تقع قرية «أبيس العاشرة» خلف مطار النزهة بالإسكندرية، على ارض مستصلحة من الملاحات وتم تسليم تلك الأراضى إلى مالكيها عام 1962 بواقع ثلاثة أفدنة إلى خمسة لكل مستحق وتتبع قرية «أبيس العاشرة» لحى وسط قسم محرم بك. في بداية إنشاء القرية كان عدد الأسر حوالي 350 أسرة، أما الآن فقد وصل العدد إلى ما يقرب من 950 أسرة وتضاعف عدد السكان ثلاث مرات على نفس الرقعة المساحية والتي تمثل 1200 فدان ولم يتواكب مع هذه الزيادة السكانية المطردة أى تطوير للخدمات أو للقرية بشكل عام ومازالت تتعالى صرخات أهالى القرية المنكوبة من الإهمال والتلوث وكذلك من تهالك الطرق المؤدية إلي القرية وعدم وجود مستشفي لاستقبال الحالات وتهالك الصرف الصحي ومازالت أسلاك الكهرباء مكشوفة، بالإضافة إلى عدم مقدرة المزارعين علي سداد ثمن أقساط الأفدنة. الناشط السياسي إيهاب القسطاوى قال إن اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية منذ أن تولى منصبه لم يقدم شيئا لأهالى هذه القرية، الذين يعيشون في ظل تلوث وانعدام خدمات للقرية وطالب القسطاوى - بالاهتمام بالقرية مؤكدا أنها سقطت من حسابات المسئولين وتحتاج إلي كثير من الخدمات والاهتمام من قبل المسئولين بالمحافظة. وأكد القسطاوى أن العديد من طرق قرى أبيس متهالكة خاصة القرية العاشرة، التى تعتبر طرقها غير ممهدة ولا تصلح لسير السيارات، وهو ما جعل السير فى شوارع القرية شتاءً صعباً رغم مساحتها وعدد سكانها الكبير، بالإضافة إلى انعزالها عن المدينة لعدم وجود موقف سيارات معتمد للقرية، وعدم وصول النقل العام لها. وأشار القسطاوى – إلى أن مدرسة القرية العاشرة تعانى من تصدع مبناها منذ وقوع زلزال 1991 وهو ما يجعل المدرسة مهددة بالانهيار فوق رؤوس التلاميذ، فى أى وقت، مشيرا إلى أن مصرف الصرف الصحي الموازى للقرية يعد مركزاً لانتشار الأمراض والأوبئة، نظراً لتراكم القمامة عليه، وانبعاث الروائح الكريهة منه. المهندس عماد السيد من أهالي القرية، قال: انتشرت في قرى أبيس تجارة المخدرات بين الشباب بجانب البلطجة، بسبب الغياب الأمنى فيها ونوه إلى أن هناك مساحات كبيرة من الاراضى إذا استغلها المسئولون وقاموا بتوفيرها واستصلاحها في الزراعة سوف توفر فرص عمل كثيرة على الشباب العاطل الذي يتجه إلى المخدرات. وأضاف أحمد محمد أحد المزارعين بالقرية – قائلاً: مديرية الزراعة منعتنا من زراعة الأرز، مما أدى إلى اختلال توازن الدورة الإنتاجية للأرض الزراعية وارتفعت نسبة الملوحة، مما أثر على المحاصيل الأخرى، التي بدأت بتدمير مئات الأفدنة. وطالب بتوفير التقاوي المدعمة بدلاً من بيعها لتجار السوق السوداء الذين يتحكمون في الأسعار، وتوفير الأسمدة والكيماويات بأسعار مخفضة. وأضاف علاء السيد «مزارع» من قرية السبعات أن الأسمدة والتقاوي اختفت من الإدارات الزراعية ولم تعد توزع على الفلاحين كما كان سابقاً، مشيرا إلى أنهم يضطرون إلى شرائها من السوق السوداء بضعف سعرها. ونوه إلى أن من أهم المشكلات التي يعانى منها المزارعون في أبيس عدم قدرتهم على تسجيل أراضيهم التابعة للإصلاح الزراعي بعد سداد سعرها بالكامل، وأضاف السيد أحمد من أهالي قرى أبيس أن دائرة محرم بك تعانى العديد من المشكلات التي تتطلب وضع حلول جذرية من بينها حل مشكلة الصرف الصحي ووضع ميزانية لتغطية المصارف نظراً لما تسببه من مخاطر وروائح كريهة تنشر الأمراض بين المواطنين، بالإضافة إلى مشكلة رصف الطرق الداخلية بقرى منطقة أبيس الثامنة والعاشرة والتي تتسبب في أكبر مشكلة في المنطقة، خاصة خلال فترة الشتاء حيث تمنع الأهالي من الوصول للطريق العمومي. مؤكدا أنه يوجد مناطق بقرى أبيس محرومة من الخدمات الصحية ولذلك لابد من التوسع في إنشاء الوحدات الصحية ودعمها بالمعدات الطبية وربط العيادات الخاصة ومعامل التحليل ومراكز الأشعة الخاصة بالتأمين الصحي وتغطيته والمستشفيات الحكومية للأورام والفشل الكلوي تغطية شاملة، من خلال عمل قاعدة بيانات تكون متصلة ببعضها لتحديد عدد الأسرة.