في بداية هذا الاسبوع اعلن الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، عن دعوة الناخبين للاستفتاء علي الدستور، وقد حدد يومين 14، 15 يناير سنة 2014 موعدا لإجراء الاستفتاء، ومن منطلق هذه الدعوة فإني أتمني من شعب مصر العظيم، أن يكون علي قدر المسئولية، فهو الوقود الذي سيدفع مصرنا العزيزة الي الأمام. قولكم (نعم) للدستور، هي البداية علي الطريق الصعب الذي تسير فيه المركب التي تقلنا جميعا وتلاطمها الأمواج من كل جانب. أنا أعلم أن أغلبكم لم يقرأ الدستور وهناك الكثيرون لا يعنيهم الدستور في شيء ورغم ذلك فإني أدعوكم جميعا من قرأ أو من لم يقرأ أو من لا يعنيه الدستور في الكثير، أن تتوجهوا إلي صناديق الاستفتاء لتقولوا نعم للدستور من أجل مصر ومستقبل شعب مصر. المركب التي تقلنا جميعا تواجهها امواج عاتية والبحر الذي تسير فيه مركبنا مليء بالمخاطر المحدقة. إذا لم نتكاتف ونتحد ونتساند جميعا للحفاظ علي مركبنا حتي تعبر هذه المخاطر، فربما قد تتعرض المركب لمخاطر جسيمة. قولكم نعم للدستور، هو البداية الصحيحة لمركبنا حتي تصل إلي بر الأمان. سبق أن أوضحت في مقالاتي السابقة مدي المخاطر التي تأتي إلينا رياحها وأعاصيرها من الغرب وخاصة من أمريكا وحلفائها، إنهم يريدون إغراق مركبنا بكل الطرق، سواء عن طريق الدسائس والمؤامرات، أم عن طريق استغلال جماعة الإخوان في محاولة منهم لإغراق مصر. القول بنعم للدستور هو طوق النجاة لنا جميعا، إقرار الدستور وما يليه من انتخابات للرئاسة والبرلمان، كل ذلك سيجعل مركبنا تتصدي لكل الرياح والأعاصير الغربية والداخلية. الإخوان بمساندة أمريكا والغرب لم ولن يدخروا جهدا في سبيل محاولاتهم لإغراق مركبنا. لقد سبق للإخوان ان تولوا مقاليد الحكم في البلاد، وكنا آملين أن ينتشلونا من الوحل الذي اغرقتنا فيها العهود السابقة. ومع الاسف الشديد وجدنا أن كل هم الإخوان هو السيطرة علي مقاليد الحكم، والامساك بزمام الأمور فيها، أملا في البقاء في الحكم الي أمد طويل. كل هذا كان بمخطط غربي لتقسيم مصر إلي جنوب وشرق وغرب ووسط، وأن أحلامهم الحالية في العودة مرة أخري للحكم سببها الرئيسي هو دعم الغرب لهم بالمال والعتاد وكل ما يحتاجونه. أقول لجماعة الإخوان، لماذا لا تنظرون إلي حزب النور؟؟ أبناء حزب النور كل ما يطمحون إليه هو تطبيق شرع الله وهذا أمر نقره جميعا ونتمنى حدوثه، فهم مسلمون مثلنا وهم ايضا مصريون مثلنا، اما أنتم فإنكم وأن كنتم مسلمين مثلنا، لكنكم لستم مصريين مثلنا. إن حزب النور حقا اسم علي مسمي، فهو نور لنا ونار علي أعداء وطننا، حزب النور ليس له مطمع ولا مغنم إلا مصلحة مصر وشعب مصر، تحية كبري لحزب النور الذي فضل ان يكون معنا في مركبنا، ولم ينضم إلي الكارهين والحاقدين والمغرضين. عزيزي القارئ، اعرف عدوك الذي يريد إغراق المركب التي نستقلها جميعا. لقد توارت جماعة الإخوان وراء الدين وتستروا من خلفه وأوهموا البسطاء منا بالحلال والحرام والجنة والنار وبالعطايا والهدايا تارة أخري، حتي انخدع الكثير من البسطاء، فظنوا أن الإخوان هم المقربون إلي الله سبحانه وتعالي، وان الخير علي قدومهم والازدهار في حكمهم. لقد فاتهم هؤلاء أن جماعة الإخوان لا تسعي الا للحكم، ولا تعمل إلا لمصلحة الجماعة، ولا تهدف إلا لتنفيذ مخطط الغرب المسموم في منطقتنا بتقسيمها وتقطيع أوصالها. ولا يفوتني بهذه المناسبة أن اشيد بموقف سيادة رئيس الجمهورية في خطابه يوم السبت الماضي حين وجه الدعوة الي جماعة الإخوان من أجل المشاركة في الاستفتاء علي الدستور الجديد. لقد سنحت الفرصة لجماعة الاخوان بالرجوع إلي الحق ونبذ العنف والوثوب إلي مركب المصريين، كي نكون جميعا وحدة واحدة وصفاً واحداً . فقد آن الاوان لهؤلاء المخدوعين أن يصحو من غفوتهم، ويعلموا أننا مصرون علي مواصلة السير في طريق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، رغم ما يواجهنا من أمواج وعواصف. نعود للدستور، وقولة الحق أن الدستور في مجمله جامع شامل لكل شيء. وفي تقديري، إنه من أفضل الدساتير التي وضعت قبل ذلك وأقول لكل متشكك وكل صاحب رأي مخالف، إن النقد ما أسهله، ولكن البناء ما أصعبه، قد يكون هناك أخطاء أو سقطات أو ملاحظات في بعض مواد الدستور، فهذا لا يعني أبداً أن الدستور هو القرآن الكريم. الدساتير كلها يمكن تعديلها أو تغييرها، ولكن المرحلة التي نحن فيها الآن لا تتحمل الخلاف، بل يجب علينا أن نقف جميعا صفا واحدا أمام هذا التحدي الغربي المسموم من تقسيم مصر وتفتيتها. اذهبوا إلي صناديق الانتخاب وقولوا نعم للدستور، الدستور هو بداية سير مركبنا الي الطريق الصحيح ونحن نريد أن نصل جميعا إلي بر الأمان رغم شر الحاقدين ودسائس الكارهين. عاشت مصر، وعاش كل من ساعدها وعاونها للوصول بمركبنا إلي بر الأمان.