تحت عنوان "شبح تنظيم القاعدة يحلق فوق سماء العراق"، خصصت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية افتتاحيتها اليوم عن الوضع في العراق والحرب التي تشنها حكومتها حاليا على الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: على الرغم من رحيل القوات الأمريكية قبل عامين من العراق بعد 8 سنوات تكلفت وقتها آلاف القتلى من الأمريكيين ومئات المليارات من الدولارات، كما قتل مئات الآلاف من المدنيين العراقيين على أمل وضع العراق على طريق السلام والأمن، إلا أن هذه الآمال تبددت جميعها. وقالت الصحيفة إن حكومة "نوري المالكي" الشيعية تخوض حربا مع السنة في محافظة الأنبار غرب العراق، واستغل مسلحو القاعدة هذه الاضطرابات وسيطروا على الفلوجة، وهو ما يؤكد دخول العراق مرحلة الحرب الأهلية الحقيقية بين السنة والشيعة. وأضافت الصحيفة قائلة: بالنسبة لأمريكا، يعد سقوط الفلوجة في أيدي مسلحي القاعدة لحظة إهانة كبيرة وإذلالا، حيث شهدت المدينة عام 2004 أعنف المعارك التي واجهتها أمريكا منذ حرب فيتنام وأكثرها دموية، لكن تعزيز القوات الأمريكية ضد المسلحين العراقيين مهد في نهاية المطاف للانسحاب، وللأسف بعد إراقة هذه الدماء، عادت المدينةالعراقية فريسة في أيدي أولئك المسلحين مرة أخرى. وألقت الصحيفة اللوم على ما تشهده العراق الآن على عاتق "المالكي"، فالعراق ما زال يعاني من تركة من الأخطاء التي ارتكبت بعد الغزو من قبل إدارة بوش، وكان امامها فرصة بعد الانسحاب الأمريكي في تشكيل حكومة شاملة تستطيع لم الشمل بين الشيعة والسنة، ولكن بدلا من ذلك، مارست حكومة المالكي مضايقات وحشية وعمليات استبعاد واستقصاء للسنة كبير. والآن هو يحصد ما زرعه. ولم تلق الصحيفة اللوم كاملا على "الملكي" ولكنها رأت أن الحرب الأهلية في سوريا لعبت دورا كبيرا في الاضطرابات التي تشهدها العراق ونمو حركة جماعات تنظيم اقلاعدة مجددا. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: على العراق، ومع ذلك، يجب على أمريكا أيضا أن تلعبا دورا أكثر نشاطا, فقد أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الأسبوع الماضي أنه تم تسريع تسليم الأسلحة إلى حكومة المالكي، بما في ذلك الصواريخ وطائرات الاستطلاع بدون طيار، للمساعدة في قمع التمرد, ولكن يتعين على الولاياتالمتحدة أن توضح للمالكي أن تسوية التمرد في محافظة الانبار يعتمد في نهاية المطاف على المشاركة السياسية مع الطائفة السنية، وإذا لم يسارع "المالكي" في إشراك السنة معه فإن العراق يمكن أن تصبح أكثر من دولة فاشلة.