سلطت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليوم السبت الضوء على ملف الفرنسيين الذين ينخرطون فى الجهاد بسوريا الذي وصفته بال"مقلق". وذكرت الصحيفة أن قضية الإسلاميين الفرنسيين الخمس الذين ألقي القبض عليهم مطلع الشهر الجاري لاتهامهم بعملية سطو على أحد المطاعم بالقرب من باريس بهدف تسهيل تمويل سفرهم إلى سوريا تمثل أحد مظاهر وجود الإرهابيين في فرنسا، الذين يطلق عليهم وزير الداخلية مانويل فالس "أعداء الداخل". ونقلت "لوفيجارو" عن آلان وشييه، رئيس إدارة الاستخبارات الخارجية السابق، قوله إن هؤلاء يتميزون بالجهل بالإسلام، ولا يتحدثون اللغة العربية كما أنهم لم يقرأوا القرآن الكريم يوما. وأشارت الصحيفة اليومية الفرنسية إلى أن الجهاديين الفرنسيين الذين يتخرطون فى القتال فى سوريا يتم تلقينهم على يد أئمة وهابيين يدعون إلى العودة إلى العصر الذهبي، وبالتالي تولدت لديهم رغبة في العمل الخارجي لمقاومة الظلم والاستبداد، وذلك يمر عبر مشاهدتهم لآلاف المرات لمقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" تتم من خلالها الدعوة إلى "الحرب المقدسة" ضد "طغيان بشار الأسد". وأوضح آلان وشييه أن هؤلاء "المرشحين للجهاد يتوجهون إلى سوريا بسهولة، والأمر لا يتطلب بالضرورة سفرا منظما إذ يستقلون حافلة إلى إسطنبول في تركيا والموضوع لا يتطلب منهم كما المواطنين في معظم الدول الأوروبية "جواز سفر أو تأشيرة دخول" (إلى الاراضى التركية)، ثم يدخلون إلى الحدود السورية عبر تركيا..مشيرا إلى أن هذه الرحلة تتكلف ما بين 300 إلى 500 يورو فقط. وتابع "بمجرد دخولهم إلى سوريا، فإن هؤلاء الجهاديين الفرنسيين الذين يجهلون كل شىء عن القتال والجغرافيا وواقع الحرب، فغالبيتهم تكون مهامهم تتركز على الطهي، وتوصيل المياه وأطباق الطعام.. وبعبارة أخرى، فإن قلة منهم تتاح لهم فرصة للقتال وحمل السلاح، مثل زعيم المتمردين الفرنسي السوري عبدالرحمن العياشي المكنى ب"أبو حجر"، والذي قتل في 19 يونيو الماضى. وحذرت "لوفيجارو" من مخاطر عودة الجهاديين الفرنسيين المنخرطين في القتال بسوريا ضد قوات بشار الأسد، إلى الأراض الفرنسية لا سيما مع احتمال عملهم على تجنيد متطرفين آخرين، بعدما تدربوا على كيفية التعامل مع المتفجرات، مؤكدة أن هولاء الجهاديين يمثلون "قنبلة موقوتة" خاصة وأن العدالة لا يمكن أن تعاقبهم دون وجود أدلة.