«يا يأس يا بن الاكتئاب، أيوه ثوره مش انقلاااب، وبإذن الله حتكمل آه، لما نقضي على الإرهاب».. أحد أشعار الفنان صلاح عبدالله التي شارك من خلالها بثورة 30 يونية واكملها بجمعة تأييد الجيش، واليوم يناقش التفجيرات الإرهابية فى أحدث مسلسلاته «الوالدة باشا»، فهو صاحب الأداء الاستثنائى الذى يمزج فى كل شخصية يقدمها ما بين واقع أليم وآخر كوميدى. هذا العام يقدم شخصيتين متناقضتين ما بين صالح الفيل فى «الرجل العناب»، وسيد سرحان فى «الوالدة باشا».. وكعادته كل عام يتألق فى أدواره ويثير الجدل بها.. حاورناه فقال.. اقتربنا على نهاية الشهر الكريم، ولم تنته حتى الآن من تصوير مسلسل «الوالدة باشا». فلماذا؟ - للأسف العمل مر بظروف عصيبة كان أخطرها وفاة مؤلفه محمد أشرف الذى لم يكتب نهاية العمل، واضطرت المخرجة شيرين عادل للبحث عمن ينهيه، بالإضافة إلى توقف تصويره فترة أثناء حالة الوفاة وحزننا جميعا على صديقنا الغالى، وبداية العمل كانت متأخرة، ولكننا جميعا متفرغين لانهاء التصوير خلال يومين على الأكثر، ورغم الضغوط التى يتعرض لها فريق العمل، إلا ان ردود الفعل التى أحدثها العمل وقدرته على المنافسة وسط هذا الكم الهائل من الأحداث جعلنا نعمل فى حب. ما نقاط التقارب بين صلاح عبدالله وسيد سرحان فى «الوالده باشا»؟ - سرحان رجل طيب رومانسى رغم ان الظروف التى يعانى منها تبعده تماما عن الرومانسية، ابن بلد ويعلم معنى الأصول والعشرة وكيف يضحى من أجل من يحبهم فالشخصية جميلة وقريبة منى وبها تفاصيل كثيرة تمس كل انسان فى المجتمع المصرى، فمن يشاهده يشعرأنه شقيقه او والده أو جاره، شخصية من لحم ودم. العمل قصة أسرة مصرية فى بيئة شعبية تتحول حياتها بانفجار إرهابي.. هل ترى أن هذه مصر؟ «الوالدة باشا» هى الأم التى تعرضت لانتهاكات منذ مقتل زوجها وطفلها فى حادث إرهابى ضحت بحياتها وشبابها فى سبيل تربية أولادها، وبدأت معركتها مع الحياة، فالعمل يكشف عيوب المجتمع المصرى ويكشف مميزاته أيضا حيث يرصد علاقات الجيران وأصالتهم وجدعنة أولاد البلد، هذه هى مصر الأم وكلنا أولادها بكافة اختلافاتنا، وهى الآن تحاول ان تجمع أبناءها حولها لكنهم جميعا لا يعرفون كيف يحبونها. وما الحل حتى يحبها أولادها؟ - ما حدث فى ثورة يونية هو دعوة فى حب مصر ، ولكن اولادها فى حاجة ان يحبوا بعضا أولا وان يتوحدوا جميعا فى سبيل مصلحة البلد، نحن شعب مصر اجتمعنا على التدين وهى فطرتنا فهناك أساسيات داخلنا جميعا مسلما ومسيحيا وهوالايمان والخوف من الله والتقرب إليه، لذلك ما نحتاجه هو العمل لمصلحة البلاد وليس لمصالح شخصية، وأيا كان الرئيس الذى سيتولى زمام الأمور أو المسئولين لابد ان يضعوا مصلحة مصر فوق مصالحهم الشخصية حتى لا يكون مصيرهم محتوما. وكيف ترى اعتصام رابعة العدوية؟ - المعتصمون هم مصريون ولهم فى مصر مثل الجميع، لكن للأسف لم يفهموا أن السياسة إذا دخلت في الدين أخلت به، فالسياسة لعبة بها تجاوزات وحرمانيات لا تصح مع الدين، لذلك فالمعتصمون هناك لابد ان يعلموا ان جماعة الإخوان المسلمين لها أهداف تهتم بالعشيرة فقط، وهذا سبب نزول المصريين فى 30 يونية نحن شعرنا ان مصلحة التنظيم والجماعة أهم من مصحلة مصر، وللأسف الحكم الدينى هو أسوأ أنواع الحكم لانه يأخذ الدين طريقا إلى قلوب الناس، ولابد ان يعى الجميع أن الدين برىء من حكم الإخوان لمصر، «فعجبى على المصريين، اللى لسه مصدقيييين، اللى بقاله سنين وسنييين، بيكدب عليهم باسم الدين». خايف يا مصر.. شامم.. ريحة.. عك..خايف وردة الأم.. تتحول لشوكة شك. أبيات كتبتها وقت دعوة الجيش لتدعيم الشعبى للقضاء على الإرهاب.. مما تخاف؟ - خائف مثل جموع المصريين على بلدى، لاننا لانريد نقطة دم من إنسان مصرى مسلم أو قبطى فنقطة الدم المصرية عزيزة، نحن شعب طيب ومتسامح ووسطى ولا أعرف لماذا نعاود التفكير فى العمليات الإرهابية ونسمع كل يوم عن متفجرات، لابد ان ننتج ونعمل جيدا ونصعد بمصر لبر الأمان، فانا دعمت الجيش وقلت نعم للقضاء على الإرهاب بكل أشكاله و منابعه مهما كانت التضحيات وبخاصة فى سيناء ، ونعم لقتل الفتنة فى مهدها وهى مازالت فى مهدها ولكن معظم النار من مستصغر الشرر، ونعم لكل المحاولات الشريفة المخلصة لإنهاء هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة. لم تترك السياسة أيضا فى مسلسلك «الرجل العناب»، هل ترى ان مستوى الأداء الإعلامى للاعلاميين يستحق المناقشة؟ - شخصية صالح الفيل لا تتوقف فقط عند انتقاد الأداء الإعلامى لكنه يناقش طريقة تعامل إحدى الشخصيات التى اعتقدت نفسها أنها سياسية مع المجتمع فهو رجل مذيع ويصدق نفسه ويرشح نفسه رئيسا للجمهورية، وانشأ حزب سياسى أسماه حزب الصراحة راحة وهو حزب لايقوم لا على الصراحة ولا الراحة فى انتقاد للكثيرين الذين يدعون حبهم لمصر. «الفيل» شخصية تجمع مابين توفيق عكاشة وصلاح عيسى وشوبير وأسامة منير .. هل قصدت ذلك فعلاً؟ - لم يكن بداخلى شخص بعينه حين جسدت شخصية الفيل لكنى لا انكر اننى تأثرت بكل الإعلاميين الذين أحبهم وأرى أن اسلوبهم مؤثر، تأثرت بطريقة أحد الإعلاميين فى مقاطعة الضيوف، وآخر فى الطريقة التى أعلن بها تأثرى بالثورة، والتحدث بطريقة رومانسية، أنا أحب توفيق عكاشة وصلاح عيسى وشوبير وأسامة منير وتأثرت بهم وقدمت منهم مزج للشخصية. ولكن تقليدك لبعض الشخصيات يظهر أنك تقدم إسقاطا عليها؟ - لا أملك موهبة التقليد حتى فى الشخصيات التاريخية عندما قدمت شخصية مصطفى النحاس لم ألجأ لمذكراته لكنى احببت الشخصية وقدمتها بطريقتى أيضا فى فيلم «كباريه» قدمت شخصية صاحب الكباريه الشيخ الذى يصلى ويشرب اللبن ويبتعد عن السجائر والمنكر هو نموذج مجمع لأصحاب كباريهات كثيرين أعرفهم، وفى فيلم «الفرح» قدمت دور المونولوجيست «صلاح وردة» خلطة من زمن المونولج فمنهجى فى العمل هو حبى للشخصية واظل اذاكر فيها حتى ألتبسها لا أقوم بدراستها أو أنزل الشارع لا أرى كيف تقدم فكل ذلك فذلكة لا تعنينى. ماذا جذبك لمسلسل «الرجل العناب»؟ - هو عمل كوميدى ومختلف فى نوعية الضحك الذى يقدمه للجمهور، إضافه ان العمل كان مقررا تقديمه كفيلم وتم التجهيز له منذ خمس سنوات، لكنه تحول لمسلسل وأنا سعيد اننى أعمل مع الثلاثى هشام ماجد وأحمد فهمى وشيكو ومتحمس لهم وهم أصدقاء على المستوى الشخصى وكانوا فى كل أعمالهم يأخذون رأيى بالإضافة إلى انهم يفكرون بشكل مختلف ولهم جمهورهم الخاص الذى ينتظرهم وأفلامهم الأخيرة حققت إيرادات دليل على انهم محبوبون، وكثيرون يشاهدونهم رغم انه حصريا على دريم إلا انه يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة.