كان الله فى عون مصر من صراع القوى الإخوانية والسياسية والعسكرية بعد ما وصل الى حد حصار الثورتين وتهديد مصالح الوطن. الإخوان مازالوا يحلمون بالعودة الى الرئاسة حتى لو أدى ذلك الى إحراق مصر.. لكنهم بعمليات النسف والتدمير التى جرت قد وقعوا رسمياً على شهادة انتحارهم.. وتشييع جثمان الجماعة والتنظيم الدولى. يبقى على الصحافة والإعلام أن يكفوا عن إبراز تحركاتهم.. وتظاهراتهم.. وألعابهم البهلوانية والإرهابية.. وتحويلها إلى مجرد خبر فى ذيل الصفحات الإخبارية والنشرات التليفزيونية.. لكن إلقاء الأضواء عليهم كما يحدث الآن هو لعب على أحبال السياسة ولأغراض مشبوهة وضد الصالح العام!
الشرطة عجزت حتى الآن عن حماية أقسامها ومديرياتها وجنودها فى الأكمنة.. فكيف لها أن تحمى أمن «80» مليون مواطن؟ هل بات ضرورياً عودة خبراء الأمن السابقين الذين واجهوا وهزموا إرهاب واغتيالات الجماعات الإسلامية فى التسعينيات حتى يديروا لنا عملية حصار الإرهاب الإخوانى.. خاصة أنهم الأكثر علماً وخبرة فى كيفية التصدى والمواجهة.. عندما جففوا لهم منابع التمويل والتسليح وطاردوهم محلياً وخارجياً.
الحكومة المرتعشة التى شكلها البرادعى من رحم علاقات وأجندات أجنبية معروفة لأغلب وزرائها.. ساهمت بدور مهم فى استفحال الإرهاب ووصوله للمرحلة الحالية. هذه الحكومة عارضت فض اعتصامى رابعة والنهضة حتى تحولا الى مايشبه الثكنات العسكرية! أيضاً تقاعست وتجاهلت لفترة طويلة كل المطالب الشعبية والسياسية بوضع جماعة الإخوان فى قائمة المنظمات الإرهابية.. حتى استفحلت مظاهراتها وعمليات شراء المعاونين لها.. فى عدوانها على الجامعات ومرافق الدولة! أخيراً يخرج علينا رئيس وزرائها ثم مستشار رئيس الجمهورية حجازى ليقولا.. ممكن للإخوان أن يشاركوا فى العملية السياسية إذا أعلنوا نبذ العنف! الآن وبعد وصول إرهاب الإخوان الى عمليات نسف وتدمير وقتل، هل آن الأوان لإقالة تلك الحكومة المتعاطفة مع الإخوان وإرهابهم.. والمجىء بحكومة لها أجندة وطنية تحمى المواطن وتحافظ على مصالح الوطن؟!
فلول نظام الفساد أو أرامل عهد مبارك كمايسميهم المبدع جورج إسحق.. أطلوا بوجوههم من جديد فى الصحافة والإعلام وينفقون ملايين للحشد والتأييد ليأتى مرشح للرئاسة مدعوم بأموالهم.. فيغلق لهم ملفات الماضى.. ويمنع تنفيذ قانون الكسب غير المشروع الذى تجاهلهم على مدى ثلاث سنوات من عمر الثورة.. وأضاع الأمل فى استرداد أموال الوطن المهربة فى خزائن وبنوك العالم!
الصحافة والإعلام والفضائيات الخاصة المدعومة من ملايين التمويل الأجنبى ومن ثروات رجال الأعمال تلعب الآن دوراً بارزاً فى تلميع رموز مبارك وإعادتهم الى الأضواء.. وتتعمد إثارة حالة من الفوضى والمعارك السياسية ضد الثورة والقوى الوطنية لخلط الأوراق وتوجيه الرأى العام لاختيار الرئيس القادم فيما يشبه الحملات الموجهة والمنظمة والمبرمجة! لكل هذا فإن.. بناء المستقبل أو النظام الذى يحلم به المصريون أصبح مرهوناً بالقضاء على جذور النظام القديم أشخاصاً وأجهزة وسياسات.. وإلا فالجميع يرقصون على أشلاء الوطن!!