تتعرض حديقة الأورمان التي يبلغ عمرها 138 سنة إلي هجمة شرسة من جماعة الإخوان المسلمين بعد أن قرروا الاعتصام في ميدان النهضة، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي. بدأت تلك الهجمة الشرسة في مطلع الشهر الحالي وبالتحديد منذ فجر يوم 2 يوليو عندما اقتحم مجموعة من المتظاهرين الإخوان المؤيدين للرئيس محمد مرسي، للمبيت فيها ليكون مقر اعتصامهم أمام ميدان النهضة وقاموا بقطع أشجار نادرة تصل قيمتها ملايين الجنيهات وسط صمت شديد من مسئولي وزارة الزراعة، خاصة أن مدير الحديقة قد أبلغ مديرية أمن الجيزة وترك الحديقة لتكون «استراحة» للمتظاهرين الإخوان دون النظر لما تتضمنه من أشجار ونباتات نادرة تصل قيمتها لملايين الجنيهات. وأكد مصدر مسئول بوزارة الزراعة أن حديقة الأورمان تعاني من إهمال شديد نتيجة تلك التظاهرات المتواجدة أمامها، فقد تعرضت الحديقة لحريق الشهر الماضي أسفر عن تفحم بعض الأشجار النادرة، ومن بعدها قام المتظاهرون التابعون لجماعة الإخوان بالدخول إلي الحديقة للمبيت واحتلوا «الكافيتريا» الخاصة بالحديقة، ودمروا الأحواض الخاصة بنباتات الصبار والنخيل المطل علي جامعة القاهرة. أضاف المصدر أن حديقة الأطفال المتواجدة بالداخل دمرت بالكامل، وتم القضاء علي المساحات الخضراء وأصبحت حديقة الأورمان تعاني من التصحر رغم قيمتها التاريخية. وأشار المصدر إلي أن هناك بعض الشكاوي وردت إليهم تفيد بوجود أسلحة داخل الحديقة، وهو ما أثار تخوفات بعض المسئولين بوزارة الزراعة، وجعلهم يتقدمون بطلب للقوات المسلحة المكلفة بتأمين المتظاهرين المتواجدين بميدان النهضة للبحث عن تلك الأسلحة والكشف عنها، موضحاً أن القوات المسلحة تسمح فقط لبعض العاملين بري النباتات المتواجدة بالحديقة باستثناء الأماكن المتواجد بها المتظاهرون الإخوان، وطالب مجموعة من المسئولين بوزارة الزراعة من القوات المسلحة بضرورة السرعة في إنقاذ حديقة الأورمان وتشكيل لجنة من الخبراء بقطاع التشجير بالوزارة للوقوف علي حجم الخسائر التي تكبدتها الحديقة خلال الفترة الماضية وتحديداً منذ بدء اعتصام المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي. ويرجع تاريخ حديقة الأورمان إلي عهد الخديو إسماعيل عام 1875 بهدف إمداد القصور الخديوية بالفاكهة والموالح والخضر، التي تم استجلابها من جزيرة صقلية، وكانت الحديقة جزءاً من قصر الخديو الذي جلب لهذه الحدائق أشجاراً ونباتات مزهرة من جميع أنحاء العالم وقام بتصميم الحديقة على الطراز الطبيعي مهندسون فرنسيون، كما تعد من الحدائق النباتية النادرة في مصر، حيث إنها تضم أكبر مجموعة نباتية تضم 100 فصيلة، ويوجد بالحديقة قسم لتبادل البذور مع جميع الحدائق والمراكز البحثية في العالم، تتبع الحديقة الإدارة المركزية للتشجير والبيئة التابعة لوزارة الزراعة.