مزيد من الدماء المصرية تسفك على أرض مصر، بأيدٍ مصرية.. والعقلاء صامتون.. والاعداء فرحون.. والاشقاء مذهولون.. وكأن «مصر»، أم الدنيا تدفع دفعا نحو قدر محتوم.. نسأل الله ان يقي المحروسة مما يدبر لها. اللهم لا نسألك رد القضاء.. بل نسألك اللطف فيه. «قطع الطريق».. لم يكن ابدا عملا ثوريا، ولا فعلا انسانيا، بل هي جريمة جماعية ترتكب في حق المجتمع، بعيدا عن أي تحضر انساني أو مسؤولية اجتماعية، أو حس وطني. ثقافة «قطع الطريق» لا تعرفها الدول المتحضرة، ولا تمارسها الجماعات السياسية «المحترمة»، لاسباب عدة على رأسها ان كل القوانين تجرم هذا الفعل الآثم، وكذلك لا يحصد «الفصيل» الذي يستمرئ قطع الطرق شيئا سوى «كراهية» الشعب الذي تتعطل مصالحه الحيوية بسبب هذا الفعل «المشين». ربما «الحسنة» الوحيدة التي «قد» يعتقد معتنقو هذه الثقافة انهم يثبتون لانفسهم، ولبقية فصائل الشعب ان «البلد سايبة»، وان قبضة الحكومة لتحقيق الامن والامان والنظام قد «ارتخت»، عدا تلك «الحسنة» فان كل ما يعود على جماعات قطع الطريق هو سخط الناس وكراهية الشعب، واستعداء اصحاب المصالح البسيطة من ملاك المحلات والعاملين فيها، والباعة الجائلين وسائقي سيارات الاجرة وسكان المنطقة. وما حدث من «تصادم دموي» في ميدان رمسيس نموذج واضح وصارخ لما أقول. ارتأى «الاخوان» ان يستعرضوا قوتهم، ويظهروا ضعف الدولة امامهم، ويكسروا «هيبة الجيش»، ويحرجوا الحكومة الوليدة التي لم تتشكل بعد، فكان احتلال ميدان رمسيس، وقطع الطريق على كوبري «6 اكتوبر» - شريان القاهرة الحيوي – واشعال النيران فوقه، ومنع السيارات من المرور، فماذا كانت النتيجة؟ أولا: كراهية من مستخدمي الطريق، وكل من شاهد ما حدث. ثانياً: ايذاء شديد لسكان جميع المناطق المحيطة بالميدان حول الفجالة، ومدخل السبتية وشبرا، وجميع الشوارع المتفرعة من الميدان، واذا نظرنا لتركيبة اصحاب المصالح في استمرار انسياب الحركة المرورية في ميدان رمسيس نجدهم سكان المناطق الشعبية، أعضاء عائلة الميكرباص المنتمين الى موقف محطة مصر وكوبري الليمون وما حولها، الباعة الجائلين، تجار الفجالة والعاملين معهم، وأصحاب المقاهي والمحلات.. وكل هؤلاء تضرروا - ضرراً مباشراً وبليغاً في «قوت أولادهم» - الشحيح أصلا - بسبب غلق الميدان، فكان الصدام الدموي مع جماعة الإخوان الذين اختاروا ان يقيموا شعائر صلاة التراويح على كوبري 6 اكتوبر! ايها «الإخوان» هل كسبتم مما فعلتم سوى مزيد من كراهية البسطاء لكم؟.. وسفك مزيد من الدماء المصرية بأيدٍ مصرية؟ هل «حق الطريق» غير موجود في قواميسكم؟ اتقوا الله.. اتقوا الله في مصر.. وأهل مصر أم ان ديدنكم مازال مقولة مرشدكم السابق مهدي عاكف: «طز في مصر.. واللي في مصر»؟! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66