رأت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الإصلاحيين في إيران بحاجة إلى دعم الغرب، حيث أن قدرتهم على البقاء على قيد الحياة باتت تعتمد بشكل كبير على نجاح المفاوضات النووية. واستهلت الصحيفة مقالها قائلة: كان الإصلاحيون في إيران أول الخاسرين في المعارك الدائرة بين الجمهورية الإسلامية والقوى العالمية خلال العقد الماضي حول السعي العنيد لإيران لإنجاز وإتمام مشروعها النووي، هو ما جعل النظام الإسلامي ليس لديه القدرة للنظر لأولئك الذين ينادون بالإصلاح وسلوك أكثر مسؤولية. وقالت الصحيفة: لحسن الحظ، أحوال هذه الدولة المحبطة قد تغيرت في الأشهر الأخيرة. فاستطاعت انتخابات يونيو التي انتهت بفوز "حسن روحاني" بإعادة تنظيم صفوف الإصلاحيين بعد تهميشهم خلال فترة رئاسة استمرت 8 سنوات لمحمود أحمدي نجاد. ولكن رأت الصحيفة أن رسالتهم اليوم، وإمكانية ترسيخ مكاسبهم ستحتاج إلى دعم من الخارج، فكانت الحياة في طهران كابوسا بالنسبة للعديد من الإصلاحيين على مدى السنوات الخمس الماضية خاصة في ظل سجن البعض من قادة الحركة الخضراء. ودللت الصحيفة على هذا الكابوس من خلال "محمد الخاتمي"، الرئيس الإيراني الإصلاحي الأسبق في الفترة (1997-2005) والذي لا يزال السياسي الأكثر شعبية في إيران، الذي أصبح منذ عام 2009 أشبه بمحبوس وسجين في معسكر اعتقال. أكد الإصلاحيون أن الرئيس الجديد لم يكن أبدا جزءا من حركة الإصلاح السياسي، فعلى الرغم من أنه خدم في الإدارات الإصلاحية في الماضي، إلا أنهم يدركون أن المتشددين ينتظرون روحاني أن يتعثر ويفشل قبل أن يحاول مرحلة الكفاح مجددا. وبشكل جدي، أيقن الإصلاحيون أن قدرتهم على البقاء على قيد الحياة ترتبط ارتباطا وثيقا بكيفية حصول الجمهورية الإسلامية على دعم القوى الغربية. وهذا يتوقف على مصير المفاوضات النووية. حيث أن وضع حدا للنزاع النووي من شأنه أن يعزز سلطة الإصلاحيين؛ بينما الفشل يمكن أن يدينهم ويعيدهم إلى السجون مرة أخرى. وختمت الصحيفة مقالها قائلة: إذا المحادثات النووية فشلت بسبب مقاومة الكونجرس، فإن الاتهامات ستنهال على الاصلاحيين بتضليل القائد الأعلى حول النوايا الأمريكية، والتي من شأنها أن تعزز فقط يد المتشددين في الدولة.