لحظات عصيبة مليئة بالتوتر عاشتها «الوفد» داخل محطة سكة حديد مصر مع انطلاق أول قطار متجه من القاهرة إلي أسيوط بعد غياب 105 أيام منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. كانت «الوفد» في تمام الساعة الخامسة و40 دقيقة فجر أمس علي رصيف 11 الخاص بركاب الصعيد، الوجوه شاحبة بسبب التوتر والخوف من المجهول الذي قد يفاجئهم في أي لحظة أثناء تواجدهم بالقطار. البعض حاول الانشغال بمطالعة الصحف والبعض الآخر يقرأ القرآن وآخرون يطمئنون أهاليهم بالتليفون المحمول. انطلق القطار رقم 978 المتجه إلي أسيوط في تمام الساعة السادسة و25 دقيقة من رصيف 11 أشهر أرصفة ركاب قطارات الصعيد، وسط حراسات مشددة من رجال الأمن وعلي رأسهم اللواء منير السيد مساعد أول وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات والعميد عمرو العطار نائب مدير شرطة النقل والمواصلات وعدد كبير من قوات الأمن لطمأنة الركاب، في حين لم يتواجد أحد من قيادات هيئة السكة الحديد سواء رئيس الهيئة أو أي من نوابه، وكأنهم لا يعرفون أن أول قطار يتحرك من محطة مصر إلي الصعيد أمس، وفضلوا أن يغيبوا عن المشهد في هذه اللحظات الحاسمة. وقد شهدت أرصفة محطة مصر إجراءات أمنية منذ فجر أمس، حيث تم اقامة بوابات الكترونية، كما تم الاستعانة بأجهزة كشف مفرقعات والكلاب البوليسية. وفتحت محطة مصر أبوابها لركاب الصعيد وزيلت الحواجز الخشبية التي أغلقت الأبواب طوال فترة توقف حركة القطارات. اتجهت «الوفد» إلي البوابة الالكترونية الرئيسية بمدخل محطة مصر حيث كان هناك طابور طويل أمامها من الركاب للكشف عن الحقائب، وقام أفراد الأمن بفحص كافة الحقائب والأمتعة الأخري من كراتين وأجهزة وبعد الانتهاء من الفحص وضع أفراد الأمن ملصقات علي الحقائب مكتوباً عليها محطة القاهرة، مع تحيات شرطة محطة مصر. وتم تشغيل 14 رحلة ذهاب وعودة، وفتح أبواب الحجز بمنافذ بيع التذاكر لطرح المقاعد للركاب. وصرح المهندس حسين زكريا رئيس هيئة السكة الحديد بأنه تم عقد اجتماع خلال الأيام الماضية علي مدار ساعات طويلة مع ممثلي الشرطة والجيش انتهي بالموافقة علي استئناف الحركة مرة أخري وتقرر تشغيل 14 قطارا مكيفا ومميزا علي خطوط الصعيد، كما تم إصدار تعليمات بتشديد الإجراءات الأمنية لمراجعة وتأمين القطارات بأنواعها وتشكيل غرفة عمليات لمتابعة حركة القطارات والسائقين طوال زمن الرحلة علي جميع الخطوط، وتكثيف أعمال المرور علي خطوط السكة الحديد، وتسيير جرار مفرد علي القضبان لتمشيطها قبل قيام القطارات مع الالتزام بمواعيد القيام والعودة. وتقرر تشكيل مجموعات عمل للتواجد علي أرصفة المحطات لتأمين المسافرين والقطارات بالتنسيق مع أجهزة الأمن ومواجهة أي أعمال تخريب أو شغب. وأكد اللواء منير السيد مساعد أول وزير الداخلية ومدير شرطة النقل والمواصلات والعميد عمرو العطار نائب مدير شرطة النقل والمواصلات أن الحالة الأمنية مطمئنة داخل محطات القطارات سواء بحري أو قبلي وأنه تم تزويد فرق من أفراد الأمن السريين داخل القطارت وعلي أرصفة المحطات، وتم تخصيص «جرار استكشافي» يقوم بعمل مسح شامل علي القضبان قبل قيام الرحلة وذلك من خلال أجهزة الكشف عن المفرقعات والتأكد من خلو القضبان من أي أجسام غريبة، وعند وصول القطار الرصيف تقوم مجموعة من قوات الأمن بتأمين القطار والعربات وأفراد شرطة تستعين بكلاب بوليسية حفاظا علي أرواح الركاب.