ما الفرق بين تزوير الانتخابات قبل ثورة 25 يناير وبين اهدار ارادة الامة بعد استفتاء حُر في 19 مارس 2011 بحجة أن الشعب قد ضُلل؟! وبحجة ان الأحزاب غير مستعدة.. وأن.. وأن.. رغم خروج 18 مليون مصري في ظاهرة لم تحدث في تاريخها من قبل؟! لقد كان 19 مارس يوم عيد.. ولكن هناك من يريد أن يفسده؟! إما عن حُسن نية وإما عن سوء نية.. النتيجة واحدة؟! أهرام 13 يوليو 2011 في صدر الصفحة الاولي تحت عنوان: "شرف يؤيد تأجيل الانتخابات البرلمانية لاعطاء فرصة للحراك السياسي".. ثم يذكر الأهرام.. "فيما يمكن اعتباره دعما لمطالب تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل، اعلن الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء انه يفضل بشكل شخصي اتاحة وقت اضافي قبل اجراء تلك الانتخابات لاعطاء فرصة لبلورة الحراك السياسي وصولا الي نتائج ملموسة". ثم يذكر الأهرام "وشدد علي أن قرار المواطنين في هذا الشأن هو الفيصل وإن اختاروا أن يتم التغيير في هذا التوقيت فلابد من الاستجابة لهم"! معالي رئيس الوزراء.. جاء في الفقرة الاخيرة: "وإن اختاروا".. ولقد اختاروا؟! اختاروا فعلاً؟! في 19 مارس 2011 وقد تم بعد ذلك الاعلان الدستوري ووضع خريطة طريق لانتقال السلطة للحكم المدني؟! فهل تقصد "معاليك" اختياراً آخر؟! كيف.. ولماذا؟1 أم تقصد أن اختيارهم في 19 مارس هو المنفذ؟! معالي رئيس وزراء مصر بعد ثورة 25 يناير.. الاعلان كما جاء في صدر جريدة الاهرام بأنك "تفضل بشكل شخصي" لم يكن موقفا لأن فيه اهداراً لارادة الناخبين؟! وليس هناك فرق بين اهدار ارادة الناخب او تزوير ارادته كما كان يحدث قبل 25 يناير 2011. خرج شعب مصر - 18 مليون ناخب - أغلبهم من الشبان والشابات، قصدوا ان يكون تلباسهم من أحسن وأحلي ما يملكون.. هكذا رأيتهم صباح يوم الاستفتاء فقد تفقدت كافة لجان "مصر الجديدة" و"التجمع" لأري بنفسي وأستمتع مع اولادي بأول حصاد لثورة 25 يناير.. والله للحرية رائحة عطرة!! حصاد العزة والكرامة والحرية وتكون النتيجة: 14 مليوناً: نعم.. 4 ملايين: لا ثم يتم الاعلان الدستوري بناء علي نتيجة الاستفتاء الحُر وتوضع خريطة طريق - جدول زمني - هكذا: - انتخابات مجلس الشعب.. - وضع الدستور الجديد "دستور 25 يناير". - ثم اخيراً انتخابات اول رئيس مدني لجمهورية مصر. ورغم كل هذا.. ترتفع الاصوات ضد نتيجة الاستفتاء! من يقول إنه قد تم التأثير علي الناخبين "14 مليوناً" تم التغرير بهم!! إذاً فالقرار "بنعم" غير صحيح!! ومن يقول أن الاخوان وفلول الحزب الوطني المنحل سوف يعودون للسيطرة علي مجلس الشعب القادم لأن الاحزاب غير مستعدة.. وأن.. وأن!! والخوف من التزوير! ومن البلطجة! وللرد علي تلك الافتراءات.. أو الادعاءات! الادعاء الأول: حجة التغرير بأربعة عشر مليون ناخب وناخبة؟! الذين قالوا: "نعم". ما الفرق بين الحكم الشمولي قبل 25 يناير الذي يزور ارادة الشعب، وبين من يريد بعد 25 يناير أن يهدر رأي 14 مليون ناخب بحجة أنه قد غرر بهم؟!! هية وصاية؟! هم احرار في اختيارهم، ولابد أن تحترم الاقلية رأي الاغلبية.. هذه هي "أ - ب" الديمقراطية التي نحلم بها منذ 59 عاماً؟! الادعاء الثاني: تأكد لكل المصريين أنه لم يعد بعد 25 يناير اي تزوير في الانتخابات القادمة.. اشراف قضائي كامل وانه لم يعد هناك "شرطة" بأمر الحاكم تحمي "البلطجية، وترهب الناخبين؟! وأنه لم يعد مجلس الشعب "سيد قراره" لأن محكمة النقض صارت هي الجهة الوحيدة المختصة في الفصل بصحة عضوية النائب.. وأنه لم يعد هناك اهدار لأحكام محكمة القضاء الاداري في صحة التشريع للانتخابات منذ البداية.. وضمانات اخري كثيرة. اهمها هو روح الحرية وكسر حاجز الخوف لدي الجماهير الثائرة التي لن تقبل بأي وضع "عوج" بعد الآن! فهل بعد ذلك يأتي من يخوف من تزوير وبلطجة؟! ولكنه الخوف من الغلبة لتيار معين أن يسيطر علي اغلبية مقاعد مجلس الشعب القادم! ذلك.. فإذا اختبار الشعب "الاخوان" وبعض فلول الحزب الوطني المنحل.. سيكون اختياره صحيحاً مادام هناك صناديق اقتراع لا يشوبها أي تزوير ولم يكن هناك ارهاب للناخب؟ وهل يجوز بعد ذلك من يقول: مادام الاخوان وفلول الوطني سيعودون مرة اخري الي مجلس الشعب.. إذاً فالشعب اختياره خاطئ.. والشعب قد ضُلل.. وأن الشعب لم يحسن الاختيار؟! نفس الاسطوانة القديمة! الشعب لا يجيد استخدام الديمقراطية!! الشعب لا يعرف مصلحته، لذلك فهو فاقد الأهلية!! "إيه آخرتها؟!" ذلك.. هو نفس الشعب.. هو هو.. الذي ثار علي الظلم وثار علي الفساد والتزوير وعلي ضياع حريته وكرامته علي مدي 59 عاماً.. وسقط منه شهداء ومصابون بعاهات بفقد البصر وشلل الاطراف.. هو نفسه هذا الشعب الذي خرج في استفتاء 19 مارس "18" مليون مصري ليقول: "نعم" فهل يصح الا ترضي الاقلية التي قالت "لا" "4 ملايين" بنتيجة الاقتراع؟! كاتب المقال قال: "لا" لأنني كنت ممن يرون أن يوضع الدستور أولاً.. ولكن بعدما قالت الاغلبية "نعم".. فانني اليوم اؤيد من قال: "نعم". لماذا؟! لأن ذلك هو "أ-ب" الديمقراطية التي تتشدقون بها ليل نهار؟! فمن قال: "لا".. يجب أن يكون سعيداً بالنتيجة.. راضيا عنها تماما كمن قال: "نعم". فهل تعود عقارب الساعة الي ما قبل 25 يناير 2011؟! "هي وصاية"؟!! لم يعد هناك من يقول: "من أجلك أنت"؟! قالها فرعون من قبل.. بسم الله الرحمن الرحيم: "ما أريكم الا ما أري وما أهديكم الا سبيل الرشاد".. "صدق الله العظيم" وقالتها "أمانة السياسات في الحزب المنحل.. الحزب الواحد.. "من أجلك أنت" سرقنا البلاد. "من أجلك أنت" زورنا الانتخابات. ثم يأتي من يقول لا علاقة للدين بالسياسة؟ ايها الفقيه السياسي الذي يظهر في برامج "التوك شو" و"يتجعلص" في كرسيه الوثير أتستطيع ان تأتي بتصور للحاكم الكذاب كما جاء في وصف "فرعون"؟! أين الآن من قال لشعب مصر قبل 25 يناير اننا نعمل من أجلك انت؟! اننا نعمل من اجل مصر؟! وما الفارق بين تزوير ارادة الامة وبين اهدار ارادة الناخبين؟! واذا سمحنا لأنفسنا بابداء الحجج وخلق الاسباب فلن ننتهي؟! وسوف تكون ردة تجهض أي امل في الديمقراطية التي نحلم بها بعد 25 يناير 2011. وفد 15-6-2011 وقبل نشرط هذا المقال.. - تحالف وطني يضم الوفد و11 حزباً وقوي سياسية. - لجان لانجاز مشروع قانون مجلس الشعب وتنسيق المشاركة في الانتخابات البرلمانية فلماذا التخوف من الانتخابات المبكرة؟! إذا صلحت النيات.. صلحت الأمة. وإذا صلح هذا التحالف.. صلحت نتائج الانتخابات.. والله ولي التوفيق.. هذا التحالف موفق بإذن الله تعالي