نشرت صحيفة "وورلد تريبيون " الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلى أن العراق تقف على شفا حرب أهلية بعد عامين من انسحاب القوات الأمريكية، مشيرة إلى أن الجيش العراقي تلقى أوامر بقتال المسلحين السنة في المناطق التي تقاوم سلطة الحكومة المركزية. وأوردت الصحيفة الأمريكية على موقعها الإلكتروني أن الجيش العراقي يتمركز في منطقة الأنبار الواقعة على الحدود بين العراق والأردن التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق وبلاد الشام " داعش " التابع لتنظيم القاعدة، وفقا لمسئولين عراقيين. وورصدت الصحيفة تصريحات المسئولين والقادة العراقيين حيث قال قائد العمليات الخاصة العراقية اللواء فاضل البرواري -الذي أقيل الليلة الماضية - " دخلنا الفلوجة بعد اشتباكات ضارية"،فيما أوضح مسئولون أن الفلوجة" المدينة الرئيسية في الأنبار" كانت تحت سيطرة مسلحي الدولة الإسلامية بالعراق وبلاد الشام يسيطر على الفلوجة فضلا عن معظم المناطق في محافظة الرمادي..واعتبر قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج أن قوات الشرطة تسيطر على جدران مدينة الفلوجة ولكن أهالي الفلوجة يقعون أسرى لدى "داعش". وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا قامت بتسليح الجيش " العراقي" الذي كافح من أجل تجنيد العراقيين للعمليات في منطقة الأنبار. وأكد مسئولون عراقيون أن الجيش الأمريكي جند القبائل السنية وخص بذلك المنتمين لقوات الصحوة السنية. ولفتت الصحيفة إلى أن العراقيين السنة يرفضون التعامل مع الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد، وهاجم السنيون أقسام الشرطة والسجون.. بما تسبب في مقتل مايقرب من 200 شخص خلال يومين من الاشتباكات.. ودعت وزارة الداخلية العراقية جميع الضباط ورجال الشرطه العاملين في محافظة الأنبار والذين تركو واجباتهم إلى العودة فورا وتنفيذ واجبهم الوطني في مواجهة الهجمات الإرهابية. جدير بالذكر أن 44 من أعضاء البرلمان السنيين قدمو استقالتهم في 30 ديسمبر الماضي احتجاجا على عمليات الجيش في الانبار، كما انضم سياسيون من السنة إلى الثورة المتنامية ضد الحكومة في بغداد.. فيما اعتقلت السلطة المركزية في بغداد عضو برلماني سني عن محافظة الرمادي بتهمة انضمامه للثورة. ولفتت الصحيفة إلى القتال في الأنبار- والذي تضمن هجمات للجيش بالمدفعية والهاون- يأتي متوجا لعام من الاحتجاجات السنية المنتشرة في أنحاء كثيرة من العراق.. حيث يؤكد السنة على أنه يتم تهميشهم من قبل حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي تربطه علاقة وثيقة مع إيران.. والذي صرح في خطاب له أول أمس " أنه لا تراجع أو توقف عن العمليات العسكرية إلى أني يتم القضاء على تنظيم القاعدة والعناصر الإجرامية التي تريد إعلان الدولة الإسلامية في الأنبار وتدمير العملية السياسية في البلاد".