استغرب ممن يطلقون علي الجماعات التكفيرية بسيناء مسمي الجماعات الجهادية لأن ما يرتكبه هؤلاء في حق مصر، وفي حق الإسلام نفسه أبشع وأكثر ضرراً مما يرتكبه أعدي أعداء الوطن والدين.. فهل بعد ذلك نسميهم جهاديين! أي جهاد في قتل 16 جندياً مصرياً وهم يتناولون أول رشفة ماء عند انطلاق مدفع الإفطار؟.. هل هذا جهاد؟ أي جهاد وهم يقومون كل يوم بقنص واستهداف رجال الجيش والشرطة حتي وصل عدد الشهداء إلي أكثر من 60 شهيداً منذ رحيل مرسي عن الحكم وحتي الآن؟ بالطبع أتفهم لماذا يطلق الإخوان وأتباعهم وقنواتهم علي هؤلاء المجرمين لفظ «الجهاديين»، لأن هؤلاء أهلهم وعشيرتهم بل ويعملون لخدمة مصالحهم، ويكفي أن نذكر تصريح البلتاجي الذي كشف فيه - دون أن يقصد - العلاقة الوثيقة بين هؤلاء الوحوش الآدمية وأشقائهم علي منصة رابعة العدوية، فقد قال الرجل: إن الإرهاب في سيناء سيتوقف فوراً بمجرد أن يعود مرسي للحكم.. فهل بعد هذا دليل علي قوة العلاقة؟ إذن عندما يطلق «هؤلاء» علي «أولئك» لفظ الجهاديين فمعهم حق لأنهم ضمن عصابتهم ويأتمرون بأمرهم، أما الذي لا أفهمه فهو قيام فضائيات وصحف كثيرة بهذا الجرم فهو في رأيي نوع من الجهل والتسطيح.. فهؤلاء أبعد ما يكونون عن الجهاد وشروطه.. فهل قتل الجنود الصائمين يعد عملاً جهادياً؟ الشيء الآخر الذي أحزنني هو تعاطف البعض مع الأربعة المجرمين الذين قتلتهم طائرة الأباتشي المصرية عندما كانوا يجهزون لإطلاق عدة صواريخ ضد عدة أهداف مصرية أولها كوبري السلام المعلق فوق قناة السويس.. فقد فوجئت بجنازة حاشدة من أهالي سيناء لدفن هؤلاء المجرمين.. صحيح أنهم ينتمون لقبائل كبيرة في سيناء.. لكن الصحيح أيضاً أن مشايخ القبائل سبق أن أدانوا أعمال الإرهاب في سيناء وأباحوا دم فاعليه.. خاصة أن هذه القبائل أول من اكتووا بنارهم، وسبق أن قام هؤلاء الإرهابيون باستهداف زعيم إحدي القبائل السيناوية الشهيرة وهو بصحبة نجله وأمطروهما بوابل من النيران فقتلوهما علي الفور عقاباً لهما علي وقوفهما بجوار الجيش والشرطة في عملية البحث عن الجنود السبعة المخطوفين. إذن التعاطف مع هؤلاء مرفوض لأنهم أبناء «عاقون» يجلبون الأذي والمصائب والكوارث لقبائلهم، وكان الأولي بقبائلهم أن تلجأ للتبرؤ منهم ب «التشميس» وهو إجراء سيناوي معروف، يعني طرد الابن المجرم من رحمة القبيلة واستحلال دمه. فما الذي حدث ولماذا تتعاطف القبائل مع «قتلة» سبق أن ارتكبوا جرائم قتل الأبرياء من المدنيين والعسكريين؟.. إذن يا سادة أرجوكم لا تصفوا هؤلاء المجرمين في سيناء بالجهاديين لأن ما يفعله هؤلاء أبعد ما يكون عن أعمال الجهاد وخدمة الإسلام.. إنهم يقتلون البشر ويروعون الآمنين ومثلهم تماماً مثل الحيات والثعابين فلا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة، لأن في بقائهم علي وجه الأرض فساداً، وقتل الأبرياء والشرفاء من خيرة أبناء الوطن. إذن قولوا تكفيريين ولا تقولوا «جهاديين» لأن هذا هو الوصف المناسب لجرائمهم وسلوكهم.