أنا محتاجة بجد رأيكم، أنا متزوجة من شهرين وكنت بحب جوزي جداً؛ ولكن اتصدمت فيه لما عرفت إنه خدعني باسم الحب، استحملت، وسكنت بإيجار جديد لأنه كان مفهّمني إنها مؤقت؛ لكن للأسف كانت كذبة منه عشان يتجوزني؛ لأن أهلي ما كانوش موافقين على الإيجار الجديد؛ فقد أقنع أهلي بعقد مضروب لشقة تمليك، وصُدمت بعد الجواز بشهر إن ما فيش شقة أساساً وأما سألته عملت كده ليه؟ قال لي عشان بحبك. أنا مش قادرة أسامحه ولا قادرة أعيش معاه لأن مش بقى ليّ مكان أعيش فيه، بعد ما قال لي أنا مش قادر أدفع الإيجار لأن الإيجار عالي بحكم المنطقة بتاعتها... أنا تعبانة أوي ومحتاجة حل. moon أنا معك صديقة بص وطل العزيزة أن ما حدث كان صدمة لمشاعرك في أنك زوجة لرجل صادق لا رجل كاذب.. ولكن هل لا يغفر الحبُّ هذه الكذبة، وتنتظرين لتعرفي تصرّفه تجاه حياته مع حبيبته التي تحايل على الزواج منها بهذه الكذبة التي دفعه أهلك إليها دفعاً، في ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الشباب. يعني صديقتي لو لم يكن أهلك أصروا على عقد التمليك، هل كان سيضطر زوجك لمثل هذه الكذبة؟ وأقل شقة تمليك تبدأ من 150,000 جنيه، وكمان من غير تشطيب؛ يعني 200,000، وانتظري كمان سنة واثنين لغاية الشركات ما تبني بفلوسك وتسلّمك بعد سنتين أو أكثر. أنت صديقتي وأهلك مشتركون في هذه الكذبة؛ بل قد يمكن القول الصحيح هو أنكم دفعتم الرجل إليها دفعاً؛ لأن الله لا يكلّف نفساً إلا وسعها، وأنتم كلفتموه ما لا يقدر عليه... هذا من ناحية. من ناحية ثانية، معقول حبك لزوجك انتهى لمجرد أنه قال لك الحقيقة؟!! يعني من غير زعل، كان حبك للشقة ولا للإنسان اللي بيحبك؟!! أمال فين الصبر على الحلوة والمرة.. ولا ده كلام أغاني فقط؟!! صديقتي من المفترض أن تكوني ستراً وغطاءً على زوجك، ويكفيك أنك ساكنة في قلبه، وبعدين المكان مع الحبيب مش مشكلة؛ فالرجل عصم نفسه من الخطأ والوقوع في المعاصي بالزواج، والزواج الحقيقي شرطه المودة والرحمة كما يقول تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}. فهل تتفكرين -كما تقول الآية- وتصبرين مع من أحبك وتعيشين معه في المكان الذي سيعيش فيه؟؟ أم تجعلينها ثورة غضب يكون نتاجها أنك خسرت الشقة التمليك والشقة من أصله، وخسرت إنساناً يحبك ويحارب من أجلك؟!! يعني -لا قدر الله- تتطلقي وتبقي كما يقول المثل الشعبي "خسرت الجلد والسقط"؛ يعني خرجت من المولد من غير حمّص، واحتمال تكوني حامل.. يعني تعيشي أزمة الطلاق وتنتظري واحد عند شقة تمليك يرضى بالصفقة التجارية التي ستعقدينها معه وهي الحب مقابل الشقة التمليك!!! صديقتي.. اسمحي لي أن أوضّح لك شيئاً أتمنى أن يتعلّمه الآباء والأمهات وكمان البنات المقدِمات على الزواج وهو: أن الشقة التمليك باسم الزوج لا تعني استقرار الحياة الزوجية بين الزوجين؛ فحتى وقت قريب لم يكن لهذا التمليك وجود، وأهلي وأهلك وأهل ناس كثير سعداء في الزواج ومستقرون يعيشون في شقق إيجار... يعني السعادة في الزواج ليس أساسها عقد الشقة تمليك ولا إيجار جديد ولا قديم.. يعني من الآخر لما تفشل الحياة الزوجية بتترك الزوجة السكن اللي اشترطته لأنه ملك زوجها. ونصيحتي يا صديقتي تتلخص في أن تستنتجي من كلامي ما يوافق حالتك وما يرضيك؛ بمعنى: ماذا لو تزوجت من رجل لديه شقة تمليك ويحبك؛ ولكنه غير قادر جسدياً على الزواج؟ وعندي قصة لفتاة تزوّجت طبيباً في فيلا يملكها أهله، فيها لهذا الابن شقة فاخرة وجهاز فاخر.. ما لا عين رأت كما يقولون، وبعد الزفاف سافر بها إلى شهر العسل، وقال لها لا نتعجل حتى نتعود الحياة معاً، ومضى شهر العسل وهو لا يعلن عن مرضه وضعفه، ولما عاد للشقة التمليك بدأ يقول لها: أنت باردة شوفي لنفسك علاجاً، ثم اصطحبها لطبيب فضّ بكارتها... ثم اكتشفت حالته، وقبل أن تنطق وتفضحه كتب لها أبوه شيكاً بمبلغ كبير جداً لتنتظر مع ابنه زوجة عذراء لمدة عام؛ حتى لا يتقوّل الناس عليها أو عليه. وانتظرت الفتاة لتكتشف بعد العام أنهم طلقوها غيابياً، وأبلغوا البوليس عن سرقة الشيك.. وبعد أن أثبتت أنها زوجة ابن الرجل صاحب الشيك، رفعت قضية لتأخذ حقها في المهر والمنقولات لتكتشف ثانية أنهم رفعوا باب الشقة وبنوا مكانه حائطاً مدهوناً بنفس دهان السلم؛ علامة على أنه لم يكن في هذا المكان باب من قبل. صديقتي الحب والثقة والاحترام كل هذه المفردات في زوجك، وصبرك عليه ودفاعك عنه أمام أهلك وغيرهم بأنك حرة تسكنين تمليك ولا غيره؛ سيجعل الله في عونك؛ لأنك كنت في عون زوجك الذي تشهدين أنه يحبك، وبرّر لك ما فعله ليحافظ على هذا الحب. أعطه فرصة، وعيشي معه مكان ما يعيش، واجعلي من نفسك شريكاً حقيقياً في بناء حياتك، وثقي أن الله تبارك وتعالى قادر على أن يرزقكم بالتمليك وبكل ما يتمناه قلبك.. أو افعلي ما شئت والله معك.