مثلكم اشتاق منذ زمن لفرحة، فرحة تهزنى من الاعماق تزلزلنى تعيد تكوينى.. تشكلنى كالصلصال من جديد، كما هزتنى وزلزلتنى مثلكم حوادث الأشهر الفائتة بكدرها والوانها الداكنة ما بين الأسود والأحمر القانى، أشتاق لضحكة صافية تجلجل من الأعماق بلا صنعة لتبدد صدى الاحزان وصوت النحيب الذى عشش فى أنفسنا، أريد مثلكم أن أنفض الأيام الكئيبة التى كانت والتى لا تزال تلوح فى الأفق لتهدد بقايانا، وها هو العيد يأتى، وللعيد فرحة أهداها إلينا الله هبة ونعمة لا تسرقوها، لا تبددوها يا ابناء بلدى.. لا تبددوها يا إخوان بنذر الشر والانتقام، العيد تصالح ولمة ووئام، فانبذوا الفرقة والخصام، عيدُ المسلم بإخوانه وبعمق انتمائه لهذه الأمة ولهذا الدين، الأشخاص زائلون والوطن باق والدين لله وحده. عيد الأضحى عيد الوفاء والتضحية والطاعة لله وحده، دعونا جميعا نتوجه خالصين لوجه الله وحده بالتوبة الخالصة من كل خطايانا وأخطائنا فى حق الاخرين وحق الوطن وحتى حق أنفسنا، دعونا ننظر معا الى المستقبل، نتعاون من أجل بنائه، من أجل تصويب ما مضى، لأجلنا، لأجل أولادنا، لأجل أجيال لم تترب على الكراهية والثأر، أجيال لم تترب على اعتياد القتل ومشهد الدم، لأجل أجيال تنشأ سليمة النفس والعقل والبدن، أجيال تبنى ولا تهدم، تسير للأمام ولا تتراجع للوراء او تسقط فى حفر الانتقام السوداء، الكراهية تقضى على صاحبها قبل أن تضر الآخرين، اتركوا من أخطأ ليأخذ عقابه بالقانون، وانقذوا من ينوى الخطأ أو فى طريقه إليه، من يقتل جندياً من جند بلاده ليس بطلا ولا مجاهدا، فقد انتهى زمن الجهاد، ومن يفجر نفسه أو يفخخ سيارة لتنفجر فى أبناء بلده أو تروعهم او تدمر ممتلكاتهم ليس شهيدا، بل هو فى النار. يامن تدعون ان الدين لكم وحدكم، والاسلام صحيح بكم وحدكم، وتشعلون الانفس غضبا لأجل رجل ازاحه الشعب رفضا عن الحكم، مرسى ليس ربكم لتفجروا من اجله البشر والمبانى، مرسى ليس رجلكم الأوحد، فمصر مليئة بالرجال الأقدر على الحكم، مرسى حاكم اخطأ فى حق شعبه، فلفظه الشعب بارادته، وإن كان الجيش شارك بدور فى تنفيذ ارادة الشعب، فهذا أحد أدواره، حماية الشعب من أعدائه، من طغاته، فافيقوا، يامن تصطفون جموعا في سبْحٍ الليل الطويل لتملأوه تسبيحاً وقرآنا، يا من ترتج دعواتكم فى الحناجر، وترقرق دموعكم فى المحاجر، افيقوا، واجعلوا عبادتكم خالصة لله وحده لا لأجل حاكم أو سلطان، اجعلوا عطاءكم لأجل الوطن وحده لا لأجل تنظيم، ليس من مصلحتكم أو مصلحة مصر ارضا وشعباً ان تعودوا للخنادق لتتآمروا من اجل اثارة الرعب الخفى كخفافيش الظلام، أفيقوا واجيبوا عن هذا السؤال.. وماذا بعد. ما هى النهاية؟ هل ستواصلون مخطط العنف وإثارة القلاقل وزعزعة الأمن فى سيناء وغير سيناء، وماذا بعد، من الخاسر، لو كنتم تحسبونها بمبدأ المكسب والخسارة، انتم الخاسرون، لأنكم تتحدون شعبا فى اغلبه وتتحدون دولة، ولن تنتصروا ولن تنفعكم قوى العالم لتحاربوا شعبا بأكمله إلا قليلا وتحاربوا وطنكم ، الارهابيون والمسلحون منكم يتساقطون بين قتلى ومعتقلين، والرفض الشعبى بات يحاصركم فى كل مكان، وتمويلاتكم بدأت تنضب منابعها، الرؤوس الكبرى التى كانت تغذى فيكم العنف والتمرد اجتثت وطأطأت الجبين خلف القضبان معلنة عن ندمها وطالبة العفو، فهل ستواصلون الحرب ضد إرادة شعب من أجل رجل او جماعة، أفيقوا. انتبهوا، بماذا تغذون عقول اطفالكم فى المدارس، على كراهية الجيش والشرطة، فماذا بقى لكم من حمى وأمن، بماذا تدفعون شبابكم فى الميادين، بالقنابل والعبوات الناسفة لتضحوا بأرواحهم من أجل منصب وسلطة، ليتكم تفعلون هذا من أجل مبدأ حقيقى أو من أجل دين، وكما تعلمون الدين الاسلامى لم ينتشر بالعنف ولا بحد السيف ان كنتم تعتقدون أنكم ستنشرون الاسلام بهيمنة الإخوان، أنكم تدمرون مستقبل ابنائكم، تحاولون تدمير جيل بأكمله، ولن يسمح لكم عقلاء هذا الوطن. للعيد فرحة، حذار ان تغتالوها.. حذار ان تلونوها بلون الدم، حذار أن تنتهكوا حرمة الايام، من الشجاعة ان نتوقف أمام أخطائنا لنراجعها، كفاكم ما قتلتم من فرحة، كفاكم ما البستمونا ولبستم من سواد، ما عدنا نحتمل المزيد، فقد تدرعنا سنين بالغم وقد توجت بغمكم، قبلناكم عاما أملا، فلا أشبعتم لنا جوعا، ولا أغثتم لنا لهفة، بل زدتم على همومنا الف هم، فكفانا منكم وكفاكم نقمة علينا ورغبة فى الانتقام لاننا رفضناكم.. بالله عليكم.. الا تشتاقون كباقى الشعب الى فرحة، إلى أمن، إلى سلام، إلى وطن به صحوة البناء والعمل.. إلى أمل يدفع إلى عمل، وفأل ينتج إنجازاً، المدفون في هموم يومه، لا يرجو خيراً ولا يأتي بخير، هل يعقل ان ينجح الغرب اللامسلم فى بناء اوطانه والعيش فى رغد ورفاهية، فيما لا نملك نحن قوت يومنا ولا قمحنا ولا حتى ما ندير به مصانعنا، افيقوا.. افيقوا يرحمكم الله وارحمونا من لوثة مرسى فما ذهب بارادة الله والشعب لا يعود.. وكل عام وكل مصر بألف خير.