«أقربكم مني مكانة يوم القيامة أحسنكم أخلاقا بين الناس».. و«.. خالق الناس بخلق حسن» و.. «ليس المؤمن بطعَّان ولا لعَّان ولا فاحش ولا بذيء».. و«ارحموا تُرحموا واغفروا يغفر لكم».. و«ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب».. و«ليس شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن وان الله يكره الفحش والتفحش».. و«من لا يرحم الناس لا يرحمه الله».. .. و«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». أحاديث شريفة لأكرم خلق الله سيدنا محمد الرسول الامي عليه افضل الصلاة والسلام، منسوبة لرواة متعددين لم اذكرهم حتى لا يبتعد المعنى عن ذهن القارئ المتعجل، استرجعتها وغيرها، وأنا اطالع ما وصلنا اليه في مصر من انتشار لسلوكيات لم نكن نعرفها قبل بضع عشرات من السنين، مجاهرة بالآثام،.. تطاول على من هم اكبر سناً، غياب الاحترام في التعامل اليومي، الكذب على الناس، التفاخر بالمعاصي، غياب القدوة، افتقاد الصدق في التعامل، انتفاء قيمة «الحياء»، تراجع الوفاء بالعهود، استخدام ألفاظ «مقذعة» على الملأ في الأماكن العامة، وأمام الأطفال والسيدات، بل وأمام عدسات الفضائيات التي تدخل البيوت، الغش في التعامل من دون خجل أو إحساس بالذنب. وحتى لا أطيل عليكم.. أظن أن هناك خللاً في منظومة (الأخلاق) في مجتمعنا، تراكم – ونما – وتجذر حتى تحول إلى ظاهرة في غياب منهج واضح لتعليم وغرس (الأخلاق) في نفوس وعقول أطفالنا مع سنوات تعليمهم الأولى. و(الأخلاق) موجودة في كل الأديان السماوية، وحتى تلك التعاليم المنسوبة للبشر، وأعتقد أنها أهم عامل مؤثر في تجانس أي مجتمع ونجاحه وتفاعله، لذلك نجد المجتمعات التي تطبق «أخلاق الإسلام» تنجح حتى من دون أن تكون نسبة المسلمين فيها هي الطاغية. وما أحوجنا اليوم إلى تدريس مادة «السلوك والأخلاق» في مدارسنا، ليتحول «الخُلق الحميد» إلى عنصر رئيسي في تكوين شخصية أبنائنا، عندها ستختفي أكثر الأمراض الاجتماعية التي تنتشر في مجتمعنا اليوم، ويعرف المصريون أن منظومة القيم والأخلاقيات واحدة، فيزيد تماسك المجتمع، ويتجانس أفراده. .. والعجيب انه كانت لدينا مادة تسمى «التربية الأخلاقية» إبان عهد وزير التربية د.حسين كامل بهاء الدين، وكانت تدرس من الصف الاول الى السادس، لكن يبدو ان «أولي الأمر» لم يجدوا سببا لاستمرارها فألغوها من دون إبداء أسباب ومن دون ان يسائلهم احد. هذه المادة شارك في وضع منهجها نخبة من علماء الازهر الشريف، ومجموعة مختارة من القساوسة، وخبراء في المناهج الدراسية وعلماء اجتماع. لا أعلم لماذا ألغيت.. لكنني أعلم اننا في أمسّ الحاجة لعودة تدريس «الأخلاق» وجعلها مادة أساسية للنجاح.. لعل وعسى!! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66