1 • لا أعرف لماذا ينسى الأستاذ الكبير فهمى هويدى، بعض الحقائق عندما يكتب! هويدى يطرح نفسه باعتباره كاتبًا غير أيديولوجى، وقد صدقناه فى الماضى، لأننا كنا نريد تصديقه، خلال عصر مبارك، فالهدف كان واحدًا، هو إسقاط الاستبداد، وكنا نسعى لأن نستكتبه، فى كل الصحف المدنية، والليبرالية، نكاية فى الديكتاتور. ولكن بعد وصول الإخوان إلى السلطة، أصبحت أيديولوجية فهمى هويدى تسيطر عليه، بغض النظر عن مشاعر خصوم الإخوان، من المواطنين العاديين، وليس من السياسين، فهو لا يقدر أن الإخوان قتلوا الناس، وسحلوهم عند الاتحادية، ولم يقدر أن زميله الصحفى الحسينى أبو ضيف، ذبحته أيدٍ إخوانية، ولا يقدر أن عمليات الاغتيال القذرة التى تم توجيهها لجنود بسطاء، كانت بأيدٍ إخوانية!! والأستاذ هويدى لايتوقف أبدًا أمام مشاعر أهالى شهداء الجيش والشرطة، الذين يلقون ربهم كل يوم، هناك فى الصحراء، بأيدى الجماعة، وميليشياتها!! • الأستاذ هويدى قال فى مقاله بجريدة «الشروق» أمس الأول الاثنين معلقًا على الحلقة الأخيرة من برنامج «البرنامج» لباسم يوسف،كلامًا أعتبره يصب فى صالح الجماعة،وهذه الطريقة فى التحليل هى التى جعلت البعض،أنا شخصيًا لست منهم،يشير إلى أن برنامج باسم يوسف سوف يصب لمصلحة الجماعة. الأستاذ هويدى قال: «حين تابعت الحلقة الأخيرة من برنامج الدكتور باسم يوسف التى أذيعت مساء الجمعة الماضى 25/10 لاحظت أنه تحدث بحذر ورفق شديدين عن الجيش والفريق السيسى، حتى قلت إنه بالمقارنة بحلقاته التى كان يخصصها بالكامل للسخرية من الرئيس مرسى والإخوان فإن ما صدر عنه فى حلقته الأخيرة كان أقرب إلى الغزل والملاطفة. لكننى فوجئت بردود الأفعال الغاضبة عليه فى بعض الأوساط المصرية. فبعد ساعات قليلة من بث الحلقة ذكر أحد الضباط المتقاعدين الذى يقدم بحسبانه خبيرا استراتيجيا وثيق الصلة بالأجهزة الأمنية أن الحلقة أثارت الاستياء فى أوساط القوات المسلحة». • طبعًا أتفق مع الأستاذ هويدى، فى أن الهجوم على باسم يوسف غير صحيح،ولكن هل لاحظت أن الأستاذ يضع محمد مرسى «الرئيس المعزول الفاشل» فى كفة ويضع الفريق السيسى، والجيش المصرى، فى كفة أخرى؟! هل أصبح مرسى وجماعته لهما نفس قدر الجيش عند الأستاذ المفكر الكبير. وهل نعتبر ما قاله عن الملاطفة، إيحاء بأن ما قاله باسم يوسف لايكفى، وهل نعتبره دعوة لمزيد من الانتقاد للجيش؟! هذه نقطة الخلاف بيننا وبين كُتاب الإخوان، ومن بينهم الأستاذ هويدى، فالجيش عندنا، ليس مجالًا للمقارنة مع أحزاب ولاجماعات، وليس مجالًا للعبث السياسى،ولكنه مصدر حماية، لايحتمل مغامرات الجماعة، ويؤسفنى أن أقول إن كلمات الأستاذ هويدى فى هذه المقارنة، لم تختلف كثيرًا فى الطرح عن الحركة «صغيرة القيمة» التى قام بأدائها لاعب «الكونغ فو» المصرى محمد يوسف فى بطولة العالم!! 2 • بالمناسبة،لم يعجبنى الكلام الذى قاله جمال الجمال،رئيس البعثة المصرية، المشاركة فى بطولة العالم ل«الكونغ فو» فى روسيا. الرجل قال كلامًا لايدل على استيائه مما فعله لاعب المنتخب الوطنى، محمد يوسف،عندما ارتدى «تى شيرت» يحمل علامة رابعة،أثناء وقوفه على منصة التتويج،عقب حصوله على الميدالية الذهبية!! يبدو أن الرجل لم يستأ كثيرًا من تصرف اللاعب، الذى أعلن إخوانيته السياسية،فوق منصة التتويج، دون أى اعتبار لمشاعر المصريين الذين يرفضون الإخوان. لقد قال الجمال لوائل الإبراشى فى برنامجه «العاشرة مساء» فى الحلقة المذاعة أول أمس معلومات غير حقيقية، يسمونها فى اللغة العربية، كلامًا كاذبًا، وادعى أن اللاعب لم يظهر بال «تى شيرت» فوق منصة التتويج،ولكنه قام بالتقاط صورة تذكارية، بعد خروج الجميع من صالة البطولة!!. ولكن الإبراشى فاجأه بصورة للاعب وهو يرتدى إشارة رابعة واضحة فى صورة التقطت فوق المنصة، مع اللاعبين أصحاب المركزين الثانى والثالث، بل وبصحبة أعضاء من اللجنة المنظمة للبطولة!! إذن الإخوان يريدون استعمال كل الأدوات لتشويه ثورة30 يونية، يريدون الترويج لرابعة باعتبارها، رمزًا للحرية وليس الإرهاب، رمزًا للإنسانية وليس القتل المتعمد للأبرياء المخالفين للإخوان فى الرأى، رمزًا للديمقراطية وليس الفشل الذى سقطوا فيه خلال عام كامل، رمزًا للشرعية وليس للتهديد والترويع وسحل الناس بدءًا من الاتحادية وحتى رابعة رمز الإرهاب!! • هذه الواقعة ليست سهلة،تستحق التدخل من طاهر أبو زيد وزير الرياضة، فهى تؤكد أن الحرب أصبحت فى كل مكان،وبأى طريقة، فى أى مجال! هذه الواقعة هى رد واضح على من يتحدثون عن مصالحة مع الإرهاب،الذى يرتدى ثوب الملائكة أحيانًا،ويرتدى ملابس الرياضة أحيانًا أخرى! فما فعله يوسف دليل دامغ على إخوانيته، وهذا حقه، ولكنه دليل أيضًا على أن الجماعة أصدرت التعليمات لاعضائها، باستغلال كل مجالات الحركة، لتشويه الدولة المصرية، وواضح أن الرياضة ستكون المجال الأهم، والدليل أن صور يوسف تم تسريبها بعدها بلحظات لتظهر على كل الشاشات، لتنفيذ خطة ممنهجة، للترويج للشارة، وتشويه الثورة،والادعاء بأنها ليست ثورة، بل انقلاب!!