دعنا نطوى صفحة الماضى، ونلتفت إلى المستقبل، لقد فعلها رجالة مصر وأعادوا ثورتهم المسلوبة منهم، وتم استكمال مسيرة ثورة يناير، بثورة أخرى أذهلت العالم أجمع فى «30 يونية»، انتهت جماعة الإخوان عندما اتخذت قرارها بالانتحار السياسى، بسبب سياسة الإقصاء والاستئثار.. وهذا يعد درساً بليغاً لأى قوى سياسية أو حزبية، فمصر لا يمكن أن يحكمها تيار سياسى واحد. فى مرحلة البناء لا يمكن أن ينفرد تيار بعينه أو حزب بذاته، ولكن يجب أن تتم مشاركة الجميع بلا استثناء أو إقصاء.. ويجب على الجميع كل القوى السياسية والوطنية بما فيها جماعة الإخوان أن يشاركوا فى عملية البناء.. ودعنا نطوى صفحة ظلامية مرت بها مصر على مدار عام كامل، والآن حان وقت العمل والبناء. فالأنفع للبلاد، والعباد هى ترك صفحات الماضى بكل سوءاته وعيوبه، والنظر بكل جدية إلى المستقبل، وهذا يستدعى بالضرورة إجراء مصالحة سياسية شاملة بين كل القوى بالبلاد بدون إقصاء أو استثناء. ويخطئ من يظن أن بمقدور حزب معين أو تيار سياسى بذاته أن يقوم بعملية البناء وحده، بل إن الأمر يتطلب من الجميع أن يكون يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد من أجل العبور بمصر إلى بر الأمان.. بعد ثورة 30 «يونية» التى تعد تصحيحاً عظيماً واستكمالاً لثورة «يناير»، حان الآن وقت العمل وبجد لم يعد هناك وقت لفتح الصفحات الظلامية والتشفى وخلافه من المهاترات التى جرتنا إليها جماعة الإخوان. لم يعد هناك وقت لأن نعيد صفحات الظلام والفرقة والخلاف، فالبلاد الآن فى أشد الحاجة الى من يأخذ بيدها إلى بر الأمان، والعباد فى أمس الحاجة أيضاً إلى أن يحيوا الحياة الكريمة تحقيقاً لشعار الثورة «عيش.. حرية كرامة إنسانية.. لن يتأتى ذلك إلا بنبذ الفرقة والابتعاد عن الخلافات والتراشق وخلافه من كل عوامل الفرقة والخلاف، الآن تنادى مصر أبناءها بكل اتجاهاتهم السياسية والفكرية لأن يكونوا يداً واحداً من أجل رفعتها. فى ثورتى «يناير 2011» ويونية «2013»، أثبت المصريون أنهم على قلب رجل واحد وهدف مشترك.. نريد أن تستمر هذه الروح فى عمليات البناء والإصلاح حتى نرقى بالبلاد وتعود إلى مصر ريادتها ومجدها التليد الذى كان ولا يزال فخراً لكل الإنسانية جمعاء. الآن حان وقت المصالحة السياسية الشاملة ولم شمل الأمة، لتعود إلى مصر مكانتها وريادتها والمصريون الذين أثبتوا للدنيا كلها أنهم كيان واحد ضد الظلم والقهر لقادرون على أن يستمروا على هذه الروح العالية من أجل العبور الى بر الأمان.. الجميع يكون يداً واحدة وقلباً واحداً بدون إقصاء أو استئثار من أجل مصر.