كثيراً ما يكون الناس أكثر انفعالاً في شهر رمضان أثناء الصيام خاصة أنه يأتي في فصل الصيف ونشاهد كثيراً من الخناقات والمشادات بين الناس ولكن ما تأثير ذلك علي الصيام وكيف يضبط الصائم انفعالاته، يجيب علي ذلك الدكتور محمد خالد حسن، إخصائي الأعصاب والأمراض النفسية، عندما يكون الإنسان صائماً فإنه يكون لديه شعور داخلي بأنه يقوم بشعيرة من أعظم شعائر الإسلام ألا وهي الصيام وأي شخص يستحضر هذا الإحساس النفسي الخاص بشعوره بالقرب من الله سبحانه وتعالي ينعكس علي تصرفاته فنجد أنه أكثر هدوءاً وطمأنينة وردود أفعاله غير عصبية أما ما نراه من أشخاص يكونون سهل الإثارة، واندفاعيين وعصبيين وتحدث منهم مشاكل نراها في الطريق وفي المواصلات وعند البيع والشراء فإن هؤلاء لم يستحضروا هذا الشعور العظيم في هذا الشهر الكريم. ويضيف الدكتور محمد خالد حسن أن الصيام يجعل الشخص يتحكم في أقوي غريزتين لدي الإنسان ألا وهما الجوع والجنس وعندما يتغلب الشخص علي هذين الدافعين وهما أقوي الدوافع الإنسانية ومن أقوي الغرائز البشرية، وعندما يتحكم الإنسان الصائم لمدة شهر كامل في الغرائز والدوافع الأقل قوة والأضعف شدة داخل الإنسان، ومما يؤكد هذا الكلام أن أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي حدثت في رمضان وكان المقاتلون المسلمون صائمين وهذا يؤكد أن رمضان شهر عمل وجهاد وليس شهر كسل وخمول، وقد أثبتت البحوث الحديثة أن بعد صيام شهر كامل يحدث تغيير لجميع خلايا الجسم أي أنه اكتسب خلايا جديدة تغير من حالته النفسية ومن تحمله للمصاعب والضغوط النفسية اليومية التي يتعرض لها كل إنسان، ومن الناحية النفسية نعتبر أن شهر رمضان يقوم فيه الشخص العادي بشحن بطارياته النفسية ليستطيع أن يواجه ضغوط الحياة في باقي العام. ومن الملاحظ أيضاً تحسن واستقرار حالات المرضي النفسيين خلال شهر الصيام وذلك لأن الصيام والقرب من الله يعطي الاطمئنان النفسي وهو علاج أساسي لجميع الأمراض النفسية، مصداقاً لقوله تعالي «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» لذلك ننصح الصائمين باستحضار عظمة هذا الشهر وعظمة الشعيرة التي تؤدي فيه كي ينعكس ذلك علي سلوك الإنسان في التعامل مع الناس.