الصحة تاج علي رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضي وبدون الصحة التي هي الثروة الحقيقية لأي إنسان يتحول إلى شبح يعيش بلا روح أو أمل ،وهى حق شرعي كفلت المواثيق الوطنية والدولية رعايته من قبل الدولة تجاه مواطنيها ،حيث تعتبر الصحة سلعة عامة أو سلعة اجتماعية، ومن ثم لا يمكن أن تترك لتقلبات السوق فينهار الحق في الصحة ،خاصة مع انتشار العديد من الأمراض عالمية الانتشار كأنفلونزا الطيور والخنازير و قد أظهرت هذه الأمراض خطورة تنازل الدولة عن أداء دورها في الحفاظ على صحة المواطنين . ومن هذا المنطلق حاورت بوابة الوفد الأستاذ الدكتور "محمد نصر" أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومي ووزير الصحة والتأمين في حكومة الوفد الموازية . أكد "نصر" أن مشاكل الشعب المصري تتلخص في عدد من العوامل يمكن علاجها بالعلاج الوقائي وأول هذه العوامل تنحصر في الرياضة فلم يعد للرياضة دور لدي الشباب ولم يعد هناك إقبالا عليها ولم تعد هناك نوادي تشجع الأطفال وأولياء الأمور على الذهاب إليها بشكل مستمر حتي ينشأ الشاب بجسم سليم وعقل سليم وهنا يأتي دور الدولة ووسائل الإعلام فالدولة يجب أن توفر الأماكن التي يستطيع الشباب والأطفال فيها ممارسة الرياضة بحرية ، ووسائل الإعلام يجب أن تطلق برامج إعلامية تحث الشباب على ممارسة الرياضة. وأشار "نصر" إلي أن ثاني هذا العوامل وهو التدخين الذي يعد ظاهرة سلبية والذي يلاحظ أنه يبدأ في سن مبكرة عند الشباب وتزداد شراهتها عبر السنين وتتمكن من جسم الإنسان فيصبح عبدا لها ولا يستطيع الفكاك من بين أنيابها وأرى أنه يجب فرض ضرائب علي صناعة التدخين من عائدها يمكن إنشاء مصحات لإقلاع المدخنين عن التدخين وعلاج كافة الأمراض المترتبة علي السجائر وأريد أن أؤكد علي أن التدخين السلبي أخطر بكثير جدا من التدخين الإيجابي فالمدخن السلبي يأخذ أضرار التدخين بالإضافة إلي إمكانية العدوى من الأمراض الموجودة لدي المدخن الأصلي ودور الدولة يجب أن يتمثل في محاربة التدخين في الأماكن العامة وتوفير أماكن خاصة بالمدخنين وتوعية أولياء الأمور علي عدم التدخين في وجود الأطفال لأن الأطفال أكثر تضررا من التدخين السلبي . وأضاف الدكتور "محمد نصر" أنه يأتي بعد ذلك مرض السكر الذي يصيب أكثر من 40% من الشعب المصري فوق سن الأربعين سنة وهناك نوعان من السكر سكر يعالج بواسطة الأنسولين وهو غالبا سكر وراثي وسكر يعالج عن طريق أخذ العقاقير عن طريق الفم وهذا يأتي نتيجة سوء التغذية والعادات الغذائية السيئة والتي تتلخص في زيادة نسبة النشويات والسكريات في المشروبات مما يرهق البنكرياس وطرق الوقاية من مرض السكر هو أولا اعتبار أن السكر وباء قومي لابد أن تتضافر كافة الجهود في سبيل التخلص منه حيث أن تكلفة العلاج تفوق بمراحل تكلفة الوقاية ، وأول طرق الوقاية بسيطة جدا تتمثل في العامل الأول السابق ذكره وهو ممارسة الرياضة ، حيث أن ممارسة الرياضة ولو بشكل بسيط جدا تؤدي إلي مساعدة الجسم في التخلص من السعرات الحرارية وبالتالي انخفاض مستوي السكر في الدم ، ثاني طرق الوقاية هو الاهتمام بالتركيبة الغذائية والتركيز علي الخضروات والأغذية ذات السعرات الحرارية المنخفضة والبعد تماما عن الوجبات السريعة لأنها تؤدي إلي زيادة مستوي السكر. اشار "نصر"الي المرض الأخطرعلي صحة المصريين بعد ما سبق ذكره انه إمراض "الكبد" التي تتنوع ما بين التهاب بسيط إلي الالتهاب الفيروسي "سي" ومضاعفاته التي تتمثل في سرطان الكبد ويصيب الالتهاب الكبدي الفيروسي سي نسبة لا تقل عن 20% من أفراد الشعب المصري ، ومما يزيد الخطورة أن غالبية الشعب المصري تتجه أوزانهم إلي البدانة وهو ما يلقي بعبء كبير علي الكبد الذي يمكن أن يصاب بالتشحم . وعن السياسة الوقائية التي من المفترض إتباعها قال "نصر" من حيث اكتشاف المرض مبكرا وإجراء الفحوصات الطبية الدورية ومن أهم هذه الفحوصات فحوصات البروستاتا للرجل ومستوي السكر في الدم وإنزيمات الكبد وعمل اشعات علي الثدي بالنسبة للمرأة دوريا كل سنة علي الأقل وعمل فحوصات لعنق الرحم وجداره وفحص الأسنان عند الأطفال ومراجعة طبيب الأسنان لان نظافة الفم والأسنان وفحصها بشكل دوري يقلل ن حدوث أمراض القلب لدي الأطفال. وأشار الدكتور "محمد نصر" إلي أن كل ما سبق طرق وقائية ستؤدي إلي تفادي أمراض عديدة وخطيرة أو اكتشافها مبكرا وهو ما يقلل من عبء العلاج علي الفرد وعلي المجتمع علما بان تكلفة العلاج في المراجل المتأخرة للمرض يكلف الدولة أموالا طائلة لا يتحملها أي تأمين صحي وتصبح غير قادرة علي تغطية تكاليف العلاج ، ولم تعد الوقاية من الأمراض هي مكافحة البلهارسيا والانكلستوما والملاريا وإنما أصبحت علما كبير تدخل فيه البيولوجيا الجزيئية المانعة والهندسة الوراثية فمن طرق الاكتشاف المبكر للأورام مثل سرطان الثدي عند المرأة ، البحث عن وجود الجين الحامي من المرض ويتم ذلك بمسح فيلورسكوبي للكارت الجيني للخلية ولا يتم إجراء الفحص علي كل المرضي وان يتم الفحص علي الأسرة التي بها تاريخ ايجابي لهذا المرض وكذلك الأمر رأت منظمة الصحة العالمية وضع خطط وقائية لجميع الأمراض والتي يمكن تفاديها أو اكتشافها مبكرا. مضيفا في النهاية أري أن تطوير الرعاية الصحية في مصر وتطوير التأمين الصحي هو جزء لا يتجزأ من تطوير منظمة الصحة في مصر سواء من ناحية الوقاية أو العلاج أو تدريب الأطباء وهيئة التمريض والعاملين ، كذلك فان التامين علي المسنين من كبار السن في حالات العجز هو جزء لا يتجزأ من منظومة الرعاية الصحية .