لم تعجبني تصريحات نبيل فهمي وزير الخارجية التي تحدث فيها عن العلاقة مع قطر، وصحيح أنه قال إن للصبر حدوداً، لكن كنت أتوقع أن تكون تصريحات الوزير أشد حزماً وحسماً بشأن هذه الدويلة الصغيرة، التي تطاولت علي مصر أكثر من اللازم، ومقارنة بما فعلته تركيا من رعاية الإرهابيين، تكون قطر أشد وأعتي بما فعلته أنقرة.. طرد السفير القطري الآن بات مطلباً شعبياً،وقلت أمس إنه يثلج صدر المصريين أن تتخذ مصر موقفاً مشدداً تجاه التصرفات المشينة التي ترتكبها هذه الدويلة، وأقلها أن يتم طرد السفير القطري، ليس أسوة بما حدث مع السفير التركي، وإنما لأن قطر تجاوزت كل الحدود وتعدت كل التصرفات. الذي يقرأ تصريحات وزير الخارجية يستشعر أن الرجل يتهرب من الخوض في الحديث عن قطر، أو أنه يتحفظ علي كلامه أكثر من اللازم.. وعندما تحدث «فهمي» عن قناة الجزيرة قال إنها أحد الأسباب للخلافات مع الدوحة..وهل هناك أشر مما تفعله قطر من تسخير هذا البوق للتطاول علي الوطن والمصريين، وبث الفتنة وروح الانقسام بين الناس.. ألا يعلم الوزير أن قناة الجزيرة تقتحم كل منزل في مصر، وتوجه الرأي العام وتقلبه ضد الدولة المصرية بإذاعتها الأخبار الكاذبة والترويج للإرهابيين الذين لا يتورعون خجلاً من فعل أي شيء ضد الدولة المصرية. ويبدو أسن وزير الخارجية لا يعرف أن قطر تؤوي الخارجين علي القانون والإرهابيين، وتفتح لهم بوق الجزيرة للحديث بالأكاذيب ونشر الفتنة بين الناس، والضحك علي بسطاء الأمة، إضافة إلي أن الدوحة ترفض تسليم هؤلاء المجرمين إلي مصر وتعتبرهم وقودها لإشعال الفتنة والانقسام، وفي اليوم الذي نشرت فيه «الوفد» اختباء عاصم عبدالماجد القاتل الإرهابي، تحدت الدوحةالقاهرة وخرج علي الجزيرة متحدثاً. ما هي مصلحة مصر مع قطر وهي تخطط ضد الدولة المصرية، وتنفذ أجندة الصهيونية، في ضرورة تقسيم مصر إلي دويلات كما حدث في العراق وسوريا وليبيا والسودان..ألا تعرف الخارجية المصرية، أن قطر تقود مخططاً شيطانياً بالاتفاق مع التنظيم الدولي للإخوان، لتقويض الدولة المصرية ومؤسساتها!.. ألا تعلم الخارجية المصرية أن «الدوحة» تشارك في مؤامرة الإخوان في القيام باغتيالات وهناك قائمة طويلة بالشخصيات المستهدفة من إعلاميين وصحفيين وقضاة وسياسيين ورجال فكر ورأي؟!. لا أستطيع إخفاء الحزن الذي اعتراني بسبب حديث وزير الخارجية عن قطر، فهذه «الدويلة» لا تنفع معها هذه الطرق الدبلوماسية، ولابد أن تشعر أن هناك من يستطيع ردعها، فقد طفح الكيل وزاد من تصرفاتها تجاه مصر.. والذين يخشون من طرد العمالة المصرية في حالة اتخاذ قرار بشأنها غير محقين في تصورهم لسببين الأول أن العمالة المصرية في قطر ليست كثيرة بالدرجة التي تجعلهم يخشون اتخاذ قرار مناسب مع هذه الدويلة.. وثانياً هناك الدولة المصرية التي تتعرض يومياً للأذي، والذين يعملون في قطر عليهم واجب وطني هو عدم تقديم خدماتهم لهذه «الدويلة» فهي لا تستحق من المصريين إلا الردع والردع الشديد..أما الصحفيون والإعلاميون الذين يعملون لديها، فهؤلاء لا يستحقون سوي أن نصفهم بالخونة المرتزقة. مازلت عند الرأي المطالب بطرد السفير القطري بل وقطع العلاقة مع هذه الدويلة، فهي لا تستحق أن تنتسب إلي الأمة العربية.. وعلي وزير الخارجية- هذا الدبلوماسي الفذ- أن يثأر لكرامة مصر.