نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، أمس، تقريراً استطلاعياً عن جولة قام بها مدير تحريرها فى مصر، بمناسبة مرور 40 سنة على حرب الاستنزاف، و36 سنة على حرب أكتوبر. بدأت الرحلة التى قام بها مدير تحرير الصحيفة «بينى تسيفار»، والمصور «نير كفرى»، من حصون خط بارليف إلى مدينة بورسعيد، مروراً بالإسماعيلية وفايد والسويس، ثم القاهرة. بدأت رحلة «هاآرتس»، باستئجار سيارة من محطة الترجمان بالقاهرة لتنقل الصحفيين الإسرائيليين إلى فايد والإسماعيلية ثم السويس، وعندما وصلا حصون خط بارليف المحطمة، وبالتحديد عند النقطة الإسرائيلية الحصينة المعروفة باسم «تبة الشجرة» قرب الإسماعيلية، التى تحولت لمتحف مفتوح يخلد هزيمة إسرائيل، قال تسيفار إن هذه المشاهد ستبقى فى مكانها حتى بعد مرور 200 سنة، وتشبه لكمة قوية ومتجددة تسدد فى وجه إسرائيل. ويضيف أن الشرطة استوقفتهما، وأجرت معهما تحقيقاً قصيراً، وتبادل رجال الشرطة جوازى سفرهما، وبدأت أجهزة اللاسلكى تطلق صفيرا مدويا، قبل أن يوبخهما الضابط، واستوقفهما حوالى ساعتين، حتى جاءت مجموعة من رجال الشرطة لترافقهما أثناء تحركاتهما فى المنطقة. لم يجد الصحفى الإسرائيلى ما يجذبه فى فايد والسويس سوى مقابر الحلفاء، وميناء الصيادين. لكنه وجد ضالته فى «ترب الغفير» بالقاهرة حيث قابل رجلا عجوزا يعيش حياة فقيرة ومعدمة، ومع ذلك يفتخر بأنه ينام بجوار قبر أمير الشعراء أحمد شوقى، شأنه شأن العجوز الآخر الذى يفتخر بأنه يسكن فى «حوش» حسن باشا حسنى «جزمجى» الملك فاروق. ومن «ترب الغفير» إلى مقهى فى حى الجمالية، يتحدث عن مطرب سورى يتجول بين المقاهى حاملاً «العود» بأغنية «قوم يا مصرى»، ويضغط على المقطع الذى يقول: «خد بنصرى نصرى دين واجب عليك». قبل أن يغنى له أيضا «يا جمال الشام»، وبعض أغانى ليلى مراد. وفى نهاية جولته يزور حماماً بلدياً، ومستوقداً لطهو الفول. ويصف معاناة أصحاب المستوقد بسبب حملات المداهمة التى تنفذها وزارة البيئة لمنعهم من حرق القمامة والأخشاب أثناء طهو قدور الفول.