يسود منذ الصباح الباكر إضراب شامل في بلدات وادي عارة ذات الأغلبية العربية بوسط إسرائيل؛ احتجاجا على قيام السلطات الإسرائيلية بهدم عدد من المنازل العربية، وآخرها منزل آل شرقية، بحجة البناء بدون ترخيص. وبحسب شهود العيان، أغلقت منذ صباح الباكر المحال التجارية في بلدات وادي عارة أبوابها بالإضافة إلى كافة المؤسسات الحكومية احتجاجا على سياسات الهدم التي تمارسها إسرائيل ضد المنازل العربية . وقال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، باسل غطاس، "يسود التوتر منذ أمس الوسط العربي في إسرائيل جراء محاولة الحكومة الإسرائيلية توسيع عمليات الهدم في البلدات العربية؛ لذلك قام مساء أمس مئات الشباب بإغلاق الطريق الرئيسي وادي عارة، وسط احتكاكات مع الشرطة الإسرائيلية، واليوم تنفذ الجماهير العربية إضرابا شاملا في بلدات وادي عارة وسط إسرائيل". وقامت الجرافات الإسرائيلية أمس وتحت حراسة قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية بهدم منزل سعيد أبو شرقية بحجة عدم حصوله على ترخيص. وبحسب شهود عيان، أجبرت قوات من الشرطة الإسرائيلية أفراد عائلة أبو شرقية على إخلاء منزلهم لتنفيذ عملية الهدم بالقوة، وتوافد العشرات من سكان المنطقة في محاولة لصد عملية الهدم. و قال صاحب المنزل سعيد أبو شرقية "أنا والأسرة أصبحنا عراة على قارعة الطريق، لم يبقَ لنا مأوى، منذ 30 عاما وأنا أجمع القرش على القرش حتى خرجت بهذا البيت، اليوم أصبح كل حلمي قبل الموت أن أجمع أسرتي تحت سقف واحد". وأضاف أنه أقام البيت على أراض مسجلة منذ 100 عام باسم العائلة، وأنه حاول ترخيص المنزل من أول يوم بدأ فيه البناء، وتقدم إلى المحاكم الإسرائيلية، ودفع مبالغ طائلة، ولكن لا مجيب، معتبرا أن السبب في ذلك هو أن حكومة اليمين (حكومة بنيامين نتنياهو) "تريدنا خارج الأرض العربية". من جانبها استنفرت الشرطة الإسرائيلية في محيط الشارع الرئيسي وادي عارة تخوفا من اندلاع مواجهات في محيط المنطقة، بحسب ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية. ودعا للإضراب "اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في وادي عارة"، والتي قالت إنها تدرس خطوات تصعيدية أخرى لإجبار السلطات الإسرائيلية على وقف هدم المنازل العربية. والسكان العرب داخل إسرائيل هم من العائلات الفلسطينية التي بقيت بعد حرب 1948 في مدنها وقراها التي قامت عليها إسرائيل، ويُطلق عليهم تسميات عدة، منها: عرب 48 وعرب إسرائيل، ووصل عددهم إلى 1.6 مليون نسمة من بين سكان إسرائيل البالغ عددهم 8 مليون نسمة، بحسب إحصائية نشرها المكتب المركزي للإحصاءات الإسرائيلي في شهر إبريل 2013.