يحتفل المصريون بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر، اختلف الاحتفال هذه المرة عما سبقه من احتفالات، حيث أخذ الطابع الشعبى في جميع ميادين ومدن وقرى مصر كنوع من رد الاعتبار لما حدث في الاحتفال الماضى وتقدم قتلة بطل الحرب والسلام الصفوف بدعوة من «المعزول» مما أثار حفيظة جموع المصريين.. وبعيداً عن الاحتفال فهناك أبطال ضحوا بأرواحهم لتستعيد مصر كرامتها، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، لكنهم ورغم كل ما قدموه لايزالون في عداد المنسيين، ذهبنا إليهم وقصوا لنا ما قاموا به من بطولات عبروا خلالها المستحيل. مع حلول الذكرى الأربعين لانتصارات القوات المسلحة المصرية خلال حرب 6 أكتوبر المجيدة عام 1973 احتفلت مدينة السويس الباسلة خلال شهر أكتوبر بذكرى عيدين عظيمين الأول هو يوم 6 أكتوبر والثانى يوم 24 أكتوبر والذى يوافق ذكرى تصدى أهالى مدينة السويس الباسلة خلال حرب أكتوبر لقوات العدو الإسرائيلى بقيادة السفاح شارون عقب ثغرة الدفرسوار ومنع احتلاله مدينة السويس للتغطية على هزيمته النكراء فى الحرب وتكبيده خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات وانسحابه فى النهاية يحمل أشلاء قتلاه. كانت بطولات الفدائيين فى منظمة سيناء العربية التى أقامتها القيادة العسكرية والسياسية من المتطوعين المدنيين فى مدن القناة الثلاث فى مقدمة بطولات رجال القوات المسلحة وشهدائها الأبرار, خلال حرب الاستنزاف وحرب 6 أكتوبر المجيدة ويوم 24 أكتوبر المجيد, وشمل عدد الفدائيين فى منظمة سيناء العربية بفرع السويس 22 فدائياً من أبناء السويس استشهد معظمهم خلال حرب الاستنزاف وحرب 6 أكتوبر ويوم 24 أكتوبر وتوفى عدد منهم فى السنوات اللاحقة بعد الحرب ولم يتبق الآن فى الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر المجيدة على قيد الحياة منهم سوى 5 فدائيين هم الفدائى محمود عواد قائد المجموعة والفدائى أحمد عطيفى والفدائى محمود طه والفدائى فتحى عوض الله والفدائى عبدالمنعم قناوى. والتقت «الوفد» بالأبطال الخمسة لنستمع لبعض بطولاتهم. الفدائى محمود عواد قائد مجموعة منظمة سيناء العربية فرع السويس قال: إن تشكيل المنظمة فى بداية عام 1968 جاء فى وقته للمشاركة فى أعمال حرب الاستنزاف القتالية وكانت مهامهم الفدائية المكلفون بها من القيادة العسكرية سواء خلال حرب الاستنزاف أو حرب 6 أكتوبر المجيدة خلف خطوط العدو لتصوير أماكن تواجده وذخائره وأعداده ونوع أسلحته ونصب الكمائن له وكثيرا ما عادوا معهم بأسرى أحياء لاستجوابهم بمعرفة القيادة العسكرية وبعد ثغرة الدفرسوار كلفوا بمهمة وجودهم على رأس المقاومة الشعبية بالسويس لمنع احتلال مدينة السويس الباسلة. وأكد الفدائى أحمد العطيفى بأنهم قاموا خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر بزرع متفجرات خفية فى معسكرات الإمداد والتموين للعدو الإسرائيلى فى سيناء وفى مسار سير قواته وقاموا بتصوير العديد من منشآته العسكرية وتصدوا بضراوة مع أهالى السويس يوم 24 أكتوبر المجيد لمحاولة قوات العدو الإسرائيلى احتلال مدينة السويس الباسلة, وأشار الفدائى محمود طه إلى علاقة الود الكبيرة التى كانت تجمع أبطال المجموعة وساهمت فى نجاح جميع المهام الفدائية والقتالية التى كلفوا بها خلف خطوط العدو الإسرائيلى. وأكد الفدائى فتحى عوض الله أنهم عندما شاهدوا العدو الإسرائيلى يحاول اقتحام مدينة السويس من ثلاثة محاور تمكنوا مع أهالى السويس من صدها ومطاردة من تسلل منهم ومنهم من اختبأ داخل مبنى قسم شرطة الأربعين وآخرون فى مبان مهجورة ومساكن أهلية حتى تم القضاء عليهم واستئصالهم. ويقول الفدائى عبدالمنعم قناوى بأنه تمكن من إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث الميدانى بمنطقة عجرود بالسويس من التدمير بعد أن شاهد بنظارة الميدان المعظمة وهو فوق جبل عتاقة بعد ثغرة الدفرسوار 5 من أفراد الاستطلاع الإسرائيلى يقومون من مكان آخر فى جبل عتاقة بتصوير أماكن المنشآت فى مقر الجيش الثالث الميدانى وحضور طائرة هليكوبتر إسرائيلية قامت بالتقاطهم بافلامهم وعودتهم إلى إسرائيل وقام على الفور بلقاء قائد الجيش الثالث اللواء عبدالمنعم محمد واصل وسرد عليه ما شاهده وقام الجيش الثالث عقب بدء ظلام ليل نفس اليوم بالانتقال إلى مكان آخر باتجاه القاهرة وحضرت الطائرات الإسرائيلية فجر اليوم التالى لتدك منشآت فارغة من الأفراد والأسلحة والذخائر والمعدات فى مقر قيادة الجيش الثالث الخاوى المهجور. وأكد قناوى حصول أبطال منظمة سيناء العربية بالسويس الذين بقوا على قيد الحياة بعد انتهاء حرب أكتوبر المجيدة على شهادة استثمار بقيمة عشرة جنيهات لكل منهم,
العقيد مهندس فتحى عبدالمجيد: الفريق «أحمد نصر» صاحب خطة الهجوم الجوى.. وأنقذت سيارتي صواريخ من طائرات إسرائيلية بنى سويف - محسن عبدالكريم: العقيد فتحى عبدالمجيد إبراهيم أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة التى يحتفل بها الشعب المصرى كل عام ويفخر بالشهداء والأحياء الذين سطروا تاريخ مصر بأحرف من نور لبطولة وبراعة الجندى المصرى فى حربه أمام العدو الصهيونى التى أذهلت المؤسسات العسكرية الدولية وغيرت الخريطة السياسة والعسكرية. عاد الرائد مهندس فتحى عبدالمجيد بسلاح القوات الجوية فى 1973 بذكرياته وقال: كنت رائد مهندس بالقوات الجوية وعلى يقين بأننا سوف نحارب إسرائيل وعندما صدرت لنا التعليمات بتكثيف التدريبات وتجهيز الطائرات المقاتلة قمنا بإجراء الصيانة للطائرات حتى تكون جاهزة للقتال وكان المهم فى المقام الأول هو صلاحية الطائرات المقاتلة وهذا العمل كان شاقا جدا لنا كضباط وأفراد القوات الجوية لأننا مسئولون عن تجهيز الطائرات من معدات وتموين وتسليح بالقنابل والصواريخ والمدافع وكان لدينا إصرار وعزيمة قوية خاصة بعد أن قالت إسرائيل إنها عدو لا يقهر. وأضاف أن دورنا هو المرور على المطارات الحربية فى الأقصر وشبراخيت ودنديل وشاو بالمنصورة. ومن المواقف التى لا أنساها أثناء المعركة وبالتحديد فى مطار شاو الجوى فوجئت بطيارة شبح إسرائيلية تحلق فى الأجواء وهى تتمتع بتكنولوجيا متطورة ولا تستطيع أن تراها إلا عندما تقترب ودخلت طيارة أخرى وضربت قنابل البلى فتأكدنا بهجوم على الطائرات داخل الحظيرة أو الدشمة وكان هدفنا فى ذلك الوقت إنقاذ حاملات الصواريخ ك13 التى تعمل بالأشعة تحت الحمراء ونجحت بمساعدة أفراد السرية فى إنقاذ الصواريخ ورفعناها على التروللى داخل الحظيرة لحمايتها من الدمار. وأكد العقيد مهندس فتحى عبد المجيد أن صاحب خطة الهجوم الناجحة للقوات الجوية فى حرب أكتوبر هو الفريق «أحمد نصر» الذى لم يذكره التاريخ رغم دوره الهام فى انتصارات أكتوبر والمليئة بالبطولات ولكن للاسف الاعلام اختزل حرب أكتوبر والقوات الجوية فى شخص واحد وقال إن حسنى مبارك لم يقد سوى طيارة من نوع انتى موف التى تحمل فى جنباتها 9 طن قنابل وكان قائد سرب لتوصيل الإمدادات الجوية فى حرب اليمن وخرجت على المعاش فى عام 2003 ولم أتقاض سوى معاشى ولم يتم تكريمى من أى جهة ولا أعمل فى أى مؤسسة ولدى نجلى محمد فتحى خريج من كلية الصحافة والإعلام ولا يعمل وأنا أحد المؤسسين لجمعية زهور أكتوبر لرياض الأطفال والعمل الخيرى. فيما قال العميد رمضان الميانى رئيس مجلس أمناء جمعية زهور أكتوبر أننا نطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع بإنشاء ناد لضباط القوات المسلحة، فالأرض موجودة على مساحة فدانين بجوار مساكن الطيارين وتابعة للقوات المسلحة لكن أحد المحافظين السابقين عزت عبدالله وقف ضد إنشاء النادى وإدارة شئون الضباط لديها معاينة لقطعة الأرض، كما نطالب بالترخيص لضباط القوات المسلحة بالدخول نادى الطلائع مجانا وسرعة افتتاح المستشفى العسكرى بشرق النيل لرعاية أبناء القوات المسلحة وشهدائها الأبرار. زوجة الشهيد فكرى مرسى: استكملت نضال زوجى بالعمل الشاق لتربية أولادى.. وكلنا فداء لمصر
القليوبية – محمد عبد الحميد: أكد عبدالله فكرى محمد مرسى جمعة نجل شهيد القوات المسلحة وقوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر 1973 والذى استشهد أثناء مواجهته لإحدى أسراب الطائرات الإسرائيلية التى هاجمت سيناء خلال حرب أكتوبر عقب قيامه باستهداف تلك الطائرات بصواريخ الدفاع الجوى المصرية ونجح فى إسقاط أكثر من 5 طائرات للعدو فى ملحمة بطولية سطرها التاريخ المصرى المعاصر بسطور من نور بعد أن لقن العدو الصهيونى درسا قضى على غطرسته وغروره. وقال عبدالله فكرى نجل الشهيد: إن أسرة الشهيد البطل فكرى محمد أحيت ذكرى استشهاده وسط أهالى قرية ورورة التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية الذين قدموا الزهور لأسرة الشهيد خلال احتفالية نظمها مجلس أمناء مدارس ورورة وقدموا درع المجلس والمصحف الشريف هدية لروح الشهيد حيث قام مصطفى صلاح غياض مدير المدرسة بتسليم الهدية لنجل الشهيد وأسرته وتكريمها تأكيدا على ما قدمه فداءً لوطنه وردا لكرامته مضيفا أن الشهيد كان مثالا للحب والإيمان والتقوى بشهادة أبناء القرية وكافة القرى المحيطة بها. وأكدت الحاجة أم أحمد أحمد سليمان الشوبكى زوجة الشهيد أن زوجها استشهد وترك أكبر أبنائه لا يتجاوز عمره 4 سنوات وابنته ولدت بعد استشهاد والدها بشهر وأسميناها فكرية تخليدا لذكرى والدها مضيفة أنها أطلقت الزغاريد بالمنزل عقب استشهاده وقالت: أرواحنا جميعا فداءً لمصر ومستعدة أن أقدم نفسى وأبنائى ومالى وكل ما أملك فداءً للوطن. مستطردة بقولها أن الشهيد سيكون شفيعا لنا يوم القيامة وقالت إنها قررت أن تستكمل كفاحها عقب استشهاد زوجها وقامت بالعمل عاملة مع عمال البناء لتربية أبنائها ومنهم الآن وكيل مدرسة ورئيسة تمريض بمستشفى جامعة بنها بقسم رعاية القلب. وأكدت فكرية فكرى ابنة الشهيد أن استشهاد والدها الذى لم تره عيناها ولكن حفرت بطولته فى قلبها وعقلها كانت دافعا لها ولشقيقها للوقوف بجانب والدتهما المكافحة التى لم تخجل فى رفع قصعة الأسمنت لتقوم بتربية أبنائها حيث إن المعاش الذى صرفته الدولة لها وقتها كان 16 جنيها كانت لا تكفى لإطعام أطفالها مضيفة أن زوجة الشهيد كانت بطلة أخرى من طراز مختلف كانت مثل الأسود حافظت وربت وعلمت فكانت خير أم وخير زوجة لشهيد. وفى نهاية كلماتها قالت زوجة الشهيد: إن ما يحدث فى مصر الآن يحتاج فى مواجهته إلى حب الوطن والاستبسال من أجله مطالبة بالتخلى عن الأغراض والأهواء الشخصية حفاظا على استقرار الوطن وطالبت جماعة الإخوان المحظورة بالكف عن بث كراهيتهم للوطن وأن يعملوا ولو لمرة واحدة من أجله محكمين العقل حفاظا على ما تبقى من استقرار فى مصر. المجند إسماعيل بيومى الحاصل على نوط الشجاعة.. إصابتى في وجهي وفقدان زراعى لم يمنعانى من استكمال الحرب الإسماعيلية – ولاء وحيد: لم يمنعه فقدانه إحدى ذراعيه وإصابته البالغة في وجهه من شظايا صاروخ العدو أن يبتعد لحظات عن معركة العبور في حرب 73 وظل الفدائي المجند «إسماعيل بيومي» ابن الإسماعيلية وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة مرابطا على خط النار رغم إصابته الخطيرة واستمرار نزيف الدماء منه. سنوات طويلة قضاها فدائيا للوطن منذ كان صبيا على شط قناة السويس ونمت روح المقاومة معه حتى بات لاهثا عن فرصة لالتحاقه في فترة شبابه مجندا بالجيش ليحالفه الحظ بأن يكون أحد أبطال حرب أكتوبر في سلاح المهندسين ليبلي بلاء حسنا وسط رفاقه في الميدان. إسماعيل بيومي جاب الله مواليد 1948 بالإسماعيلية من أهالي منطقة شارع البحري. عاش طفولته المبكرة في بيت جده الذي كان مأوى للفدائيين وأبطال المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإنجليزي فشب على حب الوطن وروح التضحية فداء لتراب بلده ورافضا للقهر والظلم. وجاوره شقيقاه طلعت المجند بالقوات البحرية والمشارك في معركة المدمرة إيلات ومحمد المجند بالدفاع الجوي في ذلك الوقت. بين مشاعر الفخر ونظرة العزة التي لا تفارق عنيه وبين وسام الشرف كما وصفه على وجهه وذراعه المفقودة بدأ بيومي حديثه عن طفولته المبكرة التي قضاها في بيت جده راعي الفدائيين قائلا تربيت منذ مولدي على كره الاحتلال الانجليزي والفرنسي المتمركز في منطقة القناة. وعملت في المعمار في سيناء عام 58 كان عمري وقتها 10 سنوات لكى أكون قريبا مع القوات المسلحة؛ تركت المدرسة وتفرغت لعمل المعمار وكنت لاعباً بالنادي الإسماعيلي مصارعة وكمال اجسام. ويضيف «يوم النكسة 5 يونية الجيش بدأ يتحرك لسيناء وكانت فرحة عارمة بما يتردد بأن الجيش على مشارف تل ابيب ولكن كانت المفاجأة المذهلة واكتشفنا أننا أمام إعلام زائف وبيانات كاذبة تنشر أوهاما في الوقت الذي أبيد فيه نصف قوات الجيش كما تردد وقتها. ويواصل «لم نترك وقتها الإسماعيلية وظللت واصدقائي 4 أيام نبحث عن وسيلة للحصول على السلاح للمشاركة في المقاومة في ويقول: «التحقت بتنظيمات المقاومة الشعبية وتم تقسيمنا مقاطعات للمقاومة الشعبية تضم المئات من المتطوعين كانت مهمتنا الحراسة على المنشأة وتم تدريبنا بواسطة قوات الصاعقة وحراسة على المنشآت. ويتذكر لحظات استشهاد زملائه «محمد علي وعبده محمد يوسف الذين استشهدوا في قصف القوات الإسرائيلية للإسماعيلية عقب عملية تدمير المدمرة ايلات قبالة السواحل المصرية وعم أحمد طه وعم علي صقر. وأنا كنت بشيل الجرحى فى مقابر الشهداء وقتها «عام الصمت» وضربوا مدرسة بحر البقر. ويقول «الجيش تحت قيادة الفريق سعد الدين الشاذلي كان مثالا للتعامل مع المجند الإنسان وهو ما يستحق أن يذكر في حق هذا الرجل الذي تم تزييف تاريخه ودوره في انتصار أكتوبر. ويواصل «تدربت طوال 4 سنوات بالفرقة 19 بسلاح المهندسين تحت قيادة الشهيد العميد أحمد حمدي قائد سلاح الكباري بسلاح المهندسين وقبل العبور بعدة أيام تم نقلنا للسويس منطقة الروبيكي. ومنها لمعسكر الشلوفة وتم نقل المعدات والقوارب المطاطية والفلنكات وماكينات المياه. ومع أول يوم في رمضان تحركنا لحراسة المعدات وحتى يوم العاشر من رمضان عندما فوجئنا بالطائرات المصرية تتجه نحو سيناء وإطلاق المدفعية تطلق قذائفها على عمق سيناء. بعدها بنصف ساعة تحركت قوات المشاة والقوات الخاصة بدأت تعبر بالقوارب. ومن هنا كان دورنا لفتح الثغرات في ساتر بارليف المنيع وسط صيحات التكبير. ويقول «لم أترك الميدان منذ 6 أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار في 17 نوفمبر رغم إصابتي يوم 7 أكتوبر بشظايا صاروخ إسرائيلي اصابت وجهي وأنحاء متفرقة بجسمي واستشهد 2 من زملائي ورفضت التحويل للكتيبة الطبية حتى لا تفوتني الفرصة في أن أرى النصر يكتمل ملامحه أمام عيني. وتابع «استكملت مهمتي مع الكتيبة حتى جاءت الثغرة وكنت مكلفاً وقتها وزملائي بحماية المواقع الخاصة للتصدي للقوات المتجهة إلى الدفرسوار اشتبكنا معاهم يوم 23 أكتوبر بالجنانين مدخل السويس حتى يوم 24 أكتوبر وأصبت وقتها بشظايا صاروخ في ذراعي اليمنى. ويواصل «رفضت انشغال زملائي بإصابتي وظللت أكثر من 3 ساعات أنزف وأرفض الانتقال للمستشفى حتى لا أشغلهم بنفسي وعبرت القناة إلى الضفة الشرقية رغم إصابتي للعرض على كتيبة طبية داخل سيناء حتى اكمل المعركة. وعندما وصلت إلى عرض القناة اصابني دوران وكان الطيران الإسرائيلي يطلق قذائف ساخنة وقمت وقتها بالإمساك بالشعاب المرجانية وتعلقت بها خوفا من السقوط في المياه ومرت عليّ الليلة وأنا في المياه والنزيف لا يتوقف. وفي الصباح عثر عليا مجندان وقاما بانتشالي من المياه وتم إيداعي إحدى الكتائب الطبية بعيون موسي وهناك تم إسعافي مبدئيا وتم نقلي بالإسعاف لمستشفى السويس واستغرقت المسافة لأكثر من 48 ساعة بسبب انقطاع كافة الكباري الموصلة للضفة الغربية وبعدها تمكنت داخل دبابة برمائية للانتقال للمستشفى في السويس وسط حصار ومعاناة لا توصف بسبب انقطاع مياه الشرب ونقص الطعام واستمررت بالمستشفى حتى موعد وقف إطلاق النار في 17 نوفمبر بعدها تم نقلنا إلى مستشفى الماظة العسكري واستمرت رحلة العلاج الخاصة بي حتى عام 1974 قامت خلالها السيدة جيهان السادات بمقابلتنا وتوجيه التحية لنا وسألتني وقتها عن احتياجي قلت لها «يكفيني النصر وعودة أهلي للإسماعيلية» فهذا ما خرجت لأجله وضحيت بدمى من أجله. ويقول «حصلت على نوط الشجاعة من الدرجة الثانية. ودرع الجيش الثاني الميداني ودرع الجيش الثالث ودرع نقابة العاملين بهيئة قناة السويس» وفي الثمانينات تم تعييني بمحافظة الإسماعيلية إلا أنني تقدمت بعدها باستقالتي وفضلت العمل الحر ولازالت حتى اليوم أعمل متطوعا بجمعية المحاربين القدامي لخدمة زملائي وأسرهم ممن فقدوا حياتهم وقدموا أرواحهم فداءً للوطن.