وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    خلال أيام، العالم الهولندي فرانك هوجربيتس يحذر سكان 3 دول من زلزال كبير (فيديو)    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    قوات التحالف تنشر مشاهد استهداف أسلحة وعربات قتالية في اليمن وتفند بيان الإمارات (فيديو)    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    وزير الخارجية الإماراتي يبحث الأوضاع في غزة واليمن مع نظيره الأمريكي في اتصال هاتفي    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    محافظ القاهرة: معرض مستلزمات الأسرة مستمر لأسبوع للسيطرة على الأسعار    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    المنتجين العرب يعلن دعمه وإشادته بمبادرة الشركة المتحدة للارتقاء بالمحتوى الإعلامي    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    مانشستر يونايتد يسقط فى فخ التعادل أمام وولفرهامبتون بالدوري الإنجليزي    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    نتنياهو يزعم بوجود قضايا لم تنجز بعد في الشرق الأوسط    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    قرارات حاسمة من تعليم الجيزة لضبط امتحانات الفصل الدراسي الأول    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    غدًا.. محاكمة 3 طالبات في الاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    أمين البحوث الإسلامية يلتقي نائب محافظ المنوفية لبحث تعزيز التعاون الدعوي والمجتمعي    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ السيسي بالعام الميلادي الجديد    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس منظمة شعوب أفريقيا وآسيا ل"الوفد":
د. حلمى الحديدى : تجربة الإخوان فى الحكم مؤسفة ثورة يناير أسقطت عن الجماعة وهم الزعامة.. والمصالحة مطلوبة بشروط صدق النوايا
نشر في الوفد يوم 26 - 00 - 2013

يجسد الدكتور حلمى الحديدى نموذجاً لجيل كان يدرك قيمة العمل بعيداً عن الأضواء، لا يفرق بين المنجز الشخصى أو العام، ولا يشغله بأى حال أن يصب ما يحرزه من ثمار فى جدول سيرته الشخصية،
بل همه الكبير أن يكون المواطن هو محور صناعة القرار، لذا ظل يضع العمل العام على رأس أولوياته على الدوام أن يجعل لشعوب العالم الثالث موقعاً من الإعراب على خريطة العالم المتقدم غير أنه من مفارقات القدر أن يجد الرجل الذى يترأس منظمة التضامن لشعوب إفريقيا وآسيا منذ شهور، هذه المنظمة بتاريخها الطويل فى مأزق مادى غير مسبوق، فالمنظمة التى كان يراهن عليها الكثيرون من قبل لتحرير الدول الصغرى والنامية من براثن قوى الاستعمار والشر باتت لا تجد قيمة رواتب موظفيها الذين لم يتقاضوا أجورهم للشهر الثالث على التوالي.
فى ظل هذه الحالة يبدو السؤال عن كيفية تنفيذ الخطط العظمى للمنظمة محل شك يصل لحد السخرية غير أن السؤال الذى يعتريك على الفور عن تلك الأزمة التى تواجهها المنظمة هو: هل لحكم الإخوان علاقة بها، خاصة أنها حدثت فى عهدهم؟!
الدكتور الحديدى يقول بصراحة: للأسف فوجئنا فى عهد مجلس الشورى المنحل بقرار تخفيض الميزانية الممنوحة للمنظمة فى الوقت الذى كنا ننظر زيادتها كى تقوم بالأهداف المطلوبة منها.
وكيف تم ذلك؟
- تم إبلاغنا بأن مجلس الشورى المنحل صوّت على تخفيض الميزانية من أجل تدبير النفقات فكان ما كان وبلغ حجم التخفيض نحو ثلث الميزانية!
ما قيمة الميزانية إذن؟
- سبعمائة وخمسون ألف جنيه تقريباً سنوياً.
وهل تكفى النفقات؟
- لك أن تعلم أن أجور الموظفين فقط مليون جنيه سنوياً، أى هناك عجز بمقدار الثلث.
وكيف تسد هذا العجز؟
- قال د. الحديدى ساخرًا: بطلوع الروح.. والحال من سيئ إلى أسوأ، أما بالنسبه للإنفاق على المكاتب فيتم عبر جهود كل لجنة.
وماذا عن الدول الثرية؟
- لا تقدم لنا شيئاً مصر بمفردها هى التى تدفع الدعم ربما يكون هناك حسابات مختلفة لتلك الدول يجعل دعمها لمؤسساتنا يمثل إحراجا لها.. أقول ربما لكن الحقيقة التى لا غموض فيها أنه ليس هناك أى دعم خارجي.
منظمة تضامن شعوب آسيا وإفريقيا باتت مجرد عنوان لمجد غابر كانت تلعب فيه دوراً كبيراً.. ماذا تقول عنه؟
- فى البداية قد لا يعلم الكثير من الأجيال الجديدة أن هذه المنظمة ابنة شرعية لمؤتمر باندونج الذى عُقد فى إندونيسيا عام «1955م» وكان تحت توجيه الزعماء الكبار جمال عبدالناصر وجواهر لآل نهرو من الهند وشون لاى من الصين ونيكروما من الكونغو وزعماء آخرين وتكونت فى سنة «1958م» وكان هدفها الأهم العمل على خدمة تضامن الشعوب فى آسيا وإفريقيا تلك الشعوب الضعيفة ومعظمها كانت فقيرة ومغلوبة على أمرها فى هذا الوقت لكونها كانت مرتعاً وملكاً مستباحاً للدول الاستعمارية الكبرى وكانت تعانى من استغلال الموارد من قبل المستعمر الغاشم.
وهل لها مكاتب فى كل تلك البلدان؟
- للمنظمة لجان فى كل الدول الأعضاء والبالغ عددها 120 دولة منتشرة بين قارتى آسيا وإفريقيا والأمانة العامة والسكرتارية العامة هى التى تشرف على العمل وتربط ما بين هذه اللجان.
ما أبرز المصاعب والأزمات التى واجهتها المنظمة منذ قيامها؟
- تعرضت تلك المنظمة للعديد من الأزمات والمحن، ولم ترحب بها القوى الكبرى الاستعمارية لكن أبرز ما وجهته خاصة فى السنوات الأخيرة الأزمات المالية العاتية بسبب ندرة التمويل، حيث لا تحصل على أى دعم إلا من الحكومة المصرية وهو يتقلص باستمرار بمرور الوقت.
وبرغم تلك العقبات لم ينته وجود المنظمة وظلت أقدم المنظمات الشعبية غير الحكومية التطوعية الموجودة فى العالم اليوم.
وإلى أى مدى نجحت فى أن تقوم بالأهداف التى من أجلها أنشئت؟
- على الصعيد السياسى مرت المنظمة بمراحل فى طور التكوين والانطلاق الأولى: مرحلة التحرر، كان هناك معسكران وقطبان فى العالم هما أمريكا والغرب من جهة والاتحاد السوفيتى والدول التى كانت تنضم لمعسكر الاشتراكية من جهة مقابلة، وكان المعسكر الأخير يدعم ويناصر الحركات الوطنية والتحررية ويشجعها فى مواجهة الإمبراطورية الاستعمارية التى تزعمتها واشنطن وبالطبع كانت بريطانيا على رأس تلك الدولة المستعمرة للشعوب فاصطبغت المنظمة بصبغة روسية، وظلت روسيا هى التى تدفع التكاليف حتى انهار الاتحاد السوفيتى ولم يعد هناك من يدعم تلك المنظمات الرامية لخدمة الشعوب وتحررها.
إذن تعرضت المنظمة لأزمة طاحنة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي؟
- بالطبع وجدت المنظمة نفسها أمام أزمة كبرى فالمطلوب منها أن تعمل لإنقاذ تضامن الشعوب رغم افتقارها التمويل وأصبحت بلا إمكانات ولا ننتمى لأيديولوجيا وكان علينا الآن أن نغير المسارات والمفاهيم ونفتح الباب لكل الدول على اختلاف معتقداتها وأفكارها.
وما الهدف من وجود كل تلك المكاتب رغم الأزمات المادية الطاحنة التى تمر بها؟
- رافعاً يده مستنكراً.. قال د. الحريرى: هذه الأفرع هى بحق أهم أدواتنا فى مواجهة التقزم والتشتت والهجمة الشرسة على دول الجنوب العالم الثالث من قبل الدول الكبرى كما أنها تمثل القنوات الرئيسية للأنشطة المختلفة والتى تجمع مختلف المثقفين والإعلاميين والكتاب فى آسيا وإفريقيا الذين يجسدون الترابط الشعبى الذى نريده فى أبهى صوره وأتمها ونحن بصدد إنشاء اتحادات جديدة على نفس المنوال للاقتصاديين ورجال الأعمال، فضلاً عن الرياضيين. وكل هؤلاء بالنسبة لنا بمثابة الأذرع التى نحرص على تعضيد نفوذها لندافع بها عن أنفسنا كدول نامية فى مواجهة تغول الدول الكبرى ومن يسير على دربها.
باستثناء عدد يسير من بلدان العالم الثالث تواجه دول إفريقيا وآسيا أوضاعاً تزداد سوءاً فما الذى بوسعكم أن تقوموا به لمساعدتنا فى قضاياها؟
- هذا ما نسعى إليه تحديداً ونضعه نصب أعيننا وهو المجال العملى لنا، وللمنظمة مناطق كل منها يربط بلدانها بالأهداف والرؤى والأحلام المشتركة فمثلاً مكاتب المنظمة فى الدول العربية تجتمع وتناقش مشكلاتها وتبحث عن حلول لها وسنوياً يجرى اجتماع للجان الدول العربية وقد اجتمعنا فى أبريل فى مراكش بالمغرب والاجتماع القادم فى الخرطوم، وهذه اللجان تناقش الازمات والقضايا التى تهم الدول وشعوب العالم العربى وتدافع عن الأحلام التاريخية لتلك الشعوب ويتبلور عنها موقف معين تعلنه للحكومات وتدافع عنه. وفى كوالالمبور فى جنوب شرق آسيا كان هناك اجتماع طرحنا خلاله مشكلات تلك المنطقة ومنها الصراع المحتدم بين الكوريتين ومشكلات الصين وغيرها من الدول الأخرى التى تشهد صراعاً بالنسبة لترسيم الحدود فيما بينها.
دول المنظمة يوجد من بينها قلة من الدول الغنية وأغلبية فقيرة فما المطروح لحض الفريقين على التعاون فيما بينهما؟
- نسعى بالفعل لتستفيد كل دولة بما تمتلكه من موارد للنهوض باقتصادها والاستفادة من مواردها غير المستثمرة من أجل القضاء على الفقر الذى تعانى منه البلدان الفقيرة ومن المألوف أن نجد بلداناً تواجه مجاعات وأزمات طاحنة على الرغم من امتلاكها ثروات كبيرة غير مستغلة ولأجل ذلك نسعى لتشجيع رجال الأعمال فى تلك الدول ودفعهم نحو ما ينبغى عليهم القيام به لدعم البلدان الأكثر فقراً، وفى هذا الصدد نعمل على جمع المتخصصين فى كل مجال للنهوض بثروات تلك الدول غير المستغلة.
لكن الخلافات المتفاقمة بين بعض البلدان تهدد بنجاح مساعيكم؟
- المشكلة تكمن فى كثير من الأحيان أن الخلافات بين الأنظمة وليس بين الشعوب وهو نتاج طبيعى لعدم الثقة وأثر من آثار الاستعمار السابق الذى حرص قبل رحيله على وضع بذور الفتنة والشقاق بين شعوبنا وفى نفوسنا جميعاً وهو ما يدفعنا إلى ضرورة أن نتعاون جميعًا للتغلب على هذه الإشكالية التى أسفرت عن تفاقم المشاكل بين هذه الدول، خاصة فى المجال الاقتصادى الذى أسفر عن عدم وجود حرية انتقال للأموال وهو ما أسفر عن تعثر الاقتصاد والخطط التنموية فى الكثير من تلك البلدان.
إلى متى يظل تواجد دول العالم الثالث فى المنظمات السيادية التى تهيمن على إدارة شئون العالم هامشياً.
- مواجهة هذا الخلل يمثل أهمية بالنسبة لنا فالأمم المتحدة بشكلها الحالى تحتاج لمزيد من الإصلاح وهذا ما نسعى لإنجازه وأول ما بدأناه فى هذا الصدد هو العمل على إعادة التوازن لمنظمة الأمم المتحدة خاصة بالنسبة لمجلس الأمن الدولى وطالبنا بضرورة إشراك دول العالم الثالث فى قراراته وأن يكونوا أعضاء أصيلين فيه، كما أننا نصر على الدوام ضرورة تمثيل عادل لأفريقيا فى المجلس ولن نألو جهداً للمطالبة بإصلاح الأمم المتحدة.
ما مدى تأثير ثورات الربيع العربى على أهداف المنظمة؟
- بالفعل اثر الربيع العربى الذى اجتاح عدداً من البلدان على عمل المنظمة وهذا التأثير ذو وجهين، الأول يعد إيجابياً وجعلنا أكثر إصراراً على تحقيق أهدافنا، فالثورات التى شهدتها بعض الدول قامت بها فى الأساس الشعوب ومن الطبيعى أن يكون صوتها هو الصوت العالى ونحن منظمة شعوب لذا مثل لنا الأمر تحدياً كبيراً لتحقيق أهدافنا التى نتوق إليها.
وماذا عن التأثير السلبى لثورات الربيع؟
- التأثير السلبى يتمثل فى أن اللجان التى كانت بهذه البلاد التى شهدت ثورات كانت تتبع للأنظمة، فانهارت هذه اللجان بقيام الثورات، لذا حرصنا على إعادة تكوين لجان فى كل منها، بالإضافة للجان فى دول خفت بها أداء اللجان أو توقف وقمنا بذلك فى تونس وكوننا لجنة هناك، كما أننا بصدد إنجاز الأمر بالنسبة اليمن وسوريا.
فى السابق كان لكم بعض المشاكل مع الأنظمة؟
- بالطبع كان لدينا بعض المشاكل وأبرزها أننا لم نستطع مقاومة الأنظمة لنأتى بلجان تميل بالولاء فى المقام الأول للشعوب وليس لهذه الأنظمة، لذا لم يكن امامنا حينئذ سوى الرضا بما يتيسر أو بعبارة أدق القبول بأخف الضررين أما الآن فإننا ننتفض لتفعيل هذا الدور حسب مقاييس واعتبارات صارمة تهدف لأن تكون اللجان تدين بالولاء للمصالح العليا للشعوب.
وماذا عن الهم الأكبر للعرب والمسلمين وهو الشأن الفلسطيني؟
- ما يجرى فى فلسطين ثورة شعبية تطالب بحقها فى الاستقلال من المحتل الوحيد الذى لايزال موجودًا على وجه الأرض وهو المحتل الإسرائيلى نحن نؤيد تماماً هذه الثورة ونناصرها وقد شاركت مؤخراً فى اجتماع للأمم المتحدة بروما لمناصرة وتأييد الشعب الفلسطينى المحتل وأيدنا خطوة حل الدولتين رغم أنها تتنافى مع المطلب الفلسطيني، لكن هناك صعوبات شديدة من بعض الأنظمة لتحقيق كامل أهدافنا، فضلاً عن وجود صعوبات بين الفلسطينيين أنفسهم بسبب وجود نظامين احدهما فى الضفة والآخر فى غزة وهما فتح وحماس.
هل هناك مساع لإنهاء الخلاف بين الفريقين؟
- نرجو أن يدرك الفلسطينيون حجم الفوائد التى تعود على إسرائيل بسبب الخلاف الواقع بينهم وأعتقد أن المشكلة ليست بين طوائف الشعب بل بين كلا النظامين المهيمنين على مقاليد الأمور فى الضفة وغزة.
نحن نرجوهم أن يبذلوا كل جهودهم لتوحيد صفهم حتى يتحقق هدفهم بإنشاء دولة فلسطينية حرة عاصمتها القدس ونسعى بالفعل للقيام بدور فى إنهاء الخلاف بين الطرفين، وعليك أن تعلم بأن الأمين المساعد فى المنظمة فلسطيني.
وماذا بوسع المنظمة القيام به حيال الخلافات التى تقع بين بعض البلدان العربية؟
- لله الحمد أن الخلاف دائماً يكون بين الأنظمة وليس من الشعوب التى ترتبط ببعضها بعلاقات قوية من المستحيل أن تنقطع، وبالنسبة لمشاكل الحدود بين مصر والسودان والنزاع على حلايب، فهى مشكلة قديمة تظهر على السطح كلما ألمت بين الدولتين أزمة والجدل حولها يختفى ويعود للظهور.
تتسم العلاقة بين الأنظمة العربية بالمزاجية، فما مدى تأثير ذلك على عمل المنظمة؟
- لا ينكر أحد أن هناك بالفعل أزمات بين الأنظمة تؤثر على عملنا فى بعض الأحيان لكن ولله الحمد فنحن منظمة شعوب الأنظمة وسعينا لتحقيق لأهداف يكاد يجتمع عليها العرب وغيرهم من أعضاء المنظمة جميعاً.
لكن قدرة الأنظمة عبر أجهزتها الإعلامية فى توجيه مشاعر الشعوب نحو ما تحب وتكره آخذة فى التعاظم؟
- بالفعل الأنظمة توجه الشعوب حتى بعد ثورات الربيع العربى ويبدو تأثيرها قوياً خاصة لكوننا ننتمى للعالم الثالث ودعنى أخبرك بأن جهدنا الذى نبذله من أجل تعظيم دور الشعوب كبير للغاية وآمل خلال المرحلة المقبلة أن تنجح الشعوب فى أن تكون هى التى توجه الأنظمة وليس العكس، فالشعب هو الباقى عبر الزمن لكن الأنظمة إلى زوال ويجب أن تبحث الشعوب عن مصالحها.
كيف تنظر لما يجرى فى مصر بعد زوال حكم الإخوان؟
- أعتقد أن الجماهير صنعت ثورة عظيمة لتصحيح مسار ثورة 25 يناير وبدت الأمة المصرية بالفعل واعية ومدركة لحجم المخاطر التى تمر بها البلاد، كما أن من أهم ثمار هذه الثورة وما تبعها من أحداث أنها أسقطت وهم الزعامة عن الإخوان.
لكن البعض يرى أن ما حدث انقلاب لاعلاقة له بالثورة من قريب أو بعيد؟
- إذا كان هؤلاء لم يقنعهم هذا الخروج الحاشد للمصريين فلن يقتنعوا بأى شيء آخر لقد شهدت الكثير من وسائل الإعلام الدولية بأن ما حدث كان ثورة غير مسبوقة فى تاريخ الاحتجاجات الإنسانية والذين يصرون على غير ذلك هم مغيبون.
وهل كان من المقبول أن نسمح للرئيس المعزول محمد مرسى بالبقاء لحين انتهاء مدته؟
- سيذكر التاريخ أن من أهم ثمار الخامس والعشرين من يناير أنها مكنت الإخوان من الوصول للسلطة حتى ينكشف أمرهم أمام الجماهير.
كيف تقيِّم فترة حكم جماعة الإخوان فى مصر؟
-أرى أن تجربة حكم جماعة الإخوان فى مصر تدعو للأسى والأسف، وكنت أتمنى أن ينجح الإخوان فى حكم مصر لأنه نجاح لمصر فى النهاية، وأنا من المؤمنين بضرورة نجاح وازدهار مصر بغض النظر عن طبيعة من يتولى الحكم أو انتمائه السياسي، وأرى أيضًا أن الإخوان أتيحت لهم الفرصة لإثبات قدرتهم على الحكم وتنفيذ مشروعهم الذى لأجله تعرضوا للكثير من المعاناة عبر فترات تاريخية طويلة، ولكنهم خسروا هذه الفرصة لإصرارهم على التمكين وممارسة الإقصاء ضد باقى مكونات الشعب المصري، وفشلوا فى التواصل مع الشعب وإظهار قدرتهم لخدمة هذا الشعب العظيم.
البعض يدعى أن النظام المصرى الحالى يمارس نفس الإقصاء الذى كان يمارسه الإخوان؟
- أنا أختلف مع هذا الرأي، ودعنا نتفق أولًا إن كان هناك إقصاء واضح خلال حكم الإخوان، وعلينا أن نتفق أيضًا أن الحكومة الحالية هى حكومة انتقالية سوف تستمر لشهور وأن مهمتها محددة بتنفيذ خارطة الطريق وحتى يتم الانتهاء من تعديل الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
الخطوات على الأرض تشير إلى تهميش تيار الإسلام السياسى فى لجنة الخمسين؟
- أعتقد أن لجنة ال50 المكلفة بإعداد الدستور شملت بشهادة أهل الاختصاص والمراقبين تشكيلة واسعة من أطياف الشعب المصري، وأن اللجنة لم تقصِ الإسلاميين كما يزعم البعض إلا إذا كان هؤلاء يعتبرون الغالبية المسلمة داخل اللجنة لا تعد مسلمة لكونها لا تعتنق أفكار الإخوان ومناصريهم، وأنا أرى أن اللجنة تمثل تشكيلة واسعة بما فيها تيار الإسلام السياسى والذى أرى أن نسبة أعضائه لا تتجاوز خمس تعداد المصريين لذا أرى أنه تيار لا يمثل الأغلبية إذا ما قورن بالتيار الليبرالى الذى ينضوى تحته غالبية المصريين.
ما رأيك فيمن يرى ضرورة اجتثاث الإسلاميين نهائيا من ساحة العمل السياسي؟
- لا أتفق مع هذا الرأى لأنك فى نهاية الامر تتحدث عن فصيل مصرى لذا أعتقد أن المصالحة السياسية والمجتمعية لا مفر منها بعد فترات الاستقطاب الحاد التى واجهناها خلال العامين الماضيين.
وما الأسس التى ينبغى عليها إجراء المصالحة؟
- بداية لابد أن يكون لدى كل طرف رغبة صادقة فى التصالح والعمل المشترك والمشاركة فى العملية السياسية،
لكن هل تعتقد أن الأطراف كافة لديها الرغبة فى المصالحة؟
- ينبغى على الأقل أن يكون لدى الجميع الرغبة فى إحراز تلك الخطوة وإلا لن يكتب لها النجاح وعلى عكس ما يرى البعض فإن المصالحة مطلوبة مع كافة الفصائل وليس بين الإسلاميين ومعارضيهم فقط.
البعض يرى أن الدعم الخليجى خاصة السعودى والإماراتى لثورة 30 يونية مثيراً للريبة؟
- سيقول التاريخ إن الموقف السعودى والإماراتى والخليجى بشكل عام باستثناء الموقف القطرى الداعم لثورة 30 يونية يعيد للأذهان موقف تلك الدول الشقيقة الداعم لمصر فى حرب عام 1973، وأن هذا الموقف سيبقى نقطة مضيئة فى تاريخ العلاقات العربية وسيؤكد للأجيال المقبلة أنه لا بديل عن الوحدة بين الشعوب العربية كى تصنع مستقبلاً مشتركاً واعداً بالنسبة لشعوبها.
المملكة السعودية على وجه التحديد راهنت بعلاقاتها الدولية من أجل دعم مصر؟
- بالطبع راهنت المملكة بعلاقاتها الدولية من أجل دعم الموقف المصرى وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مدى حب خادم الحرمين لمصر ورغبته الجادة فى الوقوف بجانبها.
بماذا تنصح الأنظمة والحكام بعدما شهدته المنطقة من ثورات؟
- ينبغى على الأنظمة والحكام الامتثال لرغبات وأهداف شعوبهم والكف عن الاعتقاد بأنهم منزلون من السماء هذا زمن ولى ولن يعود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.