«مريم ناعوم» كاتبة شابة اكتشفت موهبتها مبكراً، صاغت ناعوم أحلام الفتيات فى فيلم «واحد صفر» الذى أحدث جداً فى المجتمع المصرى، لها أسلوب خاص فى الكتابة اقتحمت مؤخرا عالم الدراما بتحويل رواية الكاتب الكبير أسامه أنور عكاشة «منخفض الهند الموسمي» إلى عمل درامى بعنوان «موجة حارة» عن طريق ورشة عمل لكتابة السيناريو والحوار إيمانا منها بأهمية فريق العمل، وهى الآن تنتظر رأى الجمهور لأنه الوحيد الذى لديه القدرة على منحها تذكرة الاستمرار فى عالم الدراما. موجة حارة بطولة إياد نصار ورانيا يوسف وخالد سليم ومعالى زايد. وتقول ناعوم: رواية كاتبنا الكبير «أسامة أنور عكاشة» جذبتنى فقررت تحويلها إلى صورة متحركة، لما تحتويه من حكايات مختلفة تستلهم خيال سيناريست، وحاولت إجراء بعض التعديلات عليها حتى تناسب الشاشة الصغيرة بالإضافة إلى إدخال تعديل بسيط على الحبكة وإجراء معالجة للرواية بشكل مختلف، إذ إن معظم أحداثها تدور ما بين الماضي والحاضر، فضلاً عن اعتمادها كلياً على ال «فلاش باك» فعملت على معالجة الرواية بحيث أحوّل ال «فلاش باك» إلى الزمن الحاضر وليس الماضي. وأضافت ناعوم: تملكنى الخوف بعض الوقت خاصة أن أسامة أنور عكاشة اسم كبير والكل ينتظر ما سأفعله فى روايته، ولكن سرعان ما تبخر الخوف وأقدمت على قراءة العمل أكثر من مرة حتى أتعايش مع أحداثها التى أرهقتنى كثيرا فهى كتبت عام 2000 وشخصية الأب الشيوعى المتطرف لا تتناسب مع الجو الحالى، الآن هناك شباب صنع ثورة، فكان لزاما علينا تقديم هذه النماذج بدلا من شخصية الشيوعى، وأيضا هناك تغييرات أخرى فعلى سبيل المثال نبيل وبثينة لم يتزوجا في الرواية، ولكنهما سيتزوجان في المسلسل. كما تشتمل الرواية على شخصية «أخ أكبر» مات في حرب أكتوبر، وهذا لا يجوز فعلياً في السياق الزمني للمسلسل، لأنه يفسد خريطة الأعمار، فجعلته يتوفى في أثناء سفره إلى العراق. كما ضيقتُ كثيراً من شبكة العلاقات، وجعلتُ أحداث المسلسل تدور خلال أسبوعين، إلى جانب تغيير بعض أسماء الشخصيات. وأكدت ناعوم أنها تلقى الضوء على رجال الدين وتناقض أفكارهم التى تتغير حسب المصلحة. ويتطرق العمل لمشاكل اجتماعية مثل الدعارة والمخدرات والفساد وأمن الدولة، وهي مواضيع غير معتادة بالنسبة للأعمال التلفزيونية رغم أنها موجودة فى السينما. وقالت: ورش السيناريو لا تفسد العمل كما قيل بل تثرى الدراما وتقدم أفكارا متنوعة، واخترت فى الكتابة مجموعة متميزة وموهوبة، ووزعت عليهم الشخصيات حسب رؤيتى حتى وصلنا إلى حوار متكامل، خلق بطولة جماعية للمسلسل، بتركيبة معقدة لبعض الشخصيات لكن الأحداث مكثفة جداً، وترى ناعوم أنها تجربة مفيدة للمشاهد بشكل عام، كذلك فإن تتابع الأحداث في المسلسل يجعله لا يملّ منه، فلو ضاعت منك حلقة، فهذا يعنى أن الكثير قد ضاع منك. وتشيد ناعوم بصورة وكادرات المخرج محمد ياسين لأنه وظف رؤيتها وخلق من المشاهد جوا دراميا عالى الجودة، وأثبت أنه مخرج متمكن من أدواته. وبررت ناعوم وجود بطل فى كل حلقة على طريقة السوت كوم بأنها طريقة بناء الرواية في الأصل كانت على هذا المنوال، فهي أقرب إلى السينما. والخطوط الدرامية تشبه الخطوط المتقاطعة، فأنت تسير على خطّ معين وقد تأخذك نقطة مركزية إلى خطّ آخر وأن المشاهد أذكى من أن يتوه بين الشخصيات، فأنا لا أفترض أبداً غباء المشاهد! وإذا ما شدّه العمل منذ بدايته فإنه حتماً سيتقبّل طريقة العرض. فأنا أعتمد طريقة محاكاة المُشاهد من زاوية إدراكه ومن ثم الصعود به إلى مستوى المسلسل.. وهذا يختلف كثيراً عن مسلسلات التسلية السطحية. وفى النهاية قالت ناعوم: أحلم بكتابة عمل عن ثورة 30 يونية لأنها غيرت مجرى الحياة فى مصر وأعادتها مرة أخرى إلى عبها وفضحت الشخصيات التى أرادت أن تقسم وتبيع مصر، فالشباب المصرى قادر على صناعة مستقبل مصر.