نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا مطولا عن جولة لمدير تحريرها "بينى تسيفار" في القاهرة وصف فيه المصريين ب"المساطيل"، رابطا ذلك ب "ارتفاع الإقبال على شراء الحشيش إلى أرقام مرتفعة لا تصدق" على حد زعمه. وبدأ "تسيفار" تقريره عن القاهرة من النهاية أي أثناء مغادرته لها، منتقدا الروتين الأمني لشركة الطيران الإسرائيلية "العال"، موضحا أن "الرحلة استغرقت وقتا قصيرا إلا أن الفحوصات الأمنية والتكدير وأسئلة رجال الأمن السخيفة وإحساسك بأنهم يتعاملون معك ليس كإنسان بل كأنك متاع يجب نقله بسلام من مكان إلى آخر، كل هذا يجعلك تفقد أعصابك وتخرج عن صوابك". وأضاف أن مصر تتمتع أيضا بالنظام الأمنى "لكن بما أن نمط الحياة فيها بشكل عام هادئ وسلبي فتنطبق هذه السلبية أيضا على النظام الأمنى". وسرد "تسيفار" رحلته فى شوارع القاهرة، واصفا المصريين ب "المساطيل"، ويضيف:" عندما كنت أسير فى الشوارع كنت أشعر أن الناس من حولى فى عالم آخر فهم "مساطيل "وكنت ألاحظ هذا الأمر بشكل خاص فى نهاية كل أسبوع، أى مع ارتفاع الإقبال على شراء الحشيش فى مصر إلى أرقام مرتفعة لا تصدق". وتطرق إلى فرح شعبى فى أحد الشوارع المطلة على قصر الرئاسة الكائن فى حي عابدين، موضحا أن الحفل كان "فى قلب الحي نفسه، أي أنهم يغلقون الشارع أمام حركة المرور، ولا داعي لأن تسألني أسئلة محرجة، فهذا ما يحدث فى القاهرة". وأضاف "فتحوا النوافذ على مصراعيها وجلس المدعون يستمعون إلى عرض الفرقة الموسيقية النوبية "رانجو" التى كانت ترتدي ملابس تقليدية وفريدة، وكان يقدم للمدعوين أطباق كبيرة ممتلئة بالفاكهة، ولكن الشىء الإساسي كان صواني صغيرة من الحشيش، وكل هذا بالمجان وعيش حياتك". وتعجب "تسيفار" من حال المصريين وشعورهم باللامبالاه تجاه القانون قائلا "على الرغم من أن القانون يحظر تعاطى الحشيش والمتاجرة فيه, لكن المناخ العام يحول القانون إلى مجرد توصية. فالشرطة تستطيع أن تداهم المكان وتلقى القبض عليهم، لكنهم لا يشغلون بالهم بذلك" ويضيف "لذلك تروني أضحك عندما يحدثوننى عن المبادئ والدين وغلبة الإسلام فى مصر. فصحيح أن هناك مبادئ لكن هناك أيضا سلوكيات سيئة وحرية تصرف مفرطة ومن لا يرى هذه الأمور بنفسه، لا يستطيع أن يفهم كيف تتواجد كل هذه التناقضات فى آن واحد." ويبدى " تسيفار" إعجابه بالقاهرة رغم كل هذه التناقضات التي رآها وبالشباب المصري، قائلا "في القاهرة سعادة كما يوجد حزن، لكن هناك سعادة بالقليل الذي وهبه الله للإنسان"، داعيا الشباب الإسرائيلي إلى زيارة مصر "كي يفهم طبيعة التسامح ومعرفة الآخر القريب".