أظهر استطلاع للرأي أجراه اتحاد الطيارين"بالبا" أن نحو 56 في المائة من الطيارين ينامون أو يغفون أثناء رحلاتهم الجوية. وجاء هذا الاستطلاع بعد ساعات على اعتراف طيار ومساعده بأنهما ناما خلال رحلة طيران وخلال رحلة طويلة داخل بريطانيا، حسبما ذكرت صحيفة صن البريطانية الخميس. وبحسب الاستطلاع، الذي شمل أكثر من 500 طيار تجاري، فإن الطيارين غالبًا ما يشعرون بالنعاس، ثم ينامون عند منتصف الرحلة الجوية. الأغرب من هذه النتيجة هو أن 29 في المائة من الطيارين الذين غرقوا في النوم خلال رحلاتهم الجوية قالوا:" إنهم عندما كانوا يفيقون من نومهم كانوا يجدون أن مساعديهم نائمون أيضًا". وقال 84 في المائة من الطيارين المستطلعة آراؤهم:" إنهم باتوا يشعرون بالتعب والإرهاق في الشهور الستة الأخيرة". وأشار 49 في المائة منهم إلى إن التعب والإرهاق هو أكبر خطر يهدد سلامة الطيران، وهو يفوق باقي الأسباب بنحو 3 أضعاف. وكان طيار ومساعده اعترفا بأنهما اتفقا على أن يأخذا قيلولة لكل منهما لمدة 20 دقيقة خلال رحلة الطائرة "إيرباص إيه 330"، التي كانت تقل 325 شخصًا، في 13 أغسطس الماضي، لكن بعد إقلاع الطائرة بساعتين، غاصا في النوم، ليتركا الطائرة بقيادة الطيار الآلي بدون أي قائد يسيطر عليها في حالة الطوارئ. وجاء إقرار الطيارين بالواقعة أمام هيئة الطيران المدني، ملقين باللوم على طول ساعات العمل في ذروة موسم الإجازات الذي لم يمنحهم فرصة للنوم أكثر من 5 ساعات خلال رحلات متواصلة تستغرق 36 ساعة. ولم تفصح الهيئة الرقابية عن اسم شركة الطيران التي حدثت بها الواقعة؛ خشية أن يردع ذلك طيارين آخرين من الإبلاغ عن مشكلات مشابهة. وقال خبير السلامة الجوية دافيد ليرمونت للصحيفة:" إن الطائرة مجهزة بطيار آلي، لكن في حال وقوع أمر طارئ فلن يكون هناك أحد للسيطرة عليها". وأضاف أن على الطيارين أن يكونوا حذرين، لكن الخطر الأكبر هو أن يستفيقوا فجأة، فيفعلوا شيئًا بغير وعي بينما يعانون قصورًا ذاتيًا بسبب النوم". وقال مسؤول في هيئة الطيران:" إننا نأخذ الحوادث المتعلقة بالتعب، بجدية قصوى". وأظهر استطلاع أجري الشهر الماضي على ألفي بالغ أن 9 من بين كل 10 أشخاص يساورهم قلق من أن يستقلوا رحلة يقودها طيار لم ينم لمدة 22 ساعة".