اعتبرت مصر «عزبة» خاصة بهم يفعلون بها ما يشاءون متى يشاءون وكيف يشاءون.
فأى سياسة وأي إسلام في ذلك؟
ورغم أنه ردد كثيرًا «أنا رئيس كل المصريين» إلا أن محمد مرسى لم يكن أبداً إلا مندوبًا لمكتب الإرشاد في رئاسة الجمهورية، فلم يصدر قراراً إلا بعد موافقتهم، ولم يتخذ موقفًا إلا بإذنهم، ووصل الأمر لدرجة أنهم كانوا يحددون له ما يقوله وما يسكت عنه، حتي حواراته الصحفية والتليفزيونية كانت تعرض علي مكتب الإرشاد ليحذفوا منها ما يشاءون، وارتضى الرجل ذلك وكأنه بلا حول ولا قوة رغم أنه أكبر رأس في مصر طبقًا للدستور والقانون.
وكان طبيعياً والحال هكذا أن يتم قتل 16 ضابطًا وجنديًا في سيناء ويمر الأمر كأن شيئاً لم يكن وتتحول الجريمة إلي لغز لم يتم كشفه لمدة تزيد على عام!
وكان طبيعيًا أيضاً أن يتم الاعتداء علي كاتدرائية الأقباط بالعباسية، لأول مرة في التاريخ، ثم لا تتحرك أية جهة رسمية في الدولة ربما لأن المعتدين كانوا من أهل الرئيس وعشيرته وأنصاره.
وكانت الطامة الكبرى أن رئاسة مصر غضت الطرف طوال عام كامل عن جرائم جماعات إرهابية جعلت من سيناء موطناً لها وحولوها إلي ما يشبه الإمارة، وعندما خطفوا 7 جنود مصريين في المنطقة الحدودية كان أول قرار يصدره د. محمد مرسى إلي الجيش والشرطة هو «حافظوا علي أرواح الخاطفين والمخطوفين»!
وعلي طريقة الدراما الهندية كتب د. محمد مرسى نهايته السياسية، فرغم أنه أكد أنه سيستمع لكل المصريين، ولو خرج عليه 10 مصريين في مظاهرة سيذهب إليهم ويتحاور معهم ليعرف لماذا غضبوا وثاروا.. رغم أنه قال كل ذلك إلا أن 33 مليون مصري تقريباً خرجوا إلي الشوارع والميادين يوم 30 يونية الماضى وقالوا ل«مرسي» ارحل ولكنه أصم أذنيه وأغمض عينيه وقال أنا الرئيس الشرعى وأمامى 3 سنوات أخرى في حكم مصر!
كانت مصر تغلى غضبًا، بينما الدكتور محمد مرسى يصر علي البقاء رئيسًا ويردد «أنا الشرعية.. والشريعة أنا»!
وبعدما انتصرت الإرادة الشعبية، استنفرت جماعة الإخوان أنصار كل التيارات الدينية في مصر برغم أن المشروع الإسلامى في خطر.
والعجيب أن كل من يساند محمد مرسى حالياً لا يجد مبرراً لتلك المساندة إلا قوله بأن سقوط «مرسى» هو سقوط الإسلام، وهذا هو السلاح الأخير الذي ترفعه جماعات ارتضت بأن تمارس السياسة ولكنها لم تلتزم بقواعد اللعبة فراحت ترتدى عباءة الدين لكي تكفر معارضيها وتستبيح قتلهم، وهكذا توارت السياسة ولم نجد للدين أثرا.. فقط وجدنا بحورا من الدم ومحيطات من الإرهاب والرعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.