موهبة تمثيلية كبيرة تثبت من عمل إلي آخر أن كل من يراهنون علي نجاحها يكسبون الرهان في كل وقت ومع كل طلة لها علي الشاشة ظهرت في رمضان هذا العام في ثوب جديد الملكة الفرعونية كليوباترا وقدمت الدور بكثير من الامتاع والإقناع والمصداقية. سلاف فواخرجي واحدة من أهم الممثلات العربيات التي تتجاوز شهرتها وموهبتها حدود سوريا، وبالرغم من ذلك دائما ما يوجه لها الكثير من الانتقادات بسبب اهتمامها بتجسيد الشخصيات التاريخية، فهي تحلم بتجسيد شخصيات تاريخية كثيرة مثل روزاليوسف وغيرها ولا تهتم من قريب أو بعيد بآراء منتقديها وتواصل مسيرتها بنجاح وثقة وإصرار فهي لا تهتم سوي بتحقيق أحلامها ورغباتها في صنع بصمة حقيقية في تاريخ الدراما العربية ونجحت إلي حد كبير في صنع هذا بلا شك وما زال أمامها المشوار طويلا.. التقيناها فكان هذا الحوار.. مارأيك في الانتقادات التي وجهت الي مسلسل كليوباترا ؟ العمل كان مشروعاً بيني وبين وائل حتي الفكرة لم تخطر علي بالي، وائل عرض علي الفكرة منذ 3 سنوات، ورحبت بها كثيرا، وبالفعل تعاقدنا علي الفكرة مع مدينة الانتاج الاعلامي، ولم يكن وقتها هناك ورق للعمل، بعد عام ابلغتنا مدينة الانتاج الاعلامي بصعوبة انتاج العمل، وبعد ذلك تبني الموضوع شركة عرب سكرين، وطلبنا من الاستاذ قمر الزمان كتابة العمل .. وأنا راضية عن العمل. كيف تتعاقدين علي فكرة بدون ورق؟ لان العمل معروف ولا يوجد به احداث جديدة، وعندي فكرة عن القصة من البداية حتي النهاية . هل كان هناك ورق في مدينة الانتاج الاعلامي، وتم عرضه عليكم وعلي هذا الاساس تعاقدتم ؟ لا، كانت توجد ورقة من الاستاذ ابو العلا السلاموني عبارة عن ملخص لحياة كليوباترا وموجودة في اي كتاب عادي ومعلومات معروفة، ولم تكن هناك مادة مكتوبة . الم تخشي عند تقديمك لشخصية كليوباترا من المقارنة بينك وبين اليزابيث تايلور ؟ لا .. لان عندي وجهة نظر في الاعمال التي قدمت علي كليوباترا، واليزابيث تايلور طبعا ممثلة عظيمة وعالمية، ولكن انا عندي كمشاهدة وجهة نظر بالفيلم، ولكن الناس لأنها عارفة الفيلم وبتحب الممثلة فجعلت من هذا الفيلم وثيقة، وهذا صحيح، ولكن لو جلسنا وشاهدناه سنجد فيه مشاكل كثيرة، توجد افلام عن كليوباترا ممنوعة من العرض لانها اباحية، وهناك افلام ضد كليوباترا تماما، وليس شرطاً ان تكون هذه الافلام هي الصح وانا الغلط والعكس كذلك، ولكن انا كمشاهدة لم احب الفيلم المشهور الذي انتج عام 1963 لان به مشاكل كثيرة، أحب اليزابيث تايلور وريتشاد بينتون، ولكن ليس فيلماً عظيماً، وكان مصروفاً عليه وقتها ملايين الدولارات، ويوجد به ابهار بصري، وانتاج واضح، لكن عندما شاهدت الفيلم اكثر من مرة، ولم اطلع بشيء سوي مشهد واضح، والملابس كلها رومانية، لا توجد ملابس فرعونية خالص، وبه ملل واطالة، وكان هدف الفيلم ان كليوباترا ملكة مصرية اشتهرت عن طريق قيصر وانطونيو وروما، ودائما نري كليوباترا من وجهة نظر الغرب، وكان هدفنا لماذا لا نراها بطريقة ثانية، خصوصا ان معظم المصادر التي كتبت عنها من اعدائها ومنافسيها، وكانوا يطلقون عليها ملكة العار، ولم ينصفها احد، سوي شكسبير ولكن من وجهة نظره كامرأة غواية، لماذا دائما معتمدون علي الغرب في ابحاثنا وآثارنا، ولذلك قدمنا العمل بطريقة ثانية خالص، ولم نعتمد علي ان الفيلم وثيقة، وهو ليس وثيقة . الفيلم مجرد وجهة نظر؟ بالفعل الفيلم مجرد وجهة نظر وممكن يعمل منه عشرون عملاً، ولكن المهم، ما وجهة نظرك .. وهل هي صح ام خطأ وفي النهاية انا قدمت عملاً راقياً بدون اسفاف . بماذا تفسري الانتقادات التي وجهت للعمل ؟ انا مسبقا كنت متوقعة هذا الهجوم من قبل تقديم العمل ومن اول ترشيح اسمي لبطولة المسلسل، وبعد ذلك لما طلع د. زاهي حواس وانتقد العمل. الدكتور زاهي حواس انتقد الملابس والفترة التاريخية والاشخاص .. وأكد ان كل هذا غير صحيح ؟ انا كنت اتمني لو كان الدكتور زاهي حواس مشرفاً علي العمل، ونحن طلبنا منه ذلك ولكن لا اعرف .. الدكتور زاهي حواس قال ان نسخة من سيناريو المسلسل جاءت له بالفعل، وكان هناك بعض الملاحظات، ولم يتم تعديل السيناريو؟ لا، هذا لم يحدث والذي حصل انه رفض، والذي سمعته انه لم يكن هناك اتفاق مادي معه من خلال الشركة، وانا اعتب عليه عتاب محبة واحترام لانني من اشد المعجبين به وهو قيمة فكرية كبيرة، كيف يعلن تصريحاته بعد عرض ثالث حلقة، وكان من المفروض ان ينتظر نهاية العمل، ولم يحدث انني قرأت بعض الاخطاء في السيناريو وصمت ولم اسعي لتغييرها، واقول له كان ممكناً ان تساعدنا اكثر من ذلك حتي لو منعتنا من التصوير، بالنسبة لموضوع الملابس، نحن عندنا 30 حلقة وليس فيلم، وعمل مثل هذا يتطلب انتاجاً غير طبيعي، وشركة الانتاج كانت مغامرة بالنسبة لها ان تقوم بعمل مثل ذلك، واكيد هذه نقطة تحسب لها، ولكن في الوقت نفسه العمل كان يحتاج انتاجاً اكبر، مثلا مشهد دخول كليوباترا روما في الفيلم يوازي ميزانية المسلسل بالكامل، ولماذا لم يتحدث احد عند عرض الفيلم خاصة ان الملابس في الفيلم تعود للعصر الروماني وليس الفرعوني، علي العموم يكفيني شرف المحاولة لتمثيل شخصية اشهر ملكة في العالم . هل حبك في الشخصية جعلك تتنازلين عن اشياء كثيرة؟ بكل تأكيد.. ولكن كان هناك حدود، وكنت اتمني انه يكون اهم، ولكن انا مش متضايقة لاني عملت كليوباترا في تاريخي الفني، واعتقد انه عمل جيد لو الناس شاهدته صح، ولكن كان هناك هجوم مسبق ومن اول حلقة، نرجع لموضوع الملابس، الوثائق في هذه الفترة قليلة جدا حتي في الصور، ثانيا والموجود أن معظم الملابس شفافة او شبه عارية وطبعا هذا مسلسل، فأنا بقول للاساتذة والدكاترة ان معكم حقاً ولكن لن استطيع ان اقدم هذه النوعية من الملابس ولا حتي في السينما، وطبعا مهندس الديكور من الناس المهمين وله تاريخ كبير في الاعمال التاريخية . هل عرض المسلسل في رمضان ظلمه؟ انا بصراحة لا احب عرض الاعمال في رمضان لانه بيظلم كل المسلسلات لانه لابد ان يشاهد بتركيز اكبر . ألا تعتقدين ان اختياركم لتصوير أحداث المسلسل في سوريا أفقد العمل الكثير من مصداقيته ؟ كنت أتمني التصوير في مصر لكننا اخترنا سوريا ترشيداً للنفقات لأن المقابل المادي للتصوير في سوريا أسعاره رمزية بعكس مصر لأننا وجدنا أن التكلفة ستكون ضخمة إذا قمنا بالتصوير في الأماكن الأثرية المصرية رغم أنني كنت أتمني ذلك. بماذا تفسرين الهجوم الشديد الذي تعرضت له بعد اصرارك أن يظهر ابنك في المسلسل رغم عدم ملاءمة الدور لمرحلته العمرية؟ أريد أن أؤكد أن الأمر كله مردود إلي غيرة البعض مني وخصوصاً الفنانات فالغيرة هي التي دفعتهن لإطلاق مثل تلك الشائعات، فأنا مقتنعة تماماً وعندي يقين كامل بأن نجاح المسلسل جعل كل هذا الكم من الكره والحقد والغيرة وتلك الشائعات في طي النسيان، فكل ما يهم الناس هو العمل الذي خرج بمستوي عال وراق دون تقصير في أي من عناصره، فهذا الكلام غير مقبول من الأصل لأنني لا يمكن ان أغامر بمستوي العمل لمجرد نزوة أن أري ابني يمثل علي الشاشة في دور معين لأن ابني أصلاً خاض تجربة التمثيل أكثر من مرة وليست هذه هي المرة الأولي له وأنا عموماً لا أتدخل في اختصاصات المخرج حتي لو كان زوجي وائل رمضان . لماذا لم تقدمي شخصية كليوباترا كفيلم سينمائي؟ الانتاج سوف يرفض، والمسلسل اربح بالنسبة لهم يقال من البعض ان سلاف تفرض زوجها وائل رمضان علي شركات الانتاج؟ لا يوجد أحد سمع اني اقول ذلك من شركات الانتاج، وحتي لو قلت ذلك سيكون بسبب الثقة وليس لانه زوجي، وانا رشحت مخرجين كثر وحققوا نجاحاً ولكن لان وائل رمضان زوجي ... وبالمناسبة هو فنان وموهب جدا، وانا اشعر عندما اكون مع وائل بالراحة النفسية، وانا عملت مع اكثر من مخرج، مثلا انا اشتغلت مع صوفي الماكري عملين قبلها، ولا يوجد أحد سمع عنهم حاجة . لماذا اعمالك الاخيرة لم تأخذ نفس الشعبية ؟ علشان الناس بتنتظر اسمهان، ولم تنزل اسهمي كما يقال وجميع الفنانين بيقدموا السيرة الذاتية للشخصيات . هل اصبت بالاحباط من كثرة النقد الموجه الي اعمالك الاخيرة؟ هو مش احباط ولكنه ظلم، كنت متوقعة جزءاً كبيراً منه ولكن ليس لهذه الدرجة، مفيش تغيير في التاريخ،التاريخ في المسلسل واحد، في دراما . انت ساعدت علي انتشار المعلومات المغلوطة بعدم تعليقك عليها؟ يمكن .. ولكن لو سأظل طول الوقت ادافع عن نفسي متي سأعمل لماذا لم تفكري في عقد مؤتمر صحفي عن مسلسل كليوباترا، وطرحتي فيه كل النقاط ؟ يمكن كان ضرورياً !! هل الفنان محمد صبحي خذلك عندما اعتذر عن الدور ؟ طبعا محمد صبحي اسم كبير كان مهماً وجوده ... بماذا شعرت في الفترة الاخيرة حين وصفك النقاد السوريون انك اتجهت للدراما المصرية وتركت الدراما السورية ؟ هي محبة ويجب أن انظر للامور من الناحية الايجابية وهذا حقهم علي . هل فكرت في وقت من الاوقات ان تقضي بقية حياتك في مصر ؟ اعتقد لا، لان هذا قرار صعب من حيث الاستقرار والبيت والاسرة مارأيك في المشاحنات الاعلامية بين الجانبين المصري والسوري ؟ لا يوجد شيء، مجرد مانشتات في الاعلام، لكن لا توجد مؤامرات أو مشاحانات . بماذا تفسرين زيادة عدد السوريين في مصر؟ السوق انفتحت اكثر وزيادة عدد الفضائيات . كان طموحك وانت داخلة علي مصر في السينما .. ماذا حدث؟ للاسف كان طموحي فعلا طالما عندنا في سوريا لا يوجد انتاج سينما فمصر ام السينما ولكن معظم الذي عرض علي شعرت انه ليس هو الذي أريده . انت عملت فيلمين ليلة البيبي دول وحليم، هل هذا ارضي طموحك؟ اقرب لطموحي، لان الذي اريده كثير........ اخر اخبارك الفنية ؟ هناك مسلسل يتم الاتفاق عليه حاليا بعد ان اعتذرت عن مسلسل وادي الملوك تأليف محمد مرسي قنديل وحوار عبد الرحمن الابنودي رغم انها كانت فرصة كبيرة للعمل مع هذا العملاق. هل اعتذارك كان بسبب الدراما الصعيدية لانها جديدة عليك ؟ لا، لا توجد عندي مشكلة .. انا احب ان انوع من ادواري دائما ما العمل الاقرب في الفترة القادمة؟ عندي عمل سوري عبارة عن مسلسل اجتماعي معاصر، ولم نستقر علي اسم حتي الان .