المرابطون في ميداني رابعة والنهضة أشقاء واخوة لنا من نسيج هذا الوطن تربطنا بهم علاقة الدم فلكل منا قريب أو صديق من بينهم وما يصيبهم يؤلمنا وما يفرحهم يسعدنا ونحن حريصون عليهم حرصنا علي أنفسنا ووحدة وطننا.. لكن نستحلفكم بالله الذي تضعونه أمام أعينكم أن تراجعوا أنفسكم قليلاً وتعودوا علي عقولكم وتتخلوا عن عقول المستفيدين والرابحين والخائفين بعد أن تلوثت أيديهم بدماء أبناء الوطن.. أقول لهم تعالوا نتحدث بموضوعية وحيادية وبدون تعصب أو تحزب أو انتماءات عن الوضع الحالي وأقول لكم عن أي شيء تدافعون وبماذا تطالبون أليست قوة ونهضة مصر ومستقبلها هو مستقبلكم ومستقبل أولادكم واستقرارها مصلحتكم.. وهل تحقق خلال العام الماضي نجاحات أو انجازات أو استقرار أو تنمية أو تطهير للمؤسسات أو شفافية أو تدفق استثمارات تجعلنا ندافع عنها ونقاتل لاستمرارها خاصة وأنه كان عام الأزمات للمصريين أم أن الأمر هو مجرد تعصب وعصبية وفرض رأي والتمسك به؟ أنتم تهددون بإشعال مصر إن لم يتحقق مطلبكم بعودة الرئيس المعزول أو ما يسمي بالشرعية وقد كان هذا مطلب عامة الشعب عندما اختاروه رئيساً للجمهورية بدون تعصب وهم يدركون أنه إخواني ينتمي لتيار إسلامي لأننا جميعاً نريد العزة للإسلام.. وبإرادة وطنية خالصة جاءت به من السجن إلي رئاسة مصر وكانت من قبل قد جاءت بغالبية مجلسي الشعب والشوري من التيار الديني ولم يعترض أحد حتي أن منافسه الآخر بعث إليه برسالة تهنئة بفوزه متمنياً له النجاح وهذه هي الديمقراطية التي كنا نأمل أن تكون في مصر ونربي الأجيال عليها. إلا أن الشعب عاش عشرات الأزمات ولم يشاهد أي بوادر للأمل فخرج يقول للرئيس المنتخب كفاك ونريد أن نري قائدا غيرك.. فهل هذه هي حرب علي الإسلام أو كراهية في الدين أو علمانية أو كفرنة.. العكس تماماً لأن تحول مصر إلي مأوي للإرهاب والجماعات المتطرفة وإفلاسها وتخريب اقتصادها وانتشار البطالة والفقر هي التي تحارب الإسلام وتضر به ومن منا يسعده أن يشاهد إرهابيي حماس يستحلون حرمة وقداسة أرض سيناء التي تجلي الرحمن عليها ليروعوا ويقتلوا أهالينا وجنودنا ويحولوا أسلحتهم التي هربناها لهم ليحرروا أرضهم لصدورنا بدلاً من الجنود الإسرائيليين ويتخلوا عن الجهاد لتحرير القدس ليتوطنوا في سيناء التي تحمل كل ذرة رمل فيها نقطة دم لشهيد مصري فقد حياته علي مدار التاريخ لحماية الإسلام والدفاع عن هؤلاء الذين يقتلوننا الآن. أريد من المنصفين أن يتفكروا كما أمرهم الإسلام وأن يضعوا مستقبل مصر أولاً ويتأكدوا أن أي رئيس قادم لن ينجح سريعاً في إعادة مصر إلي الطريق وتحقيق مطالب الناس والانطلاق بها إلي التقدم سيكون مصيره مصير الرئيس المعزول وسيخرج عليه الشعب كله ليقول له ارحل وسيكون الجيش المصري مهما كانت قيادته في سند الشعب والأمر ليس تعصباً أو شرعية أو صندوق انتخاب.. لكنه مستقبل وطن وهذا المستقبل لابد أن يكون قائده رجلا حكيما يدرك فنون القيادة ويعيد وحدة الشعب ويجمع كل طوائفه ويحقق العدالة ويعيد حق الشهداء الذين سقطوا في كل مكان ويحاكم ويحاسب كل من أجرم في حق هذا الوطن.. لكن المنتفعين يحولون الأمر لحرب بين الكفر والإيمان ليقودوا البسطاء للقتل والمصير المجهول وهم يتلاعبون بالمشاعر فيزفون إلي أسرهم خبر تيتم أولادهم وترمل زوجاتهم وهم في حقيقة الأمر لا يدافعون إلا عن أنفسهم ويخافون من المحاسبة مما كسبت أيديهم ولا يهمهم من يموت. يا من تتخيلون أنكم تدافعون عن الإسلام أو تتخيلون أنكم في جهاد ونصرة.. كم شابا ألحد وكره الإسلام في مصر خلال العام الماضي وكم بيت دعارة فتح في بلد كان لا يمكن أن يسمح بالحديث عن ذلك أبداً بسبب الفقر وكم غنيا فقد ماله وكم أسرة دفعت بأولادها للعمل أو التسول لتوفير لقمة العيش بعد ثورة كان هدفها العدالة والحرية والعمل وكم من أرض بارت لعدم وجود السولار وكم من رفاهية ضاعت لارتفاع الأسعار وكم من شركة أفلست أو تفلس وكم من مليارات هربت.. فهل بعد ذلك مبرر؟!