فؤاد باشا سراج الدين مدرسة وفدية خالصة تعلمنا فيها كل ما هو منتم للقيم والأخلاق والرجولة والشهامة والنبل والكرم والحيطة والحذر والصدق والأمانة والجسارة.. سمات مميزة عديدة لدي هذه الشخصية، زعيم بحق.. الكبير عنده صغير والصغير عنده كبير، لا يفرق بين عامل ومهندس ولا بين فلاح ووزير، يعشق تراب مصر، لذلك أعطاها كل ما يملك من صحته وعافيته وماله وفكره ووقته، كان وزيرا للمالية فأنصف مصر وأدان انجلترا بمائة مليون جنيه استرليني وسلم قادة 23 يوليو 1952 رصيد الذهب الموجود بخزانة الدولة وكان وزيرا للتضامن الاجتماعي فأنصف الغلابة من المصريين وأمنهم علي حياتهم من خلال القوانين التي وضعها ونفذها، وكان وزيرا للداخلية فلم يظلم أحدا قط وكان وراء مناسبة وطنية ألا وهي «عيد الشرطة» الذي كان ومازلنا نحتفي به في 25 يناير من كل عام والذي كان فألا طيبا علي المصريين فقامت فيه الثورة التي أطاحت بالنظام الفاسد، كان فؤاد باشا سراج الدين رحمة الله عليه ودعواتنا له بدخول جنات النعيم يدفع من ماله الخاص وهو وزير للداخلية للفدائيين المصريين لشراء السلاح ويدلهم علي بائعي السلاح بالصعيد ويحذرهم حين العودة بضرورة الحضور بالمراكب حتي لا يتم القبض عليهم وأخرج لهم السلاح من مخازن الشرطة،وسلمها لهم لضرب الإنجليز وهو وزير مسئول! كان فؤاد سراج الدين زعيما بحق ومواطنا مصريا شريفا بحق لا يحيد عن الحق أبدا ولا يجامل في باطل ولا يسمح في مجلسه بالهجوم علي أحد أو انتقاد أحد في غيبته، كان يحتفي بقيادات الوفد العطاءة المنتمية الصادقة التي لا تبحث عن شيء سوي رفع راية الوفد خفاقة في سماء مصر - تاريخ مشرف لزعيم شريف يحترمه خصومه قبل أحبائه، هذا ما دفعني لإصدار كتاب عنه يحمل عنوانه: «زعيم في حجم دولة». وقد تضمن كتاب «زعيم في حجم دولة» فصولاً عديدة -كان أهمها ما دار حول قضية شباب الوفد أو قضايا الشباب، وكانت البداية عند عودتي من مدينة إسطنبول التركية سنة 1984 والتي وافقت عودة الوفد إلي الساحة السياسية في مصر بقيادة الزعيم فؤاد سراج الدين فأحدث هياجاً سياسياً وحرك المياه الراكدة وأنعش الأحاسيس السياسية لدي كل من كان قد ابتعد عن مجال العمل السياسي - ذهبت فور عودتي من السفر إلي مقر الوفد بالمنيرة في القاهرة وجدت حراكاً غير عادى (ناس داخلة وناس خارجة) شاهدت حيوية فؤاد باشا يحيطه شخصيات كنا نسمع عنها مثله تماماً لم نشاهدها من قبل - د. وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد والذي كان وراء الأحكام التي أعادت لنا طابا- إبراهيم باشا فرج سكرتير عام حزب الوفد الذي كان عندما يتم القبض علي فؤاد باشا يذهب إلي المعتقل مطالباً بالإفراج عنه أو الدخول معه في محبسه - طلعت رسلان زعيم الفدائيين في منطقة القناة الذي أزعج الإنجليز وصاحب الموقعة الشهيرة مع زكي بدر وزير الداخلية، في مجلس الشعب - كرم زيدان صاحب سوق روض الفرج - زعيم المعارضة ممتاز نصار الذي هز أركان البرلمان وكان أسطورة الحياة النيابية - الدكتور عبدالحميد حشيش أستاذ القانون الشهير والدكتور محمود السقا أستاذ فلسفة القانون، والمرحوم الدكتور عاطف البنا والأستاذ علي سلامة السياسي الغضنفر ومجدي سراج الدين السياسي المحنك ووهيب برسوم ابن مدينة السويس المناضلة وسعد فخري عبدالنور زعيم الصعيد وابن المجاهد فخري بك عبدالنور وكثير من الشخصيات ذات التاريخ الناصع البياض. سكرتير عام الوفد بالقليوبية