أزمة الشباب هى الشقة... وهى أكبر من أزمة الوظيفة... فالشباب قادر على الكسب من مهن... وتجارة... وأعمال كثيرة... أو على الأقل يقدر لو أراد... والدخل يمكن أن يحفظ له حياته... لكنه لا يشترى شقة... ولا حتى يؤجرها... والشقة أكثر ما يقلق الشاب... خريج الجامعة... أو صاحب المؤهل قبل الجامعى... أو حتى من لم يذهب أصلا للمدرسة... فالجميع يحتاج للشقة... والكل يواجه نفس المشكلة... وتتعطل حياته... وتضيع منه السنون... ويتحول الشاب من مريد للزواج... إلى متمنٍّ له... ثم إلى فاقد الأمل فيه... ثم واحد فى صفوف المتحرشين... إلى أن يدخل صف من يتمنى التحرش لكنه لا يقدر عليه. ومنذ قدوم المهندس إبراهيم محلب إلى وزارة الإسكان تبدل الحال... الشقق متاحة فى كل المدن... أقصد فى كل التصريحات... مدن جديدة... ومشروعات ضخمة... وإذا حسبنا الشقق والمشروعات التى تحدث عنها وزير الاسكان.... لوجدناها أكثر من عدد الشباب المحتاج لشقة... ولفتحنا بها الأمل لكل من فاته قطار الزواج فى اللحاق به.. بعد الحصول على تذكرة أكيدة من شباك وزارة الاسكان... وليست على قائمة الانتظار... وأنه ذاهب لا محالة إلى محطة الأسرة... وسيترك كل شاب مكانه سواء كان عانسا... أو فاقد الأمل... أوحتى متحرشا... إلى مصاف الأزواج... وسيتمكن كل واحد من التحرش... لكن بالحلال... ودون أن يخشى مقاومة... أو مطاردة... وسيقل عدد العانسين والعانسات... وستنخفض سن الزواج ... ماهى الشقق كثيرة... والأحاديث متكررة والأعداد أكثر من المحتاجين... أحاديث هنا... وتصريحات هناك... وكلام عن شقق... كلام... كلام... وتصريحات... ومؤتمرات... لكن لاشباب تسلم شققًا... ولا جمعيات حصلت على أراض... ولا تصريحات توقفت... واسألوا عن شاب واحد تسلم شقة... أو تسلم عقد شقة... أو حتى تقدم لحجز شقة... بلاش شقة... خليها حجرة على سطوح مبنى آيل للسقوط... وهذه المبانى كثيرة... ومنتشرة... لكن أصحابها متمسكون بالإقامة فيها... من منطلق إن ضل حيطة أفضل من ضل خيمة... وإن الموت عليهم حق... والتصريحات لا تغنى عن سرير وبطانية بين أربع حيطان. المهندس إبراهيم محلب... يا وزير إسكان مصر... نقدرك منذ أن كنت رئيسا ل«المقاولون العرب».. ونعرف أنك رجل يكره الفشل... ويهوى النجاح... وأنك صاحب جهد لا يفتر... وكتبت عن جهدك أيام سقوط صخرة المقطم... وهو وقت لم يكن أحد يذكر فيه إلا جهد سلاح المهندسين... لكن كثرة التصريحات مع قلة القدرة تصيب الشباب بالملل... وتميت فيهم الأمل... وتحرق أى جهد تبذله أنت... أو من يعاونك... فحنانيك على شباب مصر... ولا تزرع أشجارا فى صحراء لا ماء فيها... أو أرنا عدد الشقق التى أعلنت عنها رأى العين... فالشباب يتوق إلى رؤيتها... بعدها نتحدث عن التسليم.