ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، فى افتتاحيتها، أنه مهما كان الفشل الذى حققه الرئيس المعزول "محمد مرسى" فإن الإطاحه برئيس منتخب من قِبل الجيش يُعد انقلابًا وخطوة إلى الوراء فى طريق الديمقراطية المصرية (حسبما ذكرت الصحيفة). ولفتت الصحيفة، فى ذلك السياق، إلى الاحتفالات التى اجتاحت أرجاء البلاد بعد أنباء الإطاحة ب"محمد مرسى" بنفس القدر الذى كانت عليه الاحتفالات عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع "حسنى مبارك" فى يناير 2011. وتابعت الصحيفة قائلةً: "مما لا شك فيه أن "مرسى" قد واجه العديد من الصعوبات على مدار ال12 شهراً الماضية، لكن أخطائه العديدة غطت على انجازاته الأوليه المتمثلة فى إبرام السلام بين حركة حماس وإسرائيل. ومضت الصحيفة قائلةً:"إن مصر تحتاج الآن شخص يقوم بإجراء مصالحة بين القوى السياسية المختلفة التى تقف ضده من أجل تخطى الانقسامات العميقة الموجودة فى البلاد؛ ولكن "مرسى" لم يفعل ذلك مفضلاً خوض الصراعات التى فقد على إثرها العديد من خلفائه من غير الإسلاميين؛ علاوةً على القرارات السياسية السيئة بما فى ذلك الإعلان الدستورى الذى يحصن قراراته من المراجعة القانونية". وذكرت الصحيفة أن كل هذه الأخطاء أثقلت ميزان "مرسى"، لكن التحدى الأساسى كان – ولا يزال – الاقتصاد الذى يترتب عليه ارتفاع الأسعار والبطالة، لذلك فإن التعامل مع المشاكل الهيكلية لمصر تعتبر درساً يجب أن يضعه فى الاعتبار الرئيس القادم. وقالت الصحيفة: "إن السؤال الأهم الآن هو من سيكون رئيساً لمصر، وكيف يمكن تنصيبه؟"، مضيفةً: "على الرغم من استجابة الفريق "السيسى" لمطلب الجماهير المصرية التي لا يمكن تجاهلها، ولكن من الصعب تجنب الاستنتاج بأن ما يسمى ب"الدولة العميقة" فى البلاد اغتنمت الفرصة لإعادة تأكيد نفسها". وتابعت الصحيفة قائلةً: "لقد بذلت جهود كثيرة لتهدئه المخاوف، ولكن فى ظل خطر وقوع حرب اشتباكات عنيفة مع أنصار "مرسى" قد تصل لحرب أهلية، فإنه لا يمكن استبعادها". وختاماً، وصفت الصحيفة التطورات التى حدثت فى مصر بانها مخيبة للأمال بالنسبة للبلد الذى كان يعتبر الطفل المدلل للربيع العربى؛ فى الوقت نفسه، فإن استهجانها كدليل على عدم استعداد الدول العربية للديمقراطية غير كافٍ.