يستعد الفنان الرائع صلاح السعدني لتقديم شخصية مصطفي باشا النحاس في مسلسل تليفزيوني كتب قصته الكاتب بلال فضل، وقد أكد السعدني في حواره مع دينا دياب بالمحبوبة «صحيفة الوفد» أن مصر في حاجة هذه الأيام إلي رجل بذكاء وحكمة وخبرة هذا الزعيم الذي دافع عن مصر وهويتها الوطنية واتسامها بالوسطية - أعادني هذا الحوار إلي إحدي الجلسات مع أستاذي المرحوم المفكر والأديب سمير ندا التي كنا نتجاذب أطراف الحديث فيها خاصة حول الحالة السياسية في مصر - أستاذي من كبار الناصريين وأنا وفدي بطبيعتي، سألته سؤالاً محدداً: ما رأيك يا أستاذي في الزعيم مصطفي النحاس؟.. فكر قليلاً، ونظر إليّ بعينيه اللامعتين ثم قال: تريد أن تعرف رأيي في النحاس؟.. هذا سؤال ذكي وخبيث!!، وقف أستاذي ثم توجه ناحيتي فوقفت إكباراً له ثم قبل رأسي وهو يقول: النحاس باشا أعظم من عبدالناصر وأفضل من سعد زغلول، النحاس باشا استطاع أن يأخذ الأمة المصرية بجميع أطيافها السياسية داخل عباءته وكان كريماً مع خصومه ويرفض مسيرات الزينة والحراسات الخاصة، ويقول هل تريدون حراستي وسط أهلي وأحبائي.. إن الشعب المصري هو الذي يحرسني وحماية الله فوق كل شيء. كان النحاس باشا إنساناً طاهراً يشهد له الجميع بسمو أخلاقه، ونذهب الآن إلي جنازته في حي الحسين بعد وفاته في الإسكندرية، فقد طلب الصلاة عليه في مسجد الحسين بالقاهرة، خرجت مصر عن بكرة أبيها سنة 1965 تهتف من الحناجر «لا زعيم بعدك يا نحاس» وتم فض الجنازة بالقوة وخطف النعش بالجثمان الطاهر والذهاب به إلي مثواه الأخير في جنة الخلد بإذن الله، النحاس باشا زعيم الأمة المصرية الذي طلب موافقة البرلمان علي معاهدة 1936، وطلب أيضاً من البرلمان فض معاهدة 1936 كل ذلك من أجل مصر، انتقل النحاس باشا إلي الرفيق الأعلي دون أن يملك شيئاً في الدنيا حتي البيت الذي كان يسكن فيه ليس ملكاً له، لم تستطع أسرته دفع أجرة السيارة التي نقلته من الإسكندرية إلي القاهرة فاتصلت بمحمدي عاشور محافظ الإسكندرية وقتها فأرسل له سيارة، من المواقف الطريفة للنحاس باشا تعطل القطار في محطة الواسطي وهو عائد من الصعيد فنزل في هدوء ونام علي الدكة الموجودة علي رصيف المحطة وهو رئيس وزراء مصر وزعيم الأمة المصرية.. واقعة أخري، ضربه أحد المواطنين الغلابة علي وجهة في محطة «باب الحديد» فهاجت الدنيا، فطالب الجميع بالهدوء وسأله عن اسمه وتركه يمشي إلي حال سبيله وذهب إلي قسم الشرطة وحرر له محضراً بالواقعة، ثم التقاه وحل مشكلته. هنيئاً لمحبي الزعيم مصطفي النحاس وأنا أحد الذين يستمتعون بحبه ويعشقونه ويتفاخرون به وبتاريخه المشرف. سكرتير عام الوفد بالقليوبية