إلا الوفد حزباً وصحيفة.. هذا ما كان يردده أستاذى العظيم الراحل مصطفى شردى مؤسس جريدة «الوفد» وأول رئيس تحرير لها.. رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان.. هذا الشعار كان يرفعه فى وجه الطغاة من نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك وضد الفاسدين المفسدين من الحزب الوطنى.. وكان الراحل الكريم يحمل على كاهله ما تنوء الجبال عن حمله فى مواجهة أصحاب الذمم الخربة، وعلمنا رحمه الله فى صحيفة الوفد أن نستل أقلامنا بلغة الفرسان شاهرين أقلامنا فى وجه كل الفاسدين الذين يحاولون أن ينالوا من الوفد ورموزه، و دفع حياته ثمناً لهذا النضال وفاضت روحه إلى بارئها وهو يردد أمامى وكنت فى مقتبل عمرى الصحفى «مصر.. مصر.. مصر». وما أشبه الليلة بالبارحة، فمازال أبناؤه وتلاميذه يواصلون نفس النضال ضد الفاسدين فى كل الأزمان والعصور، ولا يحلو لهؤلاء الفاسدين إلا الهجوم على الوفد ورموزه الوطنيين الذين لا يفكرون إلا فى مصلحة مصر والمواطن، والهجوم الآن يزداد ضراوة ضد الوفد وقادته ورجاله لأنه لايزال رمز النضال الوطنى ليس فقط ضد الاستعمار الغاشم ولكن ضد أهل الفساد وهم شبكات «عنكبوتية» متشعبة فىمجالات كثيرة.. وأهل الفساد والذمم الخربة لا يحلو لهم إلا هدم كل الرموز الوطنية التاريخية وإعلان الحرب على كل المؤسسات الوطنية التى لا تعمل إلا لمصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى. حزب الوفد فى الفترة الأخيرة تعرض لتجريح شديد من حثالة القوم الذين يريدون للحزب والصحيفة الخراب والدمار..وبعد ثورة30 يونية ورحيل نظامين مستبدين وفاشلين، اتخذ الشعب المصرى العظيم قراراً عظيماًبفرض إرادته وخلع النظامين المتجبرين.. والآن ونحن فى المشهد السياسى الجديد بعدخلع نظام الجماعة غير المسلحة التى تمارس الإرهاب وتروع الناس، ظهرت جماعة المنتفعين من أنصار الحزب الوطنى والتى عقدت فيما بينها «لوبى» خطيراً تحدثت عنه أول من أمى بهدف السطو على السلطة من جديد، وتصور خيالهم المريض أنهم سيضحكون على الأمة المصرية التى بلغت الفطام السياسى. الوفد هو بيت الوطنية المصرية حتى لو كره فلول الحزب الوطنى المنحل، ولو كره المنتفعون وأصحاب المنافع والمصالح الذين يتآمرون حالياً على مصر لاختطافها. كما فعل الإخوان بعد ثورة 25 يناير 2011، وتمكنوا فى غفلة من الزمن من اختطاف الوطن، وراحوا يمارسون سياسة الإقصاء والاستئثار فى الحكم ثم سياسة الإرهاب والترويع والقتل والسحل والذبح،. الآن منتفعو الحزب الوطنى صور لهم خيالهم المريض أنهم قادرون على العودة إلى تصدر المشهد السياسى من خلال اللوبى الذى تم تشكيله للقفز على السلطة.. وبدأ اللوبى يقوم بممارسة أبشع أنواع الهجوم على الوطنيين من أبناء هذه الأمة العظيمة وعلى رأسها حزب الوفد وقادته الذين دائماً ما يتخذون المواقف الوطنية التى تنتصر للوطن والمواطن.. وأطلقت فضائيات وصحف مستقلة هجوماً عنيفاً على الوفد على أيدى رجال الوطن بدون سابقة إنذار سوى أنهم يريدون تنفيذ مخططهم للسطو على السلطة من خلال إسكات صوت الوطنية بالبلاد ثم الانفراد مرة أخرى بالسلطة. أولى هذه الخطوات تمت من خلال الدعوة إلى إجرء الانتخابات البرلمانية بالقائمة الفردية حتى يتمكن هذا للوبى الخطير من إغداق المال على مرشحيهم وبعدها يشكلون الحكومة.. وبذلك يتحكم المال السياسى فى السيطرة على الدولة.. وهذه هى المصيبة الحقيقية.