ماذا يفعل أحدهم في حال خطف مجموعة من البلطجية زوجته من جواره ولم يستطع أن ينبث ببنت شفة لأن حياته وحياة أبنائه كانت معرضة للخطر.. ماذا تقول أم خطفوا ابنتها في وضح النهار أمام الجميع ليغتصبها عشرة ذئاب بشرية قبل أن تصل إليها أول نجدة أمنية لتأخذها من بين أيديهم وتقبض عليهم .. على من تنقم إذا سرق أحدهم سيارتك أو حقيبتك أو راتبك وأمامك شهر بطوله لا تعرف كيف ستأكل فيه وتشرب... كثير من الآباء والأمهات والأزواج والزوجات حاليا وبعد ثورة 25 يناير المصرية أصبحوا ينقمون على الثورة وعلى من قاموا بها، ليس لسبب إلا لتعرضهم لحوادث متفرقة يحيلون السبب فيها للثورة وما تسببت فيه من غياب الأمن وخروج للمجرمين من جحورهم. بين أصحاب هذا الرأي وبين من يقولون أن كل تلك الحوادث كانت موجودة من قبل ولكن الإعلام هو من يركز عليها حاليا ويعطيها الضوء اللازم لتشويه الثورة، نستعرض رأي بعض من خبراء النفس والاجتماع موضحين كيف يمكن للمواطن العادي تجنب الوقوع في مثل هذه الحوادث السيئة. حدث قبل الثورة تستنكر د.نعمت عوض الله ،الخبيرة الاجتماعية، زيادة الجرائم متسائلة: من قال إن حالات الاغتصاب زادت بعد الثورة؟ هل لدى أي منا إحصاءات أو أرقام ؟ بالطبع لا .. وأستطيع التأكيد أن النسبة كما هي بل ربما أقل، ولكن تسريب الأخبار والحكايات من باب التشفى والانتقام وإثارة الذعر هي التى ضخمت الموضوع كي يقول البعض : "شفتوا الثورة عملت ايه؟؟ طيب خللى الثورة تنفعكم". وكأننا كنا نعيش فى جنة رضوان وتبطرنا عليها. الفكرة كلها تنحصر في زيادة عدد الحالات التى أصبحنا "نسمع" عنها مقارنة بما كنا نسمع عنه من قبل، لأن الموضوع كان عاديا ومعتادا عليه من قبل الإعلام. وتستطرد: من ناحية أخرى.. هل كان الأمن قبل الثورة يهتم بأي مشكلة غير ما يتعلق بالحكومة؟ هل سمعنا أبدا عن شخص تمت سرقة منزله وعادت المسروقات؟ هل هناك سيارة مسروقة عادت؟ أما عن كيفية تجنب مثل تلك الحوادث تقول د.نعمت: عموما وفى كل زمان ومكان وليس الآن فقط، فإنه يجب حماية البنات، فلا تخرج بدون سبب - من باب حسن الخلق وليس من باب السجن التعسفى - ولا تظل فى الشارع إلى وقت متأخر، ولا تذهب إلى أماكن غير معروفة ولا مع أشخاص غير معروفين، أما مسألة اختطاف فتاة من ميكروباص مثلا فقد كان يحدث قبل الثورة وسيظل يحدث بعدها. أما د.داليا الشيمي فلها رأي آخر حيث تقول أن الشخص الذي خطفت زوجته من بين يديه وتم الاعتداء عليها له الحق في أن ينقم على الثورة، فإذا كان شخصا بسيطا ولا يفهم شيئا سوى لغة مصلحته الشخصية وأمنه الشخصي فله كل الحق أن يقلق على حياته وعلى أسرته، ويلعن من قاموا بهذه الثورة التي جاءت له بالبلطجية لعقر داره فتسرق زوجته وابنته وسيارته. وتؤكد الشيمي أنه لابد من الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة في كل بيت حتى نتخطى أزمة غياب الأمن الحالية، وحتى لا نضطر إلى لعن الثورة في حال تعرض كل منا لحادثة بسيطة. حاميها حراميها د.عمرو أبو خليل بدوره يلفت نظرنا إلى جزئية يقول: إنها هامة جدا وهي ضرورة ممارسة حياتنا بشكل طبيعي لأننا في أمان أكثر مما كنا عليه قبل الثورة، ويصف ما يحدث من ترويع للمواطنين بالدور القذر الذي تمارسه وسائل الإعلام التي تسلط الضوء على كل حادثة اغتصاب أو تحرش أو سرقة تتم في المجتمع، ويطالب المواطنين بالحذر من التأثر بتلك الأخبار مؤكدا أن الحوادث كانت موجودة قبل الثورة بشكل أكبر من الآن ولكن لم يكن هناك تركيز عليها وجميعنا يعرف ذلك. ويدعم ابو خليل وجهة نظره فيذكر إحدى الوقائع التي تم فيها اختطاف إحدى الفتيات وعندما ذهب أهلها لقسم الشرطة قال الضابط المسئول: إن هذا عاشر بلاغ اختطاف في هذه الليلة. ويعلق على ذلك : كل ما في الأمر أننا لم نسمع عن ذلك وقتها أما الآن فإن المانشيتات الرئيسية تستخدم لحوادث سرقة الشنط التي كانت تتم قبل ذلك في حماية المخبرين وبعلمهم. ولذلك يجب على الناس أن تتحرك وتمارس حياتها بشكل طبيعي بلا خوف لأننا نعيش وسط 85 مليون نسمة ليسوا كلهم ملائكة، ولابد من وقوع بعض الحوادث نتيجة زحام الحياة الموجود. ويؤكد د.عمرو على أن الشعب المصري شعب متحضر ومتطور بدليل ان الناس جالسة في بيوتها ولم يدخل الفقراء ليقتحموا المنازل ويأخذوا ما فيها مثلما حدث في كثير من الدول، فالشعب المصري شعب منضبط ومتمدن منقاد للنظام وللحكومة الجديدة وهناك رغبة في الاستقرار بدليل أننا لم ولن نتحول للعراق أو الصومال. ويناشد أبو خليل الإعلام قائلا: أن "حيله" مكشوفة للجميع لأنه يركز ارهابه للمجتمع في ثلاثة مستويات يدور ويلف حولها وهي الفتنة الطائفية والمشكلة الاقتصادية والغياب الأمني. وينصح بضرورة التحرك في مجموعات إذا كنا متجهين إلى أماكن نائية أو مقطوعة، وضرورة اختيار وسيلة المواصلات المناسبة التي لا تعرضنا إلى حادثة مشينة. وكذلك ضرورة حمل بعض من أدوات الحماية الشخصية وهي موجودة الآن في مصر مثل الأداة الصاعقة ورشاش الفلفل.