في إطار احتفالاتها باليوم العالمي للمعاقين، كشفت منظمة الصحة العالمية أن شخصا من كل عشرة أشخاص في العالم يواجه الإعاقة؛ أي أن عدد الأشخاص المعاقين في العالم قد بلغ 600 مليون معاق، يتعايشون مع أنواع مختلفة من حالات العجز الناجمة عن الأمراض المزمنة والإصابات والعنف والأمراض المعدية وسوء التغذية وغير ذلك من الأسباب الوثيقة الصلة بالفقر. وقالت المنظمة في موقعها على الإنترنت إن هذا العدد في ارتفاع، حيث يعيش 80% من مجمل العدد المذكور في البلدان ذات الدخل النامية، ومعظمهم فقراء يستفيدون بشكل محدود من الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات التأهيل، أو لا يستفيدون منها على الإطلاق. وما زال الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون حواجز تحول دون مشاركتهم في مجتمعاتهم وغالبا ما يضطرون إلى العيش على الهوامش ويواجهون بالوصم والتمييز، ويُمنعون عادة من الحقوق الأساسية، مثل الغذاء والتعليم والعمل ومن الحصول على الخدمات الصحية والإنجابية. ويُكره الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة على العيش في مؤسسات الرعاية الاجتماعية، في خرق مباشر للحق في حرية التنقل والحق في العيش في مجتمعاتهم. وربما لا يفطن عامة الناس وراسمو السياسات في غالب الأحيان، إلى ضخامة عدد المتعايشين مع الإعاقات والعاهات في شتى ربوع العالم، والتحديات التي تواجهها تلك الفئة، فالولد المعاق يكون سبباً لحياة مضطربة داخل الأسرة، لذا يتحتم عليها التعامل مع هذا الواقع بكل شجاعة . يقول د. صلاح الدين فرح أخصائي التربية الخاصة وإعادة التأهيل إن أسرة المعاق تمر بمراحل أساسية، تبدأ بمرحلة الصدمة في بداية الأمر، أي خلال اكتشاف الإعاقة، أو خلال حدوثها، ثم تليها مرحلة الإنكار والغضب وغيرها من ردود الأفعال الطبيعية والمتوقعة، والتي تحدث بالتدريج، ومع الوقت تصل الأسرة إلى مرحلة التكيف، يرافقه في هذه المرحلة الدعم المجتمعي والمؤسسي الموجود من قبل الإعلام، حيث يحرص الكثير من الآباء على زيارة بعض الأسر التي تمتلك حالة إعاقة. وفي حالة مرحلة التكيف يتحتم على الأسرة التعامل بحذر مع هؤلاء الأطفال، ووضع العوامل التالية بعين الاعتبار : 1- لا تعاملوه كمعاق أهم ما يجب على الأهل الانتباه إليه خلال التعامل مع المريض المعاق، أن يتعاملوا معه على أنه إنسان عادي وسوي، إذ يجب عدم إشعاره أنه ذو حاجة لآخرين، أو أنه معاق، هو يعلم هذا الشيء، ولو وصل إليه هذا الإحساس؛ فإنه قد تترتب عليه آثار سلبية تحتاج إلى علاج نفسي. 2- اكسبوه ثقته بنفسه يجب أن يعطى المعاق الفرصة لكي ينمي قدراته وإمكاناته، وأن تهيئ له عائلته والأسرة المحيطة السبل التي تساعده بتنمية ثقته بنفسه، ويجب أن تكون هذه العائلات ملمة بالإعاقة وبطرق التعامل مع المعاق، وطرق العلاج أيضاً. 3- عاملوه كالطفل السوي يجب معاملة الطفل المعاق مثل الطفل السوي، واصطحابه وإخراجه للعب ولممارسة الأنشطة التي يقوم بها كل الأطفال، فضلاً عن ممارسة النشاطات الرياضية والفكرية والحركية، وهذا يساعد على تحسين حالة الطفل الصحية والنفسية. 4- لا تبالغوا في العطف ولا في الكره هناك أسر تصل إلى حد نبذ الطفل المعاق، فتعزله عن العالم الخارجي وتتناسى وجوده، وهناك عائلات أخرى تعطي الطفل المعاق الحماية الزائدة والحرص الزائد عليه ما يعوق تنمية قدراته، والأفضل هنا أن تكون معاملتهم له معاملة وسطية. 5- إحذروا من الضيوف عادة ما يبدي بعض الزائرين الجدد، وخاصة الأطفال الذين يزورون أحد العائلات التي فيها طفل معاق، بعض الخوف والاهتمام بمتابعة وإلقاء نظرة عن كثب على هذا الطفل المعاق! وهنا يجب على الأسر الزائرة أن تهيئ أطفالها وتخبرهم أنهم سيرون أحد الأطفال المعاقين، ويشرحون لهم أن هذا الأمر طبيعي، ويمكن أن يحدث مع أي إنسان. وتفيد هذه التوعية بتجنيب الأهل أي سلبيات أو مشاكل خلال الزيارة، كما تبعد شبح الضيق والقلق والانزعاج من الطفل المعاق، الذي كثيراً ما يكون حساساً في مثل هذه الأمور.