محمود ياسين فنان قدير بمعني الكلمة رحلة طويلة من العطاء في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، 175 فيلما سينمائيا وعشرات المسلسلات والمسرحيات كان شاهدا علي مراحل تطور السينما وحتي إخفاقها.. تحدثنا معه في هذا الحوار حول ثورة 30 يونية واتجاهه للدراما الإذاعية ونصيحة لرؤساء مصر السابقين ومشاكل السينما ومستقبلها ورأيه في دراما رمضان وماذا يقول بعدما يقرب من 50 عاما في مشواره السينمائى،وأسباب قلة أعماله الفنية في الآونة الأخيرة. ماذا كان شعوره يوم 30 يونية ونجاح الثورة الثانية؟ - يوم عظيم وملحمة عظيمة شعب يتحرك وينزل للشوارع والميادين بالحكمة الكاملة والوعي بضرورة التغيير مشاعر وطنية صادرة من وجدان الملايين الشعب المصري العظيم كان لديه القدرة علي التغيير وإجبار العالم علي احترام إرادة الشعب المصري، مصر حماها الله في هذه الثورة العظيمة عشرات الملايين كانوا علي قلب رجل واحد لإحداث التغيير والوصول لحياة أفضل. هل نزلت أسرتك للميدان؟ - بالطبع ابنتي رانيا وزوجها محمد رياض ونجلي عمرو وزوجته آيات أباظة كانوا جميعا في قلب الميادين للتعبير عن آرائهم والوقوف مع ملايين المصريين للمطالبة بالتغيير. ما تقييمك لرؤساء مصر السابقين؟ - هذا السؤال يستفزني أحيانا وأقول مين ميحبش الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والزعيم الراحل أنور السادات قدموا كل ما عندهم لمصلحة الوطن.. ولا يستطيع أي إنسان أن يمحو 30 سنة حكم فيها مصر الرئيس السابق حسني مبارك بما فيها من سلبيات وإيجابيات. وماذا تقول عن حكم الإخوان؟ - «لا تعليق». لماذا اتجهت للدراما الإذاعية هذا العام؟ - بداية أنا أصلا عاشق للتمثيل في الإذاعة وقدمت عشرات المسلسلات الناجحة علي مدي سنوات والمصريون مرتبطون وجدانيا بالإذاعة في رمضان في مسلسل «نقطة نور» الذي يذاع حاليا علي شبكة البرنامج العام أجسد شخصية وطنية عاصرت العديد من الأحداث في مصر، والشخصية ثرية بمعني الكلمة من الناحية الفنية وأنا سعيد جدا بهذا العمل. هل تعتقد أن المسلسل الإذاعي يحظى بالاستماع وسط هوجة الفضائيات؟ - يخطئ كثيرا من يتصور أن الإذاعة لا تحظى بنسبة استماع علي العكس تماما الناس تجلس داخل سياراتها بالساعات ومن الطبيعي أن تستمع للإذاعة ومن الطبيعي أيضا أن الدراما الإذاعية لها سحر خاص. ما رأيك في دراما رمضان هذا العام؟ - بصراحة شديدة أنا متفائل بالأجيال الجديدة من شباب المبدعين في التمثيل والإخراج والتأليف لن أذكر اسماء بعينها ولكني أشاهد إبداعات ربما لم تكتمل بعد ولكن مصر مليئة بالمواهب التي تستطيع أن تتحمل العبء كاملا في السنوات القادمة. أعمالك تبدو قليلة في السنوات الماضية؟ - من الطبيعي أن تتوارى قليلا وتترك الفرصة كاملة للشباب ولكني في نفس الوقت لم أتوقف أبدا قدمت في الآونة الأخيرة عدة أفلام ناجحة آخرها «جدو حبيبي» وأنا بشكل عام أبحث دائما عن النصوص الجيدة ومعنديش كسل يعني في المسلسل الإذاعي «نقطة نور» بمجرد إعجابي بموضوع المسلسل وافقت علي الفور كل عمل أقدمه أريد أن يضيف لتاريخي. هل هناك أفلام لمحمود يس تحب مشاهدتها أكثر من مرة؟ - بصراحة لا أستطيع أي رؤية أي فيلم لي أو لغيري أكثر من مرتين تلك طبيعتي التي لن أغيرها ولست من هواة تكرار المشاهدة حتي لو كانت بعض هذه الأعمال من كلاسيكيات السينما. هل السينما المصرية تعاني من أزمة حقيقية؟ - طبعا تعاني السينما من مأزق شديد منذ 5 سنوات هناك مشاكل كبيرة لتسويق الصناعة نفسها أصبحت مهددة السينما حاليا تنتج 10 أو 15 فيلما في السنة علي أكثر تقدير. في حقبة السبعينات كانت السينما تنتج 120 أو 130 فيلما في العام الواحد؟ - للأسف الشديد الدولة تخلت عن السينما تماما في العقود الماضية مما جعل السينما تعيش حاليا في مرحلة تهديد حقيقي للصناعة نفسها. ولكن أعتقد أن الأجيال الحالية لا ترتقي لمواهب الزمن الجميل؟ - لا أستطيع قول ذلك، فالسينما المصرية مليئة بالنجوم من الشباب ولديهم موهبة حقيقية المشكلة في الصناعة وليست في المواهب. هل نري محمود يس قريبا في السينما أو التليفزيون؟ - مفيش حاجة محددة الآن ولكن كما قلت أبحث دائما عن العمل الجيد كما حدث مع فيلم «جدو حبيبي» كان بالفعل عملاً رائعاً وإضافة رائعة لتاريخي.